{img_1}
شارك الدكتور احمد باهض تقي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية والدكتور خالد عليوي العرداوي معاون مدير المركز في المؤتمر الخاص بالحوار والمصالحة الوطنية الذي نظمه حزب الوطن الديمقراطي الحر وذلك في تمام الساعة الحادية عشر من يوم السبت الموافق 12 آب 2006 وعلى قاعة نادي الصيد .
وتم اختيار السيد مدير المركز ضمن إدارة المؤتمر في المنصة الرئيسية، وقد بدا المؤتمر بتلاوة عطرة من آي من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة واحدة على أرواح شهداء العراق والأمة، ثم ألقى الدكتور هيثم الحسني أمين عام حزب الوطن الديمقراطي الحر كلمة أكد فيها على ضرورة مساندة مبادرة الحوار والمصالحة الوطنية التي أطلقها السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، وأشاد بالحضور وشجاعتهم في تخطي كافة العقبات وتحمل عناء الأوضاع الأمنية من اجل المشاركة في المؤتمر،كما حضر المؤتمر الذي عقد برعاية السيد رئيس الوزراء، السيد ياسين مجيد مستشار السيد رئيس الوزراء، وقد ألقى العديد من الشخصيات السياسية والفكرية وضباط الجيش الكبار كلمات مؤثرة تناولت إعلاء روح المواطنة والوطنية، كما ألقيت كلمات عن ثوار الاهوار والكوادر النسوية، وكان لمركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية كلمته التي ألقاها الدكتور احمد باهض تقي مدير المركز والتي قاطعها المؤتمرون بالتصفيق الحار لما احتوت عليه من مضامين وطنية وتشخيص دقيق للواقع العراقي الراهن ، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم بهذا المكان وهذا الزمان لنقول كلمتنا إزاء وطن يذبح في كل يوم، إزاء وطن نال من الدمار والخراب ما لم يشهده بلدا آخر، وشعب طالته العذابات والآهات بشكل لا يوصف ولا يقدر، وإذا كنا نتمايل طربا عندا نقول او نسمع بأننا أول من أعطى العالم الحرف وعلمه الكتابة فإننا بنفس الوقت نشعر بالحزن والوهن والخجل بان تلك البقاع هي الأدنى في سلم الحضارة اليوم، وإذا كنا نفتخر بان في أرضنا صنعت البطولات وانتصر فيها الدم على السيف وأصبحت منارا للتضحية من اجل المبادئ، فإننا نقف صغارا أمام تلك اللوحة البطولية، وإذا كنا نؤمن بان رائد الشجاعة والعدالة والإنسانية هو من يتوسد تراب العراق، فأين نحن من تلك الأيادي التي مسحت على يتامى وفقراء أبناء عيسى وداود وموسى قبل فقراء ويتامى المسلمين، وإذا كنا نفتخر إن في بغداد والكوفة والبصرة قد ولدت مدارس المسلمين كافة و نهل منها العالم الإسلامي علومه، فأين نحن من تلك المدارس اليوم تلك التي علمت الدين والعلم والإخاء والمحبة والتسامح، واليوم نحن نأتي بثقافات جديدة وليس ثقافة جديدة واحدة ، ثقافة قائمة على النفي والتهجير والقتل، فلنقارن أنفسنا مع امتدادنا التاريخي الذي طالما تفاخرنا به حتى عدنا اليوم منفصلين عنه، اليوم أيها الإخوة والأخوات الكرام نلتقي لنضع ونؤشر في أصابعنا وألسننا وقلوبنا على من يريد أن يدمر الوطن ونعلن إن لا سبيل إلا الحوار من اجل الوطن وان لا سبيل إلا القصاص من قتلة الوطن وكل المحبة والود لمن يحب العراق وكافح من اجله وان اختلف في الرؤية والسبيل في مناهضة الاحتلال، الجميع هنا مسؤولون والمسؤولية تتطلب أن يعلو صوت المواطنة والوطن فوق الأصوات الأخرى، اليوم نحن نريد برنامجا عملي واضحا من اجل أن يكون للمصالحة تأثير واضح على مفردات الحياة العراقية، فماذا نريد؟
نريد من الحكومة أن تتصالح مع نفسها أولا حتى يكون برنامجها مع الآخرين مقنعا لا إن تكون حكومة متنافرة بالتصريحات والأفعال .
نريد من الحكومة أن تتصالح وتتصارح مع الشعب فلعمري إن هذا الشعب قد مل وشبع من الأكاذيب والوعود التي أطلقتها سابقاتها بحيث خلقت فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب فحتى تعود الثقة وتتعز عليها أن تصارح الشعب ب: من يزعزع الأمن: من يخرب الاقتصاد: من يعيق العقود الخاصة بالكهرباء: من يعطل محاسبة الفاسدين: من يهدر المال العام: من يعيق بناء الجيش والقوات المسلحة: من يرسل جنودنا وشرطتنا إلى دول مجاورة للتدريب هي لا تعرف الشمال من اليمين في أصول وعلوم التدريب وبملايين الدولارات: من الذي يستلم العملة الدولارية كي يعين أولادنا وشبابنا في أجهزة الجيش والشرطة ليصنع أجهزة فاسدة غير مكترثة بالمسؤولية: على الحكومة ان تبدأ من الأساس وان تعلن عن أولئك الفاسدين وتضعهم في مواجهة العدالة حينها لا تحتاج إلى عناء كبير في محاورة من اختلفوا معها في مقاومة الاحتلال.
بعد ذلك يكون للحكومة مرحلة جديدة في إيجاد أرضية حقيقي للمصالحة، الا وهي معالجة تلك الأخطاء الكبيرة التي وقعت بها سابقاتها عندما ترك الشعب وأمواله في أيدي من يعتقد إنهم مؤتمنون في مجالس المحافظات فللأسف إن الكثير منهم عاث في الأرض فسادا وزاد من معاناة الشعب، رب سائل يسال ما علاقة ذلك بالمصالحة، إن الكثير ممن يختلفون اليوم مع الحكومة، فان موضع اختلافهم ليس القوات الأجنبية او غيرها من الأمور المطروحة اليوم في سلم أبجديات المصالحة فحسب وإنما سوء الخدمات وسوء الحالة المعيشية وسوء العديد من القرارات فضلا عن التمييز في توفير فرص العمل فلا غرابة ان نجد وكلاء منتشرون في المحافظات لمن يرغب بالتعيين في وظيفة حكومية وياللأسف فا هذه حقيقة مازالت منتشرة في بقاع العراق، والغرابة عندما يتقاسم العاملون في مجالس المحافظات حصص التعيين في أجهزة الشرطة والجيش وكل حسب طريقته، لذلك فالمصالحة يجب أن لا تكون مع من يحمل السلاح فقط بل المصالحة مع الشعب بدءا.
المصالحة تتطلب أن نلغي من الآن المسميات التي وضعنا فيها أنفسنا بقصد او دون قصد ، نلغي من الآن ما نسميه بالوقف الشيعي والوقف السني والوقف المسيحي وهكذا دواليك، وان لا نقحم أنفسنا في تفاصيل هي ليس من اختصاص الحكومة ولتكون الحكومة هي الحارس الأمين لهذه الأوقاف وترعاها وتحميها، نلغي المحاصصة وان يكون التصريح بذلك سني وهذا شيعي وذلك كردي من المحرمات، لنجعل عراقيتنا هي التاج الذي نضعه على رؤوسنا.
المصالحة تتطلب أن يكون للكفاءات العراقية دور في بناء العراق الجديد واعماره لا أن يتم تهميشهم على أيدي من دونهم مستوى وكفاءة وممن أجازوا لأنفسهم الكثير من الشهادات الوهمية ، لندخل جميعا إلى المنطقة الخضراء ولنعمل إحصائية من من الكفاءات العراقية التي عانت من بقاءها تحت ظلم الدكتاتورية يعمل هناك او في الوزارات، إننا خجلون من هذا الأمر عندما يتم التشكيك بولاء العراقيين لوطنهم .
المصالحة تتطلب أن ينظر المسؤولون بوجوه الشباب ووجوه الشيوخ والعجائز ليقرءوا فيها عتبا كبيرا وحزنا اكبر وسؤالا يعمل كخنجر في خاصرة كل منهم، لماذا ولماذا كل هذا الذي يحصل ؟
عندما تجيب الحكومة على كل هذه التساؤلات وتستطيع حلها دون مواربة لأحد حينها سوف تنهض قصبات الاهوار وتلتمع منائر كربلاء وتهتز جبال كردستان لتعانق ذرى الانبار، كلها لحكومة الشعب وتتوحد الصفوف في مواجهة القتلة وحينها يضيق العراق بأولئك الذين يريدون به شرا، وأفضل الحكومات عند الله وعند الشعب تلك التي تقول الحق ولا تنام عينها حين تنام عيون الناس وان تمسد بأيديها على رؤوس الفقراء واليتامى ولعمري ما أكثرهم في وطن مثل العراق ، أتمنى أن نكون كذلك.
إننا اليوم بحاجة لكثير من العمل وقليل من الكلام كي يعم الأمن والحب والسلام في وطن السلام.
والسلام عليكم ايها الحضور الكرام ورحمة الله وبركاته.
اضافةتعليق