هدنة داعش امتداد لرفع المصاحف في صفين

شارك الموضوع :

التاريخ يعيد نفسه من جديد, بمناسبة الدعوات المشبوهة التي أطلقتها "داعش" ومن وراءه من الدول الداعمة له, بطلب الهدنة مع القوات العراقية والحشد الشعبي في صلاح الدين، ويذكرنا التاريخ بأحداث مشابهة تم رفع المصحف الشريف فيها لأغراض سياسية ودينية من معركة صفين , وتعتبر واقعة صفين أول واقعة تم رفع المصحف الشريف فيها , كانت في عهد معاوية بن أبى سفيان " لعنة الله عليه" في موقعة صفين الشهيرة التي شهدت الفتنة الكبرى بين الرعيل الأول من الصحابة بعد مقتل الخليفة الثاني عثمان بن عفان، فقد لجأ معاوية إلى حيلة ماكرة عندما أوشك جيشه على الهزيمة بأن طبق نصيحة حليفه عمرو بن العاص الذي طالبه فيها برفع المصاحف على الرماح في وجه جيش أمير المؤمنين (على بن أبى طالب عليه السلام (، إذ رأى عمرو بن العاص أن المعارك اشتدت وخاف الهلاك بعد أن وقف أمام خلافة الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام سنه 37 هجريا ,"قال لمعاوية : هل لك في أمرٍ أعرضه عليك ، لا يزيدنا إلا اجتماعاً ، ولا يزيدهم إلا فرقةً ؟ -قال : نعم. - قال : نرفع المصاحف ، ثُمَّ نقول : هذا حكم بيننا وبينكم. رفعت المصاحف فزعزع مجموعة من الحمقى ( منهم الخوارج فيما بعد) وقفوا متدينين تدينا فيه الجفاء والغباء فأدى هذا إلى أن معظم جيش الإمام علي بدأوا يقولون.. البقية البقية ..وهنا كتاب الله كيف نقاتل وكتاب الله مرفوع..، وخشي الإمام علي عليه السلام بعد أن كان الاشتر في الميمنة يزحف وكان قد قطع خمسة صفوف من صفوف معاوية وكان الإمام (على عليه السلام) على وشك النصر , فلما رآها الناس قالوا : نجيب إلى كتاب الله. 'فقال لهم الإمام (عليٌّ عليه السلام ) "عباد الله امضوا على حقِّكم وصدقكم وقتال عدوِّكم ، فإنَّ معاوية وعمراً وابن أبي معيط وحبيباً وابن أبي سرح والضحَّاك ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، أنا أعرَف بهم منكم ، قد صحبتهم أطفالاً ثُمَّ رجالاً ، فكانوا شرَّ أطفال وشرَّ رجال ، ويحكم والله ما رفعوها إلا خديعةً ووهناً ومكيدة ", وقال الإمام (على عليه السلام) قولته الشهيرة "حقا إن هذا القرآن لحمال أوجه", وقال عليه السلام " كلمة حق يراد بها باطل"، فقالوا له : "لا يسعنا أن نُدعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله", وكانت لجملة (الإمام على بن أبى طالب عليه السلام) بلاغة خاصة لإدراكه أنه تمت المتاجرة بالدين لتحقيق النصر؛ لأن الحرب توقفت عندما رفع جنود معاوية المصاحف في وجه جيش الإمام على عليه السلام، وهو ما يؤكد أن المصحف استغل على مدار التاريخ للمتاجرة به, كل كتب التاريخ تذكر إن معاوية استخدم هذا كخدعة حرب (معاذ لله منها ) رفع المصاحف انخدع بها الناس لكن لم تجد إجماع على خدعة ما عبر التاريخ أصحاب الخدعة أنفسهم يصرون أنها ليست بخدعة ويتبعهم من يتبعهم من تلك الفتنة وما الحاضر من التاريخ بعيد, أما الذين ينظرون للأمور بموضوعية فسيدركون الأمر إن معاوية ليس حريصا على كتاب الله حرص المهاجرين والأنصار وأهل بدر الذين كانوا مع الإمام علي كرم الله وجهه. والحرب خدعة المقصود النواحي العسكرية البحتة قد تخدعه، أما الخدعة بأوامر الله ونواهيه وبكتاب الله إن تخدع الناس بكتاب الله هذه سنّة معاوية والسلاطين الظلمة من أيام معاوية, يخدعون الناس بكتاب الله هذا اشتراء بآيات الله ثمنا قليلا واشتراء بآيات الله سلطة زائلة واشتراء بآيات الله جمهرة غوغاء وفساد, سميت المعركة صفين و بدأ الانكفاء" من وجهة نظري " ، وهي من سنن الله وفتنة المسلمين، فمنذ حادث رفع المصاحف بدأ ابتلاء الناس الذين يقولون هم مؤمنون وهم كذا وفي الأخير قتلوا الإمام (الحسين عليه السلام) وفي الأخير وافقوا على سب الإمام (علي عليه السلام) على المنابر إلا القلة منهم طبعا. هذه مقدمة حول ما خرجت علينا به وكالات الإنباء وكل الفضائيات بخبر مفاده بان تنظيم مايسمى "بداعش" الإرهابي قد طلب الهدنة في محافظة وصلاح الدين مع الانسحاب منها, البعض قال أنها إلى الموصل والبعض الأخر قال إلى سوريا أو تركيا, وطبعا بواسطة تركية مدفوعة من دول كانت تمول وتجهز الإرهاب بالعراق بكل الوسائل وهي السعودية وقطر, فبعد أكثر من تسعة أشهر احتلال الموصل وأجزاء من صلاح الدين والانبار وديالى وكركوك, يطل علينا المسؤولين الأمريكيين والأتراك وبالتنسيق مع داعش ليرفع المصاحف وذلك اقتداء بخطة أسلافهم الأمويين في معركة صفين, إذ إن تنظيم داعش يتفاوض حاليا مع الأمريكان وبوساطة تركية من اجل الحصول على هدنة تسمح بخروج التنظيم من العراق وجاء في الخبر"قالت مصادر من الموصل إن تنظيم "داعش" طلب من الجانب العراقي والتحالف الدولي مهلة تكون على شكل هدنة يتوقف فيها القتال وجميع العمليات الحربية والأمنية من اجل التهيؤ للخروج من العراق وبضمانة أمريكية".,إن الولايات المتحدة قامت خلال مفاوضات سرية مع قادة التنظيم في العراق بإقناع الأخير الخروج من العراق بعد الخسائر التي تكبدها التنظيم في معاركه الأخيرة, والهدنة التي طالب بها التنظيم ستكون بضمانة أمريكية, فالمكان هو نفس المكان غرب العراق, والتوقيت نفس التوقيت, والحرب نفسها بين الحكومة الشرعية وبين من يدعون الخلافة زورا وبهتانا, كذلك نفس الخطوة فبعد هزيمة التنظيم الكارثية وقتل الآلاف منهم انطلقوا إلى نفس خطة معاوية وبمشورة من أمريكا إسرائيل حليفتهم لغرض كسب الحرب بالخداع والمكر, كذلك لايمكن فصل زيارة وزير الدفاع الأمريكي للعراق عن هذه الأحداث إذ إن زيارته المفاجئة جاءت لهذا الغرض, وإنقاذ عصابات داعش من ورطتها في العراق. وقبل طلب الهدنة, كان رئيس الكيان الصهيوني ( نتنياهو) وخلال زيارته للولايات المتحدة وإلقاء كلمة له في الكونكرس الأمريكي حول مفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1, وفي معرض حديثة شدد على الخطر المحدق بداعش من هجوم الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائر على مدن في صلاح الدين, وقال يجب إن لانسمح للحشد الشعبي بالانتصار على داعش لان أي انتصار للحشد الشعبي هو انتصار لإيران, وهذا يؤكد بالدليل القاطع إن لإسرائيل الدور الرئيسي بدعم الإرهاب في العراق وسوريا, كذلك خوف الكيان الإسرائيلي من فشل مشروعهم في الشرق الأوسط وتفتيت المنطقة. إن طلب الهدنة جاء لأسباب منها: 1- إن طلب الهدنة قد يكون نفس طريقة رفع للمصاحف من جديد من اجل إيقاع الخلاف والشقاق –لاسامح الله- بين القوات العراقية المتواجدة في صلاح الدين حول العمليات العسكرية الجارية هناك, ويعتقد التنظيم من خلال طلب الهدنة انه قد يحرج الحكومة العراقية أمام الرأي العالمي والمحلي, وقد يجد من يتعاون معه في هذا الاتجاه, خاصة وان هناك بعض التصريحات السابقة والتي ظهرت من هنا وهناك تطالب بالتفاوض على مايسمون أنفسهم بثوار العشائر لغرض إنهاء القتال, كذلك مطالبة عدد من السياسيين العراقيين السنة بتقديم عدد من قادة الحشد الشعبي للمحاكمة بحجة انتهاكم للقوانين الدولية في الحرب, أو بحجة التعاون مع إيران ضد السنة, علما إن اغلب الفضائيات العربية هي تدعم تنظيم داعش الإرهابي إقليميا وعالميا وبدعم من بعض الدول الغربية وإسرائيل. 2- إن طلب الهدنة هي فرصة للتنظيم من اجل إعادة هيكلته، وتسليحه من جديد, ووصول الإمدادات العسكرية إليه, وهنا نذكر إن في كل الحروب العرابية الإسرائيلية عندما تصبح إسرائيل في موقف حرج تقوم الولايات المتحدة بطلب الهدنة وتجبر العرب عليها حتى تصل المساعدات الأمريكية والغربية إليها, ومن ثم تقوم بالهجوم المفاجئ على القوات العربية وهذا ماحصل خلال حرب 1948, 1973. 3- كما إن طلب الهدنة جاء بدعم من الجانب الأمريكي الذي اخفق خلال الفترة السابقة بإسنادها في معركتها مع التنظيم الإرهابي "داعش" , فقد تنصلت أمريكا من اتفاقيتها مع العراق وهي اتفاقية الإطار الاستراتيجي, وتركت القوات العراقية تواجه التنظيم بشكل منفرد وبدون دعم بالأسلحة والمعدات, وهو مافسر حينها إن للولايات المتحدة يد في دعم التنظيم , ويذكر إن الجانب الأمريكي كان قد أرسل -عن طريق الخطأ كما يصرح- عدة شحنات من الأسلحة والمؤن والإرهابيين إلى تنظيم داعش في مختلف مدن العراق ، وكان التنظيم قد بث في شريط فيديو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فرحته العارمة بالعطايا الأمريكية، ما جعل الشارع العراقي ساخطاً جداً على التدخل الأمريكي في مقاتلة الإرهاب. 4- وقد يفسر طلب الهدنة على انه محاولة لإخراج عدد من قادة التنظيم المحاصرين في تكريت, خاصة وان اغلب عناصر التنظيم من العراقيين هم مطلوبين للقضاء العراقي بدعاوى الإرهاب وقتل عشرات الآلاف من العراقيين وتهجير الملايين خلال إحداث الموصل الأخيرة, والمتعاونين مع بعض السياسيين العراقيين من السنة الذين يدعم بعضهم التنظيم الإرهابي علنا, ويدعوهم بالثوار, أو لعدم كشف أوراق ارتباط التنظيم بالولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا بشكل علني, لذلك جاءت هذه المحاولة لغرض خروج هذه الدول من ورطتها في دعم الارهاب , خاصة وان التنظيم الإرهابي قام بأعمال إجرامية من قتل وسبي وتهجير وتدمير المراقد والآثار, كل هذه اعتبرت جرائم حرب, وقد تقود أخيرا إلى تجريم الدول الداعمة للتنظيم. 5- كما إن إقليم كردستان يضغط أيضا من أجل توقف تمدد الجيش والحشد الشعبي, لأنه يعني استعادة مناطق في صلاح الدين والموصل وكركوك وديالى تم الاستيلاء عليها من قبلهم, خاصة وان الاكراد رفضوا المشاركة في تحرير صلاح الدين والموصل الا بشروط ومنها الاعتراف لهم بالاحتفاظ بالمناطق التي استولوا عليها بعد أحداث الموصل عام 2014, كذلك إن عدم مشاركة الاكراد وفتح جبهة ضد عصابات داعش له تأثير على سير المعارك وتأخير في اندفاع القوات والحشد الشعبي وسرعة تحرير المناطق, لان فتح جبهة ضد الإرهابيين سوف يزيد الضغط العسكري عليهم ومن ثم يجعل هزيمة التنظيم أسرع, وهنا تتلاقى مصالح دولية ومحلية وإقليمية من اجل وقف انتصارات الجيش والحشد الشعبي. 6- سعى تركيا جاهدة إلى خلط الأوراق في العراق، وتسعى أيضاً إلى أن يستمر تنظيم "داعش" الإجرامي في سيطرته على الأراضي التي احتلها أثر خيانة تعرّض لها الجيش العراقي في مدن شمال وغرب العراق, ويبدو أن تحرّك القوّات الأمنيّة التي ترافقها قوّات الحشد الشعبي في محافظة صلاح، خاصة بعد تحقيق الانتصارات المتوالية على التنظيم المتطرّف، تدفع تركيا، حليفة الإخوان المسلمين، إلى السيطرة على الموقف من خلال إدخال وساطات للحيلولة دون إبراز الهزيمة أمام الإعلام والرأي الدولي, وأن الهزائم التي تلحقها القوّات الأمنية بداعش تقلق تركيا كثيراً وأنها تحاول إيجاد طرق حتّى لا يتعرّض التنظيم إلى الانهيار في مناطق أخرى يُسيطر عليها التنظيم الإرهابي, علما أن حكومة أردوغان تُفاوض نيابة عن دول خليجية لوقف العمليات العسكرية، وان دول الخليج وتركيا يعملون من جانب آخر على إيقاف عمل التحالف الدولي بحجة وجود أبرياء في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "داعش, فتركيا ودول الخليج بدأت تسوق إلى أن هذه حرب شيعية ضد السنة، وأنها حرب تطهير عرقي، خاصة وان سردية المد الإيراني وغيرها من المبررات حاضرة أيضاً, كذلك ما ذكر أخيرا من وجود قوات تركية في معسكر نينوى بحجة تدريب أبناء العشائر والمتطوعين ضد داعش, وبهذا تحاول تركيا إخفاء هدفها الأعمق وهو احتلال الموصل خاصة وان هناك مطالب سابقة من قبل تركيا بأراضي الموصل, كذلك وقف القتال وعدم تقدم الجيش والحشد الشعبي يعني استمرار تدفق النفط المهرب من داعش وإقليم كردستان إلى تركيا وبأسعار زهيدة, وتصديره إلى إسرائيل, وبهذا تأتي محاولة تركيا الأخيرة عبر وزارة الخارجية قد تلقى لها ترحيبا من المكون السياسي السني والكردي على حد سواء ومن بعض المنبطحين من الشيعة, وأخيرا على الحكومة العراقية أن تكون على قدر المسؤولية, وان تعي أغراض التنظيم والمتعاونين معه جيدا, وأنهم لايتوانون في استخدام أقذر الوسائل من اجل الوصول لأهدافهم , ولتكن أرواح ودماء شهدائنا أمانة في أعناقنا , وان تكون حاضرة أمام أعيننا, وان لانمنح الإرهاب أي فرصة للهرب والعودة مرة أخرى, فكم من مجرم خرج من السجون العراقية, وعاد لإعماله الإرهابية من جديد وقتل المئات من العراقيين, كما إن الكثير من السياسيين العراقيين السنة هم من يدعم الإرهاب علنا, وبعضهم هارب من وجه العدالة, لذلك لانجعل من حرب صفين إن تتكرر مرتين. __المصادر__ 1- أنقرة تعرض على بغداد الهدنة مع داعش, مقال منشور على الانترنيت على موقع, http://almustakbalpaper.net/content.php?id=2388 2- خدعة أم فتنة رفع المصاحف من صفين إلي اليوم..؟ مقال منشور على موقع, htttp://www.bit.ly/copynwin 3- داعش يطلب هدنة للخروج من العراق, مقال منشور على الانترنيت, على موقع. www.al-janoob.org/category/iraq-news
شارك الموضوع :

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية