ليست الأطماع السعودية بمحافظة حضرموت مشروعا أو موضوعا جديدا، بل موضوع قديم, ولكن هذا المشروع وصل إلى ذروته مع العدوان السعودي على اليمن, وما كان مؤتمر الرياض والمسارعة إلى اعلان دولة اتحادية في اليمن إلا مناسبة كشفت فيها الرياض بشكل علني عن أطماعها تلك في حضرموت وثرواتها, وخلال العدوان على اليمن تعمد النظام السعودي بث تسريبات اعلامية بعضها نشر في وسائل اعلامية سعودية رسمية عبرت عن رغبة السعودية بضم حضرموت اليها، ومنها اشتراط سعودي بضم حضرموت إليها لوقف عدوانها على اليمن، وبشكل فاضح لم ينفي أي مسؤول سعودي تلك التسريبات رغم انتشارها على نطاق واسع, وفي تعبير آخر عن الرغبة السعودية بضم حضرموت إليها، أكد النظام السعودي أكثر من مرة على حرصه على الوحدة اليمنية في رسالة للحراك الجنوبي الذي يقاتل اليوم تحت راية السعودية، ولكنها تركت الباب مفتوحا أمام حضرموت وتبنت اعلاميا عن جاهزية حضرموت للاستقلال، فمع انطلاق ما سمي "مؤتمر الرياض" أجرت جريدة الرياض الرسمية السعودية حوارا مع احد الموالين لها وهو عبدالله عمر باوزير الذي قالت الجريدة أنه رئيس لجنة الخدمات بمحافظة حضر موت وعضو المجلس المحلي للمحافظة وعنونت الصحيفة ذلك الحوار او التصريحات بـ"حضرموت ستعلن انفصالها حال عدم التحول للنظام الاتحادي.
ان آل سعود لا يزالون يطمعون بالأراضي اليمنية ولم يكتفوا بما أخذوه (عسير ونجران وجيزان) , و الآن يطمعون بوجود منفذ لهم على البحر العربي وذلك بضم حضرموت,أن التاريخ الحديث للدولة السعودية وسياستها تجاه اليمن خلال المائة السنة الماضية حافل بالأطماع السعودية في الأرض اليمنية التي تم قضمها بطرق عديدة سواء بالمال او لقوة التي استمدتها السعودية من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والقوى الدولية العالمية المهيمنة, واول توسع سعودي تجاه اليمن كان عام 1934م والذي تمثل باحتلال إقليم عسير ونجران وجيزان وضمه إلى السعودية, وبهذا فإن الأراضي اليمنية التي تم السيطرة عليها وضمها من قبل السعودية تقدر مساحتها بثلثي مساحة الجمهورية اليمنية, أي ما يزيد عن (250 ألف كم2), لقد دخلت اليمن مع السعودية في العديد من الحروب والمناوشات المسلحة, وبرغم اتفاقية الطائف 1934, معاهدة جدة عام 2000, التي ابرمها النظام السابق معها إلا أنها واصلت سياستها في ابتلاع الراضي اليمنية ومن خلال استخدام القوة تارة والمال تارة اخرى, حيث عمدت الى شراء ذمم بعض العملاء من مشايخ ومسئولين ومتنفذين مدنين وعسكريين في اليمن لتسهيل قضم وابتلاع الأرض اليمنية بشكل تدريجي وممنهج ومتفق عليه مع عملائهم المحليين في اليمن, كما سعت في سبيل تحقيق سياستها التوسعية الى محاربة اليمن اقتصاديا وأمنيا لتبقي اليمن دولة منهكة وضعيفة وغير قادرة على مجابهة الأطماع السعودية أو استعادة الأراضي الشائعة التي احتلتها خلال العقود الماضي, ومن أجل ضمان المصالح السعودية في اليمن فقد سعت السعودية الى إيجاد قوى سياسية ودينية وقبلية وعسكرية داخل اليمن تتحرك وفق توجيهاتها وتعمل ليل نهار في خدمة أجندتها إلى درجة أن تلك القوى عبئا كبيرا على الشعب اليمني ومصالحه الوطنية كونها قوى عميلة وفاسدة في نفس الوقت فهي تمارس العمالة مقابل المال السعودي وتمارس الفساد المالي والعبث بثروات ومقدرات الشعب اليمني وتقف حجر عثرة أمام الجهود الوطنية المقاومة للمشروع السعودي التوسعي في الأراضي اليمنية.
مع كل ما تقدم وكل ما اوضحناه من توسع وقضم للأرض اليمنية من قبل آل سعود طيلة العقود الماضية وحتى يومنا هذا ، فان آل سعود لم يكتفوا بكل ما استولوا عليه من الأراضي اليمنية ، حيث ما يزال آل سعود يتطلعون إلى ضم محافظتي حضرموت والمهرة إلى مملكتهم ذلك بطرق عديدة منها, ان المبادرة الخليجية في اليمن ساهمت وساعدت على اقرار مشروع تقسيم لليمن إلى ستة أقاليم الذي تم اقراره في أعمال مؤتمر الحوار الوطني والذي تم بمقتضاه جعل حضرموت والمهرة إقليما واحدا, وهو ما يفسره العديد من اليمنيين ومنهم انصار الله الحوثيين على انه مقدمة لتقسيم اليمن, وبالتالي الحاق اقليم حضرموت بالمملكة السعودية .وهناك عدة اسباب وراء سعي السعودية لضم اقليم حضرموت وهي:
1- ان اهم سبب لمحاولة ضم محافظة حضرموت الى السعودية, هو سعي السعودية إلى فتح خط جديد كمنفذ لتصدير النفط من خلال أراضي حضرموت بعد توتر علاقتها مع عُمان على خلفية التنسيق العُماني الإيراني ورفض عمان للاتحاد الخليجي وتجميد عضويته فيه, فبعد توتر الاجواء في الخليج العربي بسبب البرنامج النووي الايراني, وتلويح امريكا والكيان الصهيوني باستخدام القوة ضد ايران, وتهديد ايران بالمقابل بانها سوف تستهدف القواعد الامريكية في المنطقة والتهديد بأغلاق مضيق هرمز بوجه الملاحة الدولية, يضاف الى ذلك ان الملاحة خلال باب المندب غير مأمونة العواقب بسبب الفوضى في الصومال وانتشار القرصنة بشكل كبير في القرن الافريقي, ثم جاء التوسع الحوثي في اليمن المدعوم من ايران واحتمال سيطرتهم على مضيق باب المندب غير بعيدة, حتى قناة السويس فهي الاخرى معرضة للتهديد خاصة بعد سقوط نظام مبارك في مصر, واعتلاء الاخوان للحكم لمدة سنة, ثم ازاحتهم من قبل العسكر في مصر, وبدعم مباشر من السعودية, اذ ان الاحداث الامنية في سيناء, واحتمال من عودة الاخوان الى حكم مصر مرة اخرى, كل هذه الاسباب دفعت السعودية وعدة دول خليجية الى البحث عن بدائل لتصدير نفطها بعيدا عن مناطق الخطر, لذلك كانت خطة مد انابيب النفط عن طريق شرق اليمن الى بحر العرب, الذي يعتبر مفتوحا على المحيط الهندي وبعيدا عن مناطق النزاع الاقليمية.
2- هناك اسباب استراتيجية وامنية من وراء ضم اقليم حضرموت للسعودية, اذ تحاول السعودية فك الارتباط بين اليمن وعمان, وذلك لقطع أي امتداد ايراني في المنطقة, فعمان تعد الدولة الخليجية الرئيسية التي لها علاقات متميزة مع ايران, هذه العلاقات تعود الى ستينات القرن الماضي, فقد ساعدت ايران سلطان مسقط في القضاء على ثورة ظفار في غرب عمان, عندما حاول الظفاريون الانفصال وتأسيس دولة ظفار, وكانت مدعومة من قبل عدة دول منها السعودية, وبهذا توطدت العلاقات العمانية الايرانية واستمرت وتعمقت خلال الثورة الايرانية عام 1979, حتى ان عمان كانت من الدول الداعمة لإيران خلال الحرب مع العراق في الوقت الذي وقفت فيه دول الخليج مع العراق في تلك الحرب, كما ان عمان رفضت هجوم التحالف السعودي على اليمن, ووقفت على الحياد, بل اصبحت الدولة الراعية للمفاوضات بين الحوثيين واطراف دولية اخرى, اخرها المفاوضات بين الحوثيين والأمريكيين في مسقط, وبهذا فان أي سيطرة للحوثيين على اليمن, ووصولهم الى حدود عمان, واذا اضفنا العلاقات القوية بين الحوثيين وايران من جهة وعمان وايران من جهة اخرى, سيفرض على السعودية واقعا امنيا جديدا وخطيرا يمتد من جهة الشرق الى الجنوب, لذلك تحاول السعودية جاهدة من اجل الحيلولة دون تحقيق الهدف واتباع عدة طرق, اولها الهجوم المباشر ضد الحوثيون انصارهم في اليمن, والثاني هو محاولة فصل حضرموت وضمها للسعودية لقطع أي تواصل ايراني عماني يمني مستقبلا, كذلك ان اقليم حضرموت في حال انفصاله فانه سوف يضم ارخبيل جزر سقطرى وبهذا فان السعودية سيكون لها السيطرة على ممرات الملاحة الدولية في بحر العرب.
3- كذلك هناك اهداف اخرى, منها, ان دراسة جيولوجية صدرت قبل نحو 20 عاما باسم (الكنز المخفي في اليمن) عن شركات مسح عالمية متخصصة في الاستكشافات النفطية قد كشف عن وجود بحيرة نفطية هي الأكبر في الجزيرة العربية تقع ما بين محافظات مأرب والجوف وحضرموت وشبوة وأبين, وتضم ثالث اكبر حقل نفطي في العالم, فاذا تم استثمار هذه المنطقة فانه بإمكان اليمن ان يصدر ما مقداره (5.2 ) مليون برميل من هذه المنطقة وحدها, لذلك هناك اجندة سعودية خفية في اليمن من الممر الاستراتيجي لعبور النفط, الى السيطرة على بحيرة النفط التي وصفتها التقارير بالعظمى والتي توجد في شبوة وحضرموت, حيث أن اقليم حضرموت يمثل نصف المساحة الجغرافية لدولة اليمن و70% من منتجاتها السمكية والنفطية والمعدنية والزراعية.
بعد فشل مخطط السعودية الاول وهو تقسيم اليمن الى ست اقاليم حسب المبادرة الخليجية, ومنها اقليم حضرموت, وذلك لرفض الحوثيين له, ثم تقدمهم وسيطرتهم على اجزاء كبيرة من اليمن, ثم ان الحوارات بين الاطراف اليمنية برعاية الامم المتحدة كادت ان تصل الى حل للازمة قبل الهجوم السعودي وباعتراف المبعوث الاممي لليمن, جعل مخطط السعودية في خطر, ومن اجل تحقيق هدف السعودية بضم اقليم حضرموت اليمني اليها, فان السعودية لجات الى عدة طرق وسيناريوهات, , وهي الاتي:
1- كانت السيناريو الاول, وهو ضم الاقليم من خلال الحرب, فعلى الرغم من ان الهدف المعلن للحرب هو اعادة الشرعية, وايقاف العدوان الحوثي والانقلابين في اليمن, وحماية الاراضي السعودية, وانسيابية الملاحة في باب المندب, ووقف النفوذ الايراني في اليمن, الا ان الهدف المخفي والذي تم كشفه من قبل " ويكليكس" اخيرا هو ضم اقليم حضرموت لليمن, اذ تحاول السعودية من خلال العدوان المستمر, كذلك استضافة الرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" وبعض القيادات الجنوبية, الضغط على كل الاطراف من اجل المساومة والوصول الى هدفها, وهو نفس الاسلوب الذي اتبعته عام 1934, وضمها لمناطق يمنية ( عسير ونجران, وجيزان), الا ان ما يعيق تحقيق هذا السيناريو عدة عوامل منها ماهو داخلي, اذ ان الظروف الدولية عام 1934 هي غيرها الان, اذ ان اليمنيين, وخاصة الحوثيين ليس معارضين لهذه الفكرة فقط, بل ويسعون الى استعادة المناطق التي فقدها اليمن عام 1934, وهو ما ظهر في تصريحاتهم, كذلك الهجومات المستمرة من قبلهم على المناطق الحدودية, كما اعلن اخيرا عن قيام جبهة تحرير نجران, كذلك لديهم من القوة الكافية لمقاومة هذا المشروع, كما ان اغلب القيادات اليمنية الجنوبية تنادي بالانفصال واعادة دولة الجنوب, وليس في نيتها التنازل عن أي منطقة من أراضيها, كما اغلب القيادات المتواجدة في السعودية رحلت واقامة في سلطنة عمان, هذا اذا أضفنا اليه عمال الاختلاف الأفكار الايديولوجية بين الجنوب اليمني ذات الجذور الشيعية وبين الافكار السعودية الوهابية, كما الظروف الداخلية فان الظرف الدولية غير مهيأ لتقبل الافكار السعودية في منطقة تقع على بركان هادئ من المشاكل, فالاعتقاد السائد بان اغلب دول الجوار رافضه لهذه الفكرة, بعضها لا يريد للسعودية ان تحصل على هكذا موقع قد يؤثر عليها مستقبلا مثل عمان وايران, ودول اخرى تخشى من تكون الخطوة السعودية سابقة خطيرة في المنطقة تقود الى قيام دول بضم اجزاء من دول مجاورة لها بحجج واهية.
2- السناريو الثاني هو اعتماد السعودية على القاعدة في تحقيق هذا الهدف, ان التعاون السعودي مع القاعدة في اليمن لم ينقطع, منذ تسعينات القرن الماضي, فعلى الرغم من الحرب الامريكية ضد التنظيم في اليمن في عهد الرئيس "علي عبدالله صالح" وبعده, الا ان السعودية لم تتوقف عن مد التنظيم بالسلاح خاصة بعد قيادتها للتحالف, ومحاولة اعاقة الحوثيين من التقدم باتجاه حضرموت, خاصة وان هناك سيطرة واضحة للقاعدة على محافظة حضرموت وركزها المكلا, وقد يكون هذا السيناريو الاوفر حظا لتحقيق اهداف السعودية في اليمن, إن التحالف السعودي على اليمن الذي طال كل المحافظات باستثناء حضرموت التي تم تسلميها للقاعدة يأت في ذات السياق والنوايا السعودية لضم حضرموت ونهب ثرواتها، وكان الناطق باسم العدوان قد علق على احتلال القاعدة لحضرموت بأن أهداف العدوان السعودي لا تتضمن أي عمليات ضد داعش أو القاعدة في الوقت الحاضر, وبهذا تعمل السعودية جاهدة على تقوية والقاعدة في حضرموت, وتشكيل الادارات الذاتية فيها تمهيدا لا علان استقلالها عن اليمن, فهنالك تقارب ايديولوجي بين الطرفين, اذ ان الفكر الوهابي هو الفكر الذي يقود الطرفين, وسوف لن تكون صعوبة لدى السعودية لا قناع القاعدة في اليمن لاتباع سياستها.
3- السيناريو الاخر هو احتمال اعتماد السعودية على القبائل اليمنية في حضرموت وكسب ولائها, اذ لجات السعودية الى منح عدد من أبناء محافظة حضرموت والمهرة تسهيلات كبيرة تتيح لهم الحرية الكاملة في الدخول والخروج من وإلى أراضيها ووزعت آلاف من (البطاقات الخضراء) على رجال القبائل في حضرموت ومنهم قبائل التميمي والرشيدي ومنحهم مشاهد قبائل نازحه صادرة من امارة نجران و هذه البطاقات تعتبر تصاريح دخول وخروج إلى الأراضي السعودية بدون تأشيرة وتمنح حاملها حرية التنقل داخل السعودية والحصول على اعتمادات مالية غذائية ونفطية ويعامل حامل البطاقة كمواطن سعودي في الوظائف باستثناء المرافق الصحية , وفي كانون الاول من عام 2012 اجتمع مسؤولون سعوديون مع شخصيات موالية للسعودية من حضرموت، وخلال ذلك الاجتماع طرح السعوديون بشكل صريح أحقية حضرموت بالانفصال لما تحمله من مساحة وثروة تعد مقومات اساسية لقيام دولة مستقلة، ووعدوا بالمساعدة لتحقيق هذه الفكرة وكأن اهل حضرموت هم من طرحوها وليس السعوديون انفسهم, ولم تمر أيام على اجتماع السعوديون بموالين لهم من حضرموت، حتى قام السفير البريطاني بصنعاء "نيكولاس هوبتين" بعقد اجتماع مع شخصيات من جزيرة سقطرى والمهرة في كانون الثاني من عام 2013 ولم يكن الاجتماع سريا رغم أنه يخالف البرتوكولات الدبلوماسية فكان الاجتماع معلنا, وبصورة تفضح المخطط الذي تسعى لتحقيقه السعودية بمعاونة حفاءها، وعد السفير البريطاني من اجتمع بهم بإعلان جزيرة سقطرى والمهرة ومحافظة حضرموت إقليماً موحداً في إطار الدولة الاتحادية , ولعل الصورة اتضحت اكثر فكيف يملك سفير اجنبي أن يعد بمصير محافظات يمنية رغم ان موضوع الاقاليم كان ما يزال مطروح للنقاش في الحوار الوطني فكيف ضمن السفير ان يتوصل الحوار لتقسيم اليمن الى اقاليم وكيف يضمن السفير ان تكون المهرة وحضرموت اقليما موحدا, أما السفير الامريكي بصنعاء في ذلك الحين "جيرالد فايرستاين" فقد أكمل الحلقة السعودية البريطانية في نيسان من العام 2013 باجتماعه مع الشخصيات التي اجتمع بها نظيره البريطاني من سقطرى والمهرة، وهذه المرة قدم السفير الامريكي النوايا السعودية والامريكية باعتبارها أمرا واقعا, وهذا يقود الى الاعتقاد بان هناك تعاون دولي مع السعودية في هذا الاتجاه, ومع انطلاق ما سمي "مؤتمر الرياض" أجرت جريدة الرياض الرسمية السعودية حوارا مع احد الموالين لها وهو "عبدالله عمر باوزير" الذي قالت الجريدة أنه رئيس لجنة الخدمات بمحافظة حضرموت وعضو المجلس المحلي للمحافظة وعنونت الصحيفة ذلك الحوار او التصريحات بـ"حضرموت ستعلن انفصالها حال عدم التحول للنظام الاتحادي, وأنها ستكون جاهزة للاستقلال في غضون 2-3 سنوات, وبهذا الى جانب دعم القاعدة تحاول السعودية ايضا دعم القبائل في حضرموت بالمال والسلاح, وتم عقد صلح بينها وبين القاعدة حتى لا تسمح للجيش اليمني والحوثيين من الاقتراب منها.
ان السيناريو الثاني والثالث هما اكثر السيناريوهات التي قد تعتمد عليها السعودية في تحقيق هدفها بضم محافظة حضرموت اليها, للوصول الى بحر العرب, والسيطرة على اكبر مخزونات الطاقة, اضافة الى الاراضي الصالحة للزراعة, وذلك لأنها سوف تنفذ من قبل اهل حضرموت انفسهم, كذلك سوف لن تسبب للسعودية أي حرج دولي على اعتبار ان الحضرميين هم طلبوا الانضمام للمملكة, وهي نفس خطة عام 1934, عندما طلب الادارسة في عسير ونجران وجيزان الحماية السعودية ضد قوات الامام يحيى الذي رفض الاعتراف لهم على حكم هذه المناطق على اعتبارهم غرباء من المغرب, فاحتمال لجوء اهل حضرموت لطلب الحماية السعودية, لإنقاذهم من قوات الحوثيين, ولعدم تطبيق النظام الاتحادي, واردة جدا في هذا الاطار, خاصة وان القاعدة لها دور الوسيط في العمليات فهي تقوم من جهة بمنع الجيش اليمني من الوصول الى حضرموت, كذلك تهيئة الاجواء لفصل حضرموت من جهة اخرى, كذلك هناك تأييد امريكي وبريطاني لهذا المخطط باعتبار هناك سوابق حدثت في هذا الاتجاه كما في ضم القرم الى روسيا عام 2014.
خلاصة القول, ان كل ما قيل ويقال عن نوايا التحالف السعودي ضد اليمن من اعادة للشرعية, وانهاء الانقلاب الحوثي, وحماية المملكة, وغيرها من الحجج اصبحت مفضوحة امام الحقائق والوثائق التي تظهر كل يوم, والتي تؤكد على الاطماع السعودية في ارض اليمن, والتي بدأت من عسير والمخطط لها ان تنتهي بحضرموت, فكان قيادة التحالف هو الطريق الاسهل والاقصر لتحقيق هذا الحلم الذي ضل يراود ال سعود لعشرات السنين, كما ان السياسة السعودية سلاح ذو حدين, ان ضم عسير ونجران وجيزان الى السعودية عام 1934, لا زالت تبعاتها ماثلة للوجود, كما ان هذه السياسة قد تدفع دول اخرى لفعل نفس الشيء بضم اراضي دول اخرى اليها, فقد تلجا تركيا بضم اراضي من سورية, خاصة وان الرئيس التركي قد امر الجيش باتخاذ اجراءات في سوريا ضد تقدم الاكراد, والاردن التي تحاول التقرب من سنة العراق بالتسليح تارة وبدخول قواتها في المنطقة تارة اخرى, وايران ومطالبها بالبحرين ماثلة امام انظار ال سعود, وبهذا ان الخطوة السعودية في حال تطبيقها سوف تدخل المنطقة في الفوضى والحروب الاهلية.
____________________________________________________
1- اطماع ومخططات النظام السعودي التاريخية بحضرموت تصل لذروتها مع العدوان, على الانترنيت على موقع, www.alhakk.net
2- نبذة تاريخية عن التدخلات السعودية في اليمن, على الانترنيت على موقع, www.iraq.shafaqna.com/.../52279
3- نظام ال سعود يقود عدوانا سافرا على اليمن, على موقع, www.samapress.net/news_details.php?sid=7617
4- خيوط مؤامرة سعودية في حضرموت : حلم المملكة في منفذ على بحر العرب سيصبح واقع خلال أشهر, على موقع, www.yemennow.net
5- وثائق ويكليكس: اطماع سعودية في ممر نفطي عبر اليمن الى البحر العربي, على موقع, www.akhbryemen.com/yemen/24297.html
6- "تقارير سرية "الجوف أغنى مناطق اليمن بالنفط والغاز وثالث حقل عالمي والسعودية تسرقه بعلم الدولة اليمنية , على موقع, www.yemensaeed.com/news8587.html
7- آل سعود... السقوط الثالث على أبواب مسقط, على موقع, www.almanar.com.lb
اضافةتعليق