مع ديفيد ديه لاتين أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، وماري آن فالفورت أستاذ مشارك في الاقتصاد في كلية باريس للاقتصاد
في يوم ٢٧ يناير تطبيقيا لوعوده بتقييد هجرة المسلمين، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امراً بتقييد الهجرة من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن الى الولايات المتحدة الى اجل غير مسمى، وجاء قرار ادارة ترامب هذا بسبب التهديد الذي يشكله المهاجرين واللاجئين لأمن الولايات المتحدة، وكما اشرنا في نيسان عام ٢٠١٦ فإن الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة لم تفتح ابوابها للإرهاب عندما سمحت بهجرة المسلمين.
ويقول أنصار النظام الذين رددوا شعارات ترامب في حملته الانتخابية الرئاسية، ان على الولايات المتحدة تجنب الهجمات التي عانت منها اوروبا في السنوات الأخيرة، لكن الولايات المتحدة تختلف عن دول مثل فرنسا التي شن فيها اربعة رجال متنكرين بزي اللاجئين السوريين هجوما كبيرا في تشرين الثاني عام ٢٠١٥، وذلك لان من لديهم نوايا ارهابية من العرب لا يمكنهم الفرار من الحدود الأمريكية بسهولة. وقد تمت مطالبة عدد من اللاجئين الذين احالتهم الامم المتحدة لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بالخضوع لثلاثة تحريات، ثلاث فحوصات لبصمة الاصابع ومقابلتين وعمليتي تفتيش امنيتين وخضع اصحاب الطلبات من السوريين الى تدقيق اضافي في العملية التي تستغرق حوالي ١٨ الى ٢٤ شهراً.
ليس من الغريب تراجع الهجمات الارهابية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، على الرغم من قول ترامب بان البلد فشل في الحفاظ على سلامة مواطنيه، ووفقا لقاعدة بيانات الارهاب العالمية بلغ عدد الهجمات الارهابية على الاراضي الامريكية بين عام ٢٠٠١- ٢٠٠٨ حوالي ١٦٨ وادت الى قتل ٣٠١٠ شخص منهم ٢٩٩٦ بسبب احداث ١١ سبتمبر، بينما بلغ عدد الهجمات الارهابية بين عامي ٢٠٠٩ و ٢٠١٥ حوالي ١٣٧ هجمة ارهابية وادت الى قتل ١١٤ شخص ، بينما شهدت روسيا بين عام ٢٠٠٩ – ٢٠١٥ حوالي٩٢٩ هجمة ارهابية ، اي اكثر من الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة بـستة مرات، وقد انخفض معدل هذه الهجمات في الولايات المتحدة في عهد الرئيس اوباما، لكن كان اكثرها دموية الأولى على قاعدة فورت هود أسفرت عن قتل 13 شخصا، والاخرى في سان برناردينو، واسفرت عن قتل 16 شخصا، ونفذها مواطنين امريكيين وباكستانيين، اما تفجير ماراثون بوست الذي اسفر عن قتل حوالي ثلاثة اشخاص ارتكبه شقيقين ولدوا في قيرغيزستان وروسيا، ومرتكبي هجمات ١١ سبتمبر هم من المهاجرين من المملكة العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة ومصر ولبنان.
ان الخوف هو رد فعل طبيعي لتهديد الارهاب، لكن السياسات القائمة على الخوف والتي تستهدف مجموعة من الاشخاص وفقا لدينهم او منطقتهم ستكون لها نتائج عكسية، وتشير ابحاثنا الخاصة التي تفسر الفشل في توحيد المسلمين المهاجرين لفرنسا الى امكانية ان تصب هذه السياسات في حلقة مفرغة ينتج عنها اضرار في الأمن القومي، وقد دفع خوف الفرنسيين من الاسلام، المسلمين الى الانسحاب من المجتمع الفرنسي، الامر الذي زاد من الخوف الفرنسي من الاسلام وزاد من تفاقم اغتراب المسلمين، وفي الواقع يعود سبب الفشل الأمني في فرنسا عام ٢٠١٥ الى تكتيكات اتبعتها الشرطة لترهيب المهاجرين الى فرنسا بدلاً من الترحيب بهم، وهذا النهج يجعل من الصعب الحصول على معلومات مهمة من أفراد المجتمع بشأن التهديدات المحتملة.
وكما اوضحنا سابقا، ان الحل الوحيد لتحقيق الأمن في الولايات المتحدة هو توحيد التنوع السكاني ليصبحوا اعضاء منتجين في المجتمع، وهذا سيؤدي الى بناء الثقة، وبوجود الثقة سيصبح الأمريكيين الجدد أكثر استعداداً لتقديم معلومات لعمليات انفاذ القانون بشأن من يروم القيام بأعمال ارهابية، فمدينة نيويورك على سبيل المثال تجنبت حدوث هجوم اخر واسع النطاق من خلال اقامة علاقات مع المسلمين المحليين دون الاكتراث بوضعهم كمهاجرين.
رابط المقال الاصلي:
<a href="https://www.foreignaffairs.com/articles/2017-02-01/wrong-way-stop-terrorism"> https://www.foreignaffairs.com/articles/2017-02-01/wrong-way-stop-terrorism</a>
اضافةتعليق