أسباب التحالف العربي ضد إيران

شارك الموضوع :

التساؤل المهم في الموضوع لماذا يصر بعض العرب على العداء ضد إيران والتطاول على هذه الدولة الجارة المسلمة وشيطنتها بمناسبة وغير مناسبة؟ والتحالف مع الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا في محاولة لاستهداف إيران؟ ولماذا يريد بعض العرب بالتعاون مع أمريكا إعادة إيران إلى العهد الملكي؟ وهل إيران أكثر خطرا على العرب من إسرائيل والغرب؟ مرت العلاقات العربية – الإيرانية بفترات من الاختلاف والتعاون، فقد كانت علاقات دول الخليج العربية مع إيران أيام الحكم الملكي (الشاهنشاه) كانت علاقات متقدمة على كل الأصعدة فهناك تعاون امني بين الطرفين، وخاصة ضد الحركات القومية والشيوعية في المنطقة، وما تدخل إيران إلى جانب عمان ضد ثورة ظفار في ستينات القرن الماضي إلا دليل على هذا التعاون الأمني، كذلك العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، فعلى الرغم من إن شاه إيران كان فارسيا وشيعيا، وان إيران تحتل الجزر العربية الثلاث، وإيران تسمى شرطي المنطقة، إلا انه لم يحدث أي توتر بين الطرفين، ولم يحدث أي صراع على النفوذ أو اتهامات بالتدخل، أما مع مصر فقد كانت على أحسن وجه حتى إن شاه إيران تزوج من إحدى أميرات العائلة المصرية الحاكمة، ومصر الدولة الوحيدة التي استضافت الشاه بعد خروجه من إيران حتى وفاته فيها، إلا إن العلاقات العراقية الإيرانية كانت متوترة على مر التاريخ، وكانت الخلافات الحدودية هي السبب في كل الحروب مع إيران. وبعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، بقيادة (أية الله الخميني) وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، انقلبت الموازين في العلاقات بين العرب وإيران، فقد بدأت الدول العربية تنعت إيران بأنها تريد تصدير الثورة إلى الدول العربية المجاورة على الرغم من إن اغلب هذه الدول كانت دول سنية المذهب مثل مصر ودول الخليج باستثناء البحرين، وحتى العراق، إذ كان النظام الدكتاتوري فيه يحكم البلد بقوة الحديد والنار، كما بدأت هذه الدول تندد بالتدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، كذلك انضمت إلى الحلف الغربي ضد إيران، وبدأت الدعوات لاستعادة الأراضي العربية التي تحتلها إيران، مثل جزر الإمارات الثلاث، وأراضي أخرى احتلتها من العراق، إذ يعتقد الكثيرين إن سبب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية تلك الحرب العبثية المدعومة من الأنظمة العربية الخليجية وأمريكا هي محاولة لإسقاط النظام السياسي في إيران الذي لازال في بداية تأسيسه وكان يعاني من عدة مشاكل أهمها المعارضة التي أبدتها بعض القوى الدينية والعلمانية في إيران ضد النظام السياسي وخاصة بعد إعلان نظام ولاية الفقيه. فلو تتبعنا هذا العداء العربي ضد إيران منذ اندلاع الثورة الإيرانية إلى اليوم لرأينا إن هناك عدة أسباب يمكن تلخيصها بالاتي: 1- قوة إيران مقابل تخلف العرب، أن الحنكة الإيرانية استخدمت مواردها وثرواتها لبناء قوة ذاتية على المدة الطويل، فمن خلال الغوص في تلك التفاصيل الإحصائية التي يمكن جردها هنا، فقوة إيران الذاتية التي بدأت مع بداية الثورة، والتي كانت بالمطلق نتيجة رؤية ثاقبة وصائبة من قبل إيران من خلال استغلال مواردها البشرية وثرواتها الباطنية ومخزونها الحضاري في هذا الصعود الاستراتيجي وسط محيط عربي مهلهل بائس ضعيف ومنكوب مشتت وضائع، إذ لا يكاد يمر يوم إلا وإيران تعلن عن اختراع ، وإنجاز سواء كان صناعي أو عسكري، فإذا تلمسنا الواقع الاقتصادي الإيراني نجد إن رغم ظروف المقاطعة الاقتصادية والتي استمرت للأكثر من 36 عاما، نجد إن إيران قد تقدمت بالصناعات النفطية وصناعة السيارات والصناعات الغذائية، والمصانع العملاقة، والتوسع في الزراعة حتى أصبحت تصدر الفائض الزراعي إلى دول الجوار كالعراق، وبهذا فقد أصبحت من أولى الدول المكتفية ذاتيا في المنطقة، في الوقت الذي لازال فيه العرب يسدون حاجاتهم الصناعية والغذائية عن طريق الاستيراد من الدول الأوربية، وذلك من خلال ما يحصلون عليه من واردات البترول التي هي في طريقها للنضوب. 2- إيران لديها مشروع استراتيجي، اتفقنا معها أم اختلفنا، والمشروع الإيراني مبني على دعائم إستراتيجية قوية، وليس مجرد نزعة توسعية مرحلية، فحين بدأت إيران تفكر ببناء مشروعها راحت تبني قوة عسكرية ونووية التفت إليها العالم أجمع، وقد ظل العالم يفاوضها على مشروعها النووي لسنوات وسنوات، وعلى الصعيد العسكري لم تعد تعتمد إيران على التسليح الغربي أو الشرقي، بل أخذت تبني ترسانة عسكرية بسواعد وعقول إيرانية، وهذا ليس جديراً بالإدانة بقدر ما هو جدير بالاحترام، حتى لو اختلف البعض معها سياسياً، لقد راح الإيرانيون يعتمدون على قواهم الذاتية في التصنيع المدني والعسكري، مما جعل العالم يتعامل معهم كند وليس كتابع، وبينما ظل العرب يعتمدون على الحماية الأمريكية المتآكلة، ففي الوقت الذي لازال فيه العرب يعتمدون على الحماية الغربية لأنظمتهم السياسية، وعلى صفقات السلاح من الغرب والتي تكلف مئات المليارات من الدولارات وهي دون المستوى المطلوب وبعضها عبارة عن سلاح خارج خدمة الجيش الأمريكي، فان إيران اعتمدت على قدراتها الذاتية في تصنيع الأسلحة وبمختلف الصنوف، فمن سلسلة ومنظومة الصواريخ التي لم يعد بإمكاننا إحصاؤها، (سجيل وفاتح110 والهادر والحسين والقاهر وقيام والقادر ونصر1، وكافوشكار3، تصل مديات بعضها إلى أكثر من ألفي كيلومتراً، وصواريخ أخرى مخصصة لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها حول الأرض، ولا ننسى بالطبع درة هذه القائمة وهو شهاب3 الذي يضع إسرائيل تحت مرمى النيران الصاروخية ذات القواعد المتحركة التي لا يمكن رصدها أو ضربها، إلى طائرات التجسس من دون طيار، إلى إطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ التي تحملها (صاروخ سفير-2 الشهير مؤخراً الذي سبب عاصفة إعلامية وحرجاً منقطع النظير للعرب)، إضافة إلى صاروخ "حوت" وهو أسرع صاروخ في العالم تحت سطح البحر، لم تنجح حتى أميركا في تصنيعه، وتبلغ سرعة هذا الصاروخ 100 متر في الثانية وليس بمقدور أية بارجة حتى وان كانت مزودة بالأنظمة المضادة للصواريخ البحرية، الإفلات منه ، إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وتشغيل مفاعل بوشهر النووي، وبناء عدة مفاعل أخرى مثل مفاعل (آراك، ونطنز، وخودرو) وغيرها. 3- على الرغم من التحالف اللا أخلاقي في جانب منه، بين المنظومة العربية الخليجية التي كانت وراء انفجار "الفقاعة" الإرهابية في العالم وبين المنظومة الغربية، والتي أفضت إلى كوارث عديدة منها، الحادي عشر من سبتمبر، والإرهاب في سوريا العراق ودول المغرب العربي، ومصر ، واحتضان ورعاية هذه المنظومة لرموز التطرف والإرهاب في العالم، إلا أنها لم تستطع هذه الدول إن تلعب دورا إقليميا كما كانت تحلم به هذه الدول ، في المقابل وحسب رأي الكثير من المحللين السياسيين فان إيران أصبحت لاعبا مها في المنطقة وأصبحت رقما صعبا في المنطقة والعالم، وبدأت الكثير من دول العالم تتباحث معها من اجل إنهاء الإرهاب، كما انه لم يسمع احد عن أي دعم إيراني للإرهاب الدولي الأصولي، بل كانت هي ضحية لإرهاب إعلامي لفظي وعلني من رموز المنظومة إياها وجيوشها الإعلامية الجرارة، وبمفارقة أخرى، يقف الغرب وإيران في خندق واحد كضحيتين ظاهرتين للضخ الإرهابي الإعلامي الذي بدا ينطلق من بعض الدول العربية، وبهذا فان فشل سياسات العرب في بناء قوة إقليمية موحدة لهم، وسعيهم وراء تدمير إيران فقط هو الذي يقود هذا العداء العربي. 4- التخبط السياسي العربي، واعتماده على الغرب، فقد اعتمدت إيران على سياسة النفس الطويل في الاستثمار والبناء والتخطيط والصبر والمثابرة، وقد شبه البعض الإستراتيجية الإيرانية بإستراتيجية حائك السجاد الإيراني الذي تشتهر به إيران عالمياً، فالحائك مستعد أن يمضي سنوات وسنوات كي يحيك سجادة إيرانية رائعة بتفاصيلها البديعة دون كلل أو ملل، بينما السياسيون العرب أصحاب نفس قصير جداً، يملون بسرعة ولا يستمرون ويثابرون حتى إنجاز مشاريعهم، لهذا اعتمدوا على القوى الأجنبية في كل شيء، بما في ذلك حماية بلدانهم من الأخطار الخارجية، دون أن يعلموا أن ذلك الأجنبي المتمثل بالولايات المتحدة والغرب لن يبقى قوياً على مر الزمان، بل سيضعف يوماً ما، وسيتركهم دون حماية ، بعد أن بدأت واشنطن تعقد الصفقات والاتفاقيات مع إيران، أن إيران كانت تعمل على بناء مشروع على المدى الطويل، وهذا لا شك يزعج الكثير من العرب، ويجعلهم يحقدون على إيران وتصاعد نفوذها في المنطقة، لكن بدل وضع اللوم على إيران وتجييش الشعوب العربية ضدها على أساس مذهبي، كان على العرب إن يبنون مشاريعهم العربية الخاصة لتواجهوا بها إيران وتركيا وغيرهما من القوى الصاعدة. 5- لقد استطاعت إيران إن تتغلغل في المنطقة العربية بسرعة من خلال دعم فصائل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد أكد العديد من الخبراء إن إيران على الرغم من سنوات الحرب مع العراق، والمقاطعة الاقتصادية من جانب أمريكا والغرب وبعض الدول العربية، إلا أنها لم تتخلى عن دعم قضايا المنطقة، وحققت من دعمها للمقاومة العديد من الانتصارات المهمة التي أذهلت العالم، في حين إن إمكانيات العرب الهائلة وما يملكونه من قوة اقتصادية وثروات كبيرة وحضور سياسي إلا أنهم لم يحققوا أي نتيجة فيما يخص قضية فلسطين أو قضايا المنطقة الأخرى، فقد ضلت القضية الفلسطينية على رفوف القمم العربية، وفي نطاق التنديد والاستنكار فقط. إن مواقف إيران المعلنة والثابتة في مساعدة الفلسطينيين والوقوف ضد إسرائيل استمرت دون توقف، فقد أعلنت إيران ومنذ اليوم الأول للثورة عن دعمها للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للمسلمين ، وقامت بتحويل سفارة إسرائيل إلى سفارة لفلسطين، هذا ما جعل العديد من المنظمات الفلسطينية التي تقاوم إسرائيل إن تتجه صوب إيران التي بدأت بتزويد هذه الفصائل بالسلاح والمساعدات الأخرى، فقد أصبحت علاقة إيران بمنظمة حماس والجهاد الإسلامي علاقة إستراتيجية، وقد زودت إيران المنظمات الفلسطينية في غزة بالسلاح الذي جعلها تصمد في حربين ضد إسرائيل، إن موقف إيران بشأن فلسطين بات مبدئيًّا في سياسة طهران، كما إن دعم المقاومة في لبنان بكل الوسائل حتى حققت الانتصارات ابتداءً من هزيمة إسرائيل من جنوب لبنان إلى حرب تموز 2006، فقد حققت المقاومة الإسلامية لحزب الله انتصارا على إسرائيل لم تحققه جيوش الدول العربية مجتمعة على طول تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الدعم يمكن استجلاؤه في الوضع الراهن من خلال معطيات عامة تتمثل أساسًا في تراجع الدور الأميركي بالمنطقة، وفي تردد إسرائيل بشأن أي عدوان خارجي، وأن إيران ساهمت بشكل كبير في تراجع الدور الأميركي في المنطقة من خلال الدعم الذي تقدمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، من أجل الصمود في وجه إسرائيل والخطط الأميركية، هذا التعاون بين إيران وحركات المقاومة وهذه بدلا إن تكون حافزا للعرب لدعم المقاومة والتعاون مع إيران، أثارت خفيضة العرب الذين يريدون إن تصبح القضية الفلسطينية قضية مؤتمرات فقط، وان لا يزاحمهم احد عليها، وذلك بسبب ضعفهم وتخاذلهم من جهة، بالإضافة إلى اعتمادهم على الغرب وأمريكا – وهي من الدول الداعمة لإسرائيل- في محاولة لحل هذه القضية من جهة أخرى، لذلك أصبح العرب حلفاء لأمريكا وإسرائيل في محاولة لاستهداف إيران. 6- الدبلوماسية الإيرانية الفاعلة والمستقلة، بدأت تعطي ثمارها في كسر العزلة السياسية، تمهيدا لكسر الحصار الاقتصادي والدبلوماسي على إيران، وبما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الاعتراف بدور إيران كقوة إقليمية عظمى في منطقة الشرق الأوسط، فالرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) كان قد التقى الرئيس الإيراني على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال هولا ند في تصريحات صحافية انه سيطلب من نظيره الإيراني المساعدة في إيجاد حل سياسي في سورية، وهو طلب لم يكن واردا قبل ذلك، أما (جوش ايرنست) نائب المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين المرافقين للرئيس اوباما على متن طائرته الخاصة التي كانت في طريقها إلى نيويورك فقد اعترف بوجود اتصالات بين الإدارة الأمريكية والسلطات الإيرانية ستستمر في الأسابيع والشهور المقبلة، وتقوم على أساس "الاحترام المتبادل"، ولمح المتحدث الأمريكي إلى أن المقابلة بين الرئيسين الإيراني والأمريكي في نيويورك محتملة، كذلك علاقات إيران الواسعة مع العديد من دول العالم المهمة مثل الصين وروسيا، تلك العلاقات المبنية على المصالح المتبادلة والبعيدة عن التبعية، فرغم المقاطعة الاقتصادية والمؤامرات والحروب التي واجهتها إيران لم ترضخ لأي ضغوط دولية وكانت سياستها مبنية على الاستقلالية بعيدا عن أي تبعية لأي سياسة دولة أخرى، على عكس العرب فرغم قوتهم المالية وامتلاكهم مصادر الطاقة العالمية – النفط والغاز- إلا إن سياساتهم كانت مبنية على التبعية والرضوخ للضغوط الدولية، في كل القضايا، وعدم الخروج عن تبعية وهيمنة القرار الأمريكي، هذا ما ولد نوع من الضغينة ضد إيران ومحاولة إعادتها إلى زمن سياسة الشاه التي كانت تابعة للسياسة الأمريكية. وهذا الانتصار الدبلوماسي الإيراني هو عنوان هزيمة ثقيلة أخرى للأنظمة العربية، ودليل إضافي على فشل سياساتها وقصر نظر حكوماتها، وعجزها بالتالي عن قراءة خريطة الأحداث قراءة صحيحة وعلمية، واعتمادها على مستشارين، ومراكز بحث تضم الجهلة والمطبلين ويدعي الكفاءة، وبدلا من التعاون مع إيران واستغلال الفرصة بدأت بمحاولة هزيمة إيران من خلال ضرب الدول المجاورة - سوريا والعراق- في محاولة منها لوقف النفوذ الإيراني. 7- إضافة إلى ما سبق، يعتقد الكثير إن الأثر الطائفي لايقل أهمية عما سبق ذكره من تحالف العرب ضد إيران، فقد كانت الدول العربية – وخاصة السعودية-، تحاول إظهار نفسها على أنها قائدة للعالم الإسلامي، وان مذاهبهم الإسلامية هي السائدة، وحاولت بكل الوسائل التقليل من مذهب أهل البيت أمام العالم، من خلال الفتاوى الباطلة وتزوير الحقائق، فعلى الرغم من انتشار أتباع أهل البيت عليهم السلام في أصقاع المعمورة، إلا انه لم تكن هناك دولة شيعية في العالم، فعلى الرغم من إن إيران الملكية ذات أغلبية شيعية وكان حكامها من الشيعة إلا أنها لم تكن ذات اهتمام بشيعة العالم، أو تساعدهم على اقل تقدير، ولكن مع انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس الجمهورية الإسلامية، والتي اتخذت من الإسلام على المذهب ألاثني عشري المذهب الر سمي للدولة، وتثبيت ذلك في نص الدستور، أصبحت إيران قبلة الشيعة في العالم، فقد مدت يد المساعدة للعديد من شيعة العالم، إضافة إلى السلمية التي تميزت بها إيران الشيعية عن العرب، ثم التحول الذي حدث في العراق وسقوط النظام البائد، واستلام الشيعة لمقاليد الحكم، وقوة الحركات الشيعية في لبنان واليمن والبحرين، كل هذا قاد إلى إن تبدأ الحركات الأصولية المدعومة من السعودية بالانتشار في الدول الإسلامية، وارتكبت العديد من الجرائم البشعة، فقد أصبح (أسامة بن لادن) والقاعدة رمز الإرهاب – بعد إن كان يقود الجهاد ضد السوفيت بنظرهم- وانكشف زيف مذهب الوهابية القائم على الإرهاب والقتل، والتعاون مع أمريكا وإسرائيل وأصبح قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث ديدن هؤلاء الأصوليين في سوريا والعراق وأفغانستان، وأصبح قتل الشيعة عندهم من الواجبات، فقد أصبحت إسرائيل الداعم الأساس لهم من خلال تقديم الخدمات الطبية لهم في سوريا، لهذا وبعد هذه الكوارث وانفضاح أمر مذهبهم، بداءُ باستهداف إيران والعمل حتى مع اليهود ضدها، ودفع الأموال إلى المجموعات المسلحة لقتل الشيعة في المنطقة، ودعوة أمريكا إلى ضرب إيران علنا، لأنها بنظرهم السبب في فضيحتهم وانكشاف أمرهم وحقيقة مذهبهم. والحال، فقد أضحى مصير العرب وخاصة عرب الخليج المستقبلي، وبكل أسف، إحدى الأوراق التي يتم التفاوض مع أمريكا بشأنها في الخفاء ، مجرد ورقة للمساومة والبيع والشراء بيد أمريكا وإيران وهم ليسوا في حساب أي من القوى الإقليمية والعالمية بل مجرد تحصيل حاصل ، أن أمريكا قد دخلت في مفاوضات مع إيران بشان البرنامج النووي، واستمرت المفاوضات لعدة سنوات أفضت في النهاية إلى اتفاق شامل مع دول 5+1 وإيران، يتم من خلالها السماح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجها النووي مقابل تخفيض تخصيب اليورانيوم بنسبة حددت بـ( 3.67 ) في المائة، وأجهزة الطرد المركزي إلى (5000) جهاز، مقابل رفع العقوبات عنها، فعلى الرغم من الآراء المتعددة حول الاتفاق النووي بين المؤيد والمعارض له، وبين المتفائل والمتشائم، ورغم المعارضة الخليجية الإسرائيلية لهذا الاتفاق، إلا إن الاتفاق بالمجمل عد نصرا لإيران، مقابل تخلي أمريكا عن حلفائها من العرب، ومن دون النظر لأية مصلحة لعرب الخليج . ما لا يعرفه العرب إن أمريكا لم تكن مطلقا صديقة لهم وان ادعت ذلك، وإنما هي صديقة لمصالحها وغير مستعدة للتضحية بجندي أمريكي واحد من اجلهم وتعتبرهم نموذجا للتبعية، تنهب أموالهم، وتدعم أعداهم، وتبارك احتلال مقدساتهم، وتستخدمهم كأدوات لمحاربة بعضهم البعض، وتحتل أراضيهم وتفكك جيوشهم، ومع ذلك لا تتعلم ولا تتعظ.
شارك الموضوع :

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية