خلال الشهور الاخيرة نجحت جهود منظمة اوبك في قيادة تحالف (اوبك+) لدفع اسعار النفط صوب الارتفاع والحفاظ على توازن اسواق النفط العالمية من خلال الاستمرار في برنامج خفض الامدادات، وأخرها قرار التحالف بتمديد تخفيضات الانتاج عند (7.2) مليون برميل يوميا حتى نهاية شهر نيسان القادم، لتعويض تعثر الطلب العالمي على النفط بسبب استمرار تأثر قطاع النقل العالمي بتداعيات جائحة كورونا
خلال الشهور الاخيرة نجحت جهود منظمة اوبك في قيادة تحالف (اوبك+) لدفع اسعار النفط صوب الارتفاع والحفاظ على توازن اسواق النفط العالمية من خلال الاستمرار في برنامج خفض الامدادات، وأخرها قرار التحالف بتمديد تخفيضات الانتاج عند (7.2) مليون برميل يوميا حتى نهاية شهر نيسان القادم، لتعويض تعثر الطلب العالمي على النفط بسبب استمرار تأثر قطاع النقل العالمي بتداعيات جائحة كورونا. وعلى الرغم من تأرجح اسعار نفط برنت حول معدل (70) دولارا للبرميل، مدعوما بتخفيضات إنتاج ينفذها كبار منتجي النفط، وتفاؤل بشأن تعافي الطلب في النصف الثاني من العام، الا ان تقرير منظمة اوبك لشهر اذار الجاري، والصادر قبل ايام، كان متحفظا وحذرا في قراءة اساسيات اسواق النفط خلال المتبقي من العام 2021. خصوصا مع بوادر قلق تخيم على اسواق النفط العالمي ابرزها مخاوف استجابة انتاج النفط الصخري لارتفاع الاسعار ومدى استمرار الخفض الطوعي للملكة العربية السعودية وفرص تفعيل الاتفاق النووي وعودة النفط الايراني الى الاسواق، فضلا عن مخاوف تفشي سلاسات جديدة من فيروس كورونا تكبح جهود التطعيم وتعيد مشاهد الاغلاق الكبير من جديد.
وفي هذا السياق يمكن تناول ابرز ما تضمنه تقرير اوبك وكما يلي:
1- رفعت منظمة أوبك توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي هذا العام إلى قرابة (5.1%)، بسبب توقع تسارع النشاط الاقتصادي بحلول نهاية النصف الأول من العام الجاري. مع ذلك، لا تزال المنظمة تتوقع استمرار انخفاض الطلب العالمي على الوقود بفعل القيود على حركة الأفراد والسفر، رغم تسارع النمو الاقتصادي العالمي.
2- قلصت منظمة اوبك توقعاتها حول افاق اسواق النفط في النصف الأول من عام 2021 بسبب استمرار تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، وتتوقع اوبك ان يتعافى الطلب على النفط في النصف الثاني من العام الجاري.
3- وفقا لتقرير منظمة أوبك فان القطاعات كثيفة الاستخدام للنفط، خاصة السفر والنقل، ستبقى متأثرة بالوضع الصحي الراهن، وهو ما يعني مساهمة إيجابية أقل في طلب النفط عام 2021، مقارنة بالنمو الاقتصادي العالمي المتوقع.
4- وفقا لتقرير اوبك الشهري فإن الطلب العالمي سيرتفع بحدود (5.89) مليون برميل يوميا في عام 2021، وبما يعادل (6.5%)، وهي زيادة طفيفة عن تقديرات الشهر السابق. اذ من المتوقع أن يبلغ إجمالي الطلب على النفط قرابة (96.3) مليون برميل يوميا، ويتوقع أن ينمو أغلب الاستهلاك في النصف الثاني من العام الجاري.
5- من غير المتوقع ان يسد نمو الطلب العالمي هذا العام العجز المتحقق في عام 2020، نظرا لاستمرار القيود على حركة الأفراد طوال عام 2021، ولحين انفراج الازمة الصحية.
6- تلزم أحدث التوقعات الخاصة بآفاق سوق النفط العالمي ضرورة توخي الحذر من لدن أوبك وحلفائها، بخصوص سرعة التخلي عن مزيد من تخفيضات إنتاج النفط، التي تبنتها ( أوبك+) العام الماضي، وقرار تحالف (أوبك+) الاخير بتمديد غالبية التخفيضات الحالية لنهاية نيسان القادم.
7- أظهر التقرير تراجع إنتاج أوبك النفطي في شهر شباط الماضي، نظرا لالتزام أغلب أعضاء تحالف (أوبك+) بتقليص الإنتاج وفقا للنسب المقررة. وبينت أوبك إن اجمالي إنتاجها النفطي انخفض بقرابة (650) ألف برميل يوميا، ليصل إلى قرابة (24.85) مليون برميل يوميا، متضمنا الخفض السعودي الطوعي.
8- بلغ الخفض السعودي الطوعي (مليون برميل يوميا) منذ شهر شباط ويستمر لغاية اواخر شهر نيسان القادم، وقد أبلغت السعودية منظمة أوبك بأنها نفذت أغلب الخفض المقرر، مقلصة الإنتاج الى قرابة (956) ألف برميل يوميا ليصل انتاجها الاجمالي إلى حدود (8.147) مليون برميل يوميا.
9- لدعم اسعار النفط في الاسواق العالمية خفضت (أوبك+) الإنتاج بشكل غير مسبوق منذ ايار من العام الماضي وبقرابة (9.7) مليون برميل يوميا للتعايش مع انهيار الطلب العالمي على النفط في الاسواق العالمية.
تقرير منظمة اوبك يصدر بشكل شهري ويتابع عن كثب اساسيات سوق النفط وفقا لنماذج وتنبؤات دقيقة قائمة على تطور الاحداث الاقتصادية والسياسية في المنطقة والعالم. وتفصح خلاصة التقرير بان انظار منظمة اوبك لا تزال تتجه صوب تعاف الطلب العالمي، نظرا لان ارتفاع اسعار النفط حاليا يعود في الغالب لتقليص الانتاج النفطي من قبل منظمة اوبك، واخرها الخفض الطوعي (مليون برميل) الذي قامت به المملكة العربية السعودية لدعم الاسعار. ووفقا لأساسيات اسواق النفط فان استدامة توازن الاسعار قرب (70) دولار للبرميل لن يستمر طويلا دون تعافي الطلب العالمي في الامد القريب. خصوصا مع امكانية تدفق نفوط جديدة الى الاسواق من خارج التحالف، كالنفط الصخري شديد الحساسية لارتفاع الاسعار في الاسواق.
اضافةتعليق