عودة مرتزقة البنتاغون تثير العسكريين الامريكيين

شارك الموضوع :

انهم يتصرفون كأنهم فوق القانون، وينظر الشعب إليهم كقتلة، وانهم لا علاقة لهم بمواقع العمليات العسكرية

بقلم: وين ماديسين

الناشر: مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية نقلا عن موقع

Strategic Culture Organization  

ترجمة: وحدة الترجمة في مركز الفرات

 

في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس ومستشار الامن القومي هربرت ريموند ماكماستر يراجعان السياسة الامريكية في افغانستان، كتبت صحيفة النيويورك تايمز موضوعاً في 10 تموز 2017 كشفت فيه عن الخطر الذي يهدد استراتيجية الدفاع الأمريكية والعودة بها الى  الماضي المر. وقد تركز موضوع صحيفة النيويورك تايمز حول الفقرة التالية:

قام اريك د. برنس ، مؤسس الشركة الامنية الخاصة المسماة بلاك ووتر الدولية وستيفن أ. فيندبرغ، الممول المليونير الذي يملك العقود العسكرية الكبرى مع شركة داين كورب الدولية، بطرح مشروع للاعتماد على المقاولين بدلاً من القوات الامريكية الموجودة في افغانستان، بناء على توصية من ستيفن ك. بانون ، المستشار الاستراتيجي للرئيس دونالد ترامب و جاريد كوشنر، مستشاره الخاص وصهره، حسبما اوردته بعض المصادر اثناء المحادثات. ارتبط تاريخ شركتي بلاك ووتر وداين كورب بجرائم الحرب في العراق  والبلقان، اضافة الى عمليات الاحتيال التي شملت اموال دافعي الضرائب الامريكيين  خلال العمليات العسكرية التي جرت حول العالم. ولكن بعد خضوعه كرئيس لنشاطات شركة بلاك ووتر للتحقيقات، قام  برنس ، الذي هو شقيق وزيرة التعليم الامريكي بتسي دي فوس في عهد الرئيس ترامب، ببيع الشركة وحول عمليات مرتزقته الى شركة تصنيفها  اوف شورك كومباني  تعمل من ابو ظبي. وقامت الشركة التي مقرها في ابو ظبي، والتي اطلق عليها  اسم ( ريفليكس رسبونس   Reflex Response) او  ( R 2) بتوظيف وتدريب القوات من مختلف انحاء العالم، وخصوصاً من كولومبيا وتشيلي وهندوراس وجنوب افريقيا ورومانيا كمرتزقة لولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.

كان هناك منع صارم في توظيف المسلمين في المجالات العسكرية، لأنه لا يعتمد عليهم في قتل اقرانهم من المسلمين، ورأس المرتزقة الموجودين في مدينة  زايد العسكرية خارج ابو ظبي ضباط سابقون في القوات الخاصة من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا. وتقوم الشركة بتوظيف المرتزقة عبر شركة اوف شوركومباني اخرى تدعى (مشروعات ثور العالمية) التي مقرها في الجزر العذراء البريطانية. ووردت انباء ان المرتزقة كانوا يقاتلون كجزء من قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في حرب اليمن الاهلية ضد القوات المعارضة للهيمنة السعودية هناك. وقد استخدم برنس الاسم السري ( Kingfish او سمكة الملك) في جميع مراسلاته ووثائقه المتعلقة بشركة  R2) ).

ويسيطر فيندبرغ، المساند للرئيس ترامب، على شركة داين كورب من خلال شركته المسماة (سربيروس كابيتال)، وهي شركة استثمارية تسيطر على عدد من مقاولي وزارة الدفاع الامريكية. وقد جرت التحقيقات الخاصة  بشركة داين كورب على مستوى الكونغرس والمفتش العام في واشنطن، بضمنها دورها في المتاجرة الجنسية بالأطفال والنساء في كوسوفو والبوسنة اثناء عمليات الاسناد لوزارة الدفاع الامريكية وحلف شمال الاطلسي في تلك الاقطار. وبعد ان قام برنس بتغيير اسم شركة بلاك ووتر الى شركة خدمات باسم   Xe   في عام 2009، قام ببيعها في عام 2011 الى شركة   USTC   ، التي غيرت اسمها ، في النهاية ، الى شركة (اكاديمي  Academi  ). وقامت هذه الشركة ، بالتعاون مع شركتها المنافسة في مجال المرتزقة المسماة ( Triple Canopy )  في الاستحواذ على شركة كونستيليس ( Constellis )   في عام 2014. يعتبر تغيير الاسماء والملكيات من افكار وكالة المخابرات المركزية الامريكية. واستمرت شركة  اكاديمي في الاحتفاظ بموقع تدريبات شركة بلاك ووتر الاساسية البالغة 7000 اكر لأغراض التدريب العسكري في مدينة مويوك في الشمال الشرقي من ولاية كارولينا الشمالية.  

لقد حلم برنس طويلاً ان تقوم وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية الامريكيتين في خصخصة مغامراتهما العسكرية لشركات مثل اكاديمي و R2 .  واذا سانده كل من بانون وكوشنر قد يتحقق هذا الحلم في افغانستان التي تعتبر اطول حرب امريكية. وخلال ادارة الرئيس جورج دبليو بوش، كانت شركة بلاك ووتر من المتعاقدين الامنيين الرئيسيين في وزارة الخارجية الامريكية لتوفير الكوادر لحماية البعثات الدبلوماسية الامريكية في ارجاء العالم. كانت عقود وزارة الخارجية الامريكية مليئة بالاحتيالات، ففي جلسة استماع تحت القسم على مستوى الكونغرس الامريكي في شهر تشرين الثاني 2007، انكر المفتش العام لوزارة الخارجية هوارد كرونغارد ، في البداية، ان لأخيه ألفين كرونغارد، المدير التنفيذي في وكالة المخابرات المركزية الامريكية اي علاقة مع شركة بلاك ووتر. ولكن بعد ان كشفت لجنة الاصلاح الحكومي الوثائق التي تثبت انه جرت اضافة الفين كرونغارد الى عضوية مجلس ادارة بلاك ووتر العالمية وقبوله الدعوة وحضوره اجتماع مجلس الادارة في مدينة وليامزبرغ في ولاية فرجينيا يعد ساعات من شهادة هوارد كرونغارد، اضطرت وزارة الخارجية الى تغيير شهادتها حتى لا تقع تحت طائلة الحنث باليمين.

في تلك الفترة، كانت شركة بلاك ووتر تحت رقابة  وكالة التحقيقات المركزية ووزارة العدل لإطلاق النار وقتل 17 مدنياً عراقيا في 16 ايلول 2007. كما كانت الشركة تحت طائلة تحقيقات وزارة العدل لتهريب الاسلحة الى العراق، حيث ورد ان بعض هذه الاسلحة قد وصلت الى ايدي المجاميع المتمردة هناك. كان السبب الرئيس لاستخدام وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع   شركة مثل بلاك ووتر هو اخفاء العمليات العسكرية السرية الامريكية في الخارج ، او حتى داخل الولايات المتحدة كما حدث خلال فترة  العمليات الامنية ما بعد اعصار كاترينا في داخل واطراف ولاية اورليانز، بعيداً عن اعين وتحقيقات لجان الكونغرس.

أدى وجود بتسي دي فوس في ادارة الرئيس ترامب، مع عودة برنس الى اعلى مستويات اروقة السلطة في واشنطن بعد  نفيه الاختياري في ابوظبي الى تسليط الاضواء، من جديد،  على علاقات عائلتي دي فوس وبرنس بالجناح اليميني للسياسيين الجمهوريين. فقد استخدمت عائلة دي فوس الكثير من مسميات الشركات مثل ( Windquest Group, FP Fox Ventures and Alticor, Inc  ) لمنح الاف الدولارات الى السياسيين المحافظين ولجان العمل الخاصة بهم.

من ناحية اخرى، كان لبرنس علاقات قوية مع المجاميع السياسية المسيحية اليمنية مثل مجلس العائلة للأبحاث، ومؤسسة ميرسر العائلية ، وهي مجموعة يرأسها ربيكاه ميرسر، الذي قدم مساعدات مالية وفنية لمساندة الرئيس ترامب في حملته الانتخابية للرئاسة.  وهكذا نجد ان عائلة ميرسر هي الراعية السياسية لرئيس استراتيجي الرئيس ترامب المدعو ستيفن بانون ومستشار ترامب كيلين كونوي.

قدمت شركة داين كروب الخدمات الامنية، بموجب عقد مع وزارة الخارجية الامريكية، لحامد كرزاي – الذي أصبح لاحقاً رئيساَ لأفغانستان – ورؤساء هاييتي رينيه بريفال وجان – برنارد اريستيد.

كان يعتقد ان الشركة شاركت في الانقلاب الذي نظمته المخابرات المركزية الامريكية في عام 2004 الذي اطاح بأرستيد، كما كان للشركة دور كبير في كشف فساد كرزاي المالي. كما ان أقسام الطيران في شركة بلاك ووتر كان لها دور في العمليات السرية ليس فقط في افغانستان، وانما في كيرغيستان والباكستان واوزبكستان. ففي 27 تشرين الثاني 2014، سقطت طائرة من طائرات شركة بلاك ووتر في ممر جبلي في الاجزاء القصية من افغانستان، حيث قتل الجميع من الركاب وطاقم الطائرة، ولكن قائد الطائرة لم يسجل اي خطة للطيران قبل اقلاعه من قاعدة باغرام في طريقه الى منطقة فرح، كما لم يكن في الطائرة جهاز تعقب لتحديد موقعها. واخيراً، قررت ادارة الطيران القومي الامريكية ان الطيار وطاقمه كانوا يقومون بعملية جنونية ادت الى مزيد من الاخطاء. كان من بين الركاب الذين قتلوا في طائرة شركة بلاك ووتر العقيد ميشال ماكماهون، الذي ترك وراءه اطفالاً صغاراَ وزوجته الارملة المقدم جانيت ماكماهون، التي كتبت لاحقاً الى لجنة الرقابة في مجلس النواب الامريكية حول سقوط الطائرة التي قتلت زوجها قائلة: قد يقول البعض انها حادثة مأساوية، وان الحوادث تحدث وخصوصاً في مواقع القتال، الا ان هذه الحادثة كانت بسبب سوء التقدير في ادارة الشركة (بلاك ووتر). إن انطباعي عن شركة بلاك ووتر بعد جولتي في بغداد لمدة عشرة أشهر انها تشعر بالسعادة في إطلاق النار، ولا يمكن السيطرة عليها حسب تعليمات الاشتباك العسكرية، وإنها خطر على المدنيين العراقيين ومثلهم قوات التحالف. انهم يتصرفون كأنهم فوق القانون، وينظر الشعب إليهم كقتلة، وانهم لا علاقة لهم بمواقع العمليات العسكرية.

أما بالنسبة لوزارة الدفاع الامريكية ووكالة المخابرات المركزية، فإن اقسام الطيران في شركة بلاك ووتر ما هي الا عودة لتقاليد الغرب الامريكي المتمثلة بالتهور، والتي تشبه شركة الطيران الامريكي Air America    التي تقوم بشحن اي نوع من البضائع ... من البنادق حتى الدجاج، ومن الهيروين الى السلع الالكترونية التجارية، كما جرى في حرب الهند الصينية. وإذا كان لبانون وفينبرغ وبرنس طريقهم الخاص في مخزن المخدرات لرجل العصابات الامريكي، فإن مرتزقتهم سيدعون الى افغانستان وربما الى بعض المناطق الحرب الحالية والمستقبلية الموجودة حول العالم.

رابط المقال الاصلي: 

https://www.strategic-culture.org/news/2017/07/14/return-pentagon-mercenaries-worries-us-active-duty-military.html

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية