البيئة السياسية والأمنية في ظل المفاوضات الأمريكية الإيرانية وتأثيراتها على العراق

شارك الموضوع :

فيما يخص العراق، فقد يتأثر كثيرا بهذا الاتفاق، يتأثر العراق بهذه المفاوضات إذا ما نجحت أو إذا ما فشلت، حاله حال منطقة الشرق الأوسط كلها، نجاح هذه المفاوضات معناها انبعاث الحياة في العراق وهذه الهدنة الضمنية الموجودة في العراق لدى فصائل المقاومة، من الممكن أن تنتهي في هذا الموضوع إذا ما حدث فشل في هذه المفاوضات

ضمن نشاطاته البحثية المستمرة عقد مركز الفرات للتنمية الاستراتيجية مساء السبت الموافق10/5/2025 حلقة نقاشية في ملتقى النبأ الأسبوعي وتم تقديم ورقة بحثية تحت عنوان (البيئة السياسية والأمنية في ظل المفاوضات الأمريكية الإيرانية وتأثيراتها على العراق)، قدمها الدكتور الباحث في مركز الفرات حسين السرحان، وحضرها عدد من الباحثين والأكاديميين ومدراء المراكز البحثية حيث أسهموا في إثراء مضامين الورقة بمشاركاتهم القيمة.

وقال الدكتور حسين السرحان في ورقته هذه:

تدور هذه الحلقة النقاشية حول البيئة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، في ظل المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وبالتأكيد سوف نتطرق لتأثيرها على العراق وهو شأن خاص بهذا البلد، وقبل الخوض في المفاوضات نتطرق إلى مقدمة بسيطة حول الموضوع.

السياسة الخارجية لترامب من 2016 إلى 2020 في دورته الرئاسية الأولى، كان متشددا تجاه البرنامج النووي الإيراني وانتقد كثيرا الاتفاق المشترك في الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمه سلفه أوباما، وكان يطلق الكثير من التهم والكثير من الكلام، جزء منه كلام بذيء حيث وصفه بالغبي أو وصفه بالحماقة وغيرها فيما يخص البرنامج النووي.

وسرعان ما تمكن من خلال الكونغرس ومن خلال صلاحياته كرئيس تنفيذي للولايات المتحدة وامتلاكه الصلاحيات التنفيذية من إصدار أمر تنفيذي لإيقاف أو إنهاء العمل بالبرنامج النووي، وكان آنذاك تحولا كبيرا في الملف النووي الإيراني وتحول كبير في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران.

وأيضا وضع الحلفاء وهم الخمسة زائد واحد، وأعضاء مجلس الأمن الدولي إضافة إلى الصين وألمانيا، كان لهم صدمة أيضا بهذا الاتجاه، وهذا الإلغاء، وأصبح منذ ذلك الوقت أي من 2016 لغاية اليوم يوجد تأرجح كبير في العلاقات الأمريكية الإيرانية سادها التوتر بشكل كبير خلال هذه الفترة، وسادها الكثير من التنافس والحروب أو الضربات بالوكالة. خصوصا فيما يخص منطقة الشرق الأوسط بالتحديد.

وأيضا وضع الحلفاء في إحراج كبير، وهم حلفاء الولايات المتحدة لاسيما الجانب الأوربي، وضعهم في خلاف كبير في التعامل مع الملف النووي الإيراني وحتى مع الدولة الإيرانية بشكل عام، هذا الإحراج كان جزءا منه بسبب العقوبات التي توالت كثيرا من 2018 تم فرض عقوبات على ما يقارب عشرين مؤسسة اقتصادية إيرانية.

وتوالت هذه العقوبات المالية آخرها كانت عقوبات الرئيس جو بايدن قبل أن يغادر الرئاسة وكانت يسيرة جدا، وبعد أن جاء ترامب للسلطة في البيت الأبيض في 2025 كان هناك أيضا تجديد كبير على هذه العقوبات المالية، وأيضا تأثر العراق طبعا بشكل كبير بهذه العقوبات.

وإذا عدنا إلى البرنامج الانتخابي للرئيس ترامب كان جزء كبير منه خصص لما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وأنه لابد من أن لا يكون هناك احتواء كما هي نظرة الديمقراطيين، سياسة الديمقراطيين في عهدي أوباما وأيضا بايدن كانت سياسة الاحتواء وليس التفكيك أو الإنهاء، وهذا كان جزء منه مدفوع بنصائح وإرشادات لمراكز الدراسات الاستراتيجية المهمة لاسيما في مجلس العلاقات الخارجية. 

وكانت هناك دراسة ترجمناها في وقتها تدعو لاحتواء البرنامج النووي وليس تفكيكه أو إنهائه، لأنه لا يمكن إنهاء البرنامج النووي في ظل وجود جيران، مثل باكستان وأيضا إسرائيل، يتمتعون بقدرات نووية.  

هذا الشيء عملت عليه الإدارة الديمقراطية، وقربت كثيرا بعض المؤسسات الديمقراطية، وكان أيضا لهم دور في هذا الموضوع، ترامب بعد استلامه للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية في 2025، تبنى موقفا أكثر تشددا في هذا الملف، وذهب تجاه تشديد العقوبات وأيضا ذهب باتجاه إنهاء أو تفكيك البرنامج النووي الإيراني والملف النووي الإيراني، وتعهد بعدم امتلاك إيران للأسلحة النووية، وهذا التعهد أو هذا الهدف كان واضحا ومباشرا جدا. 

فيما يخص الجانب الإيراني أيضا كان لهم دور وموقف باتجاه أن هذا الأمر هو حق إيراني وحق خاص بالدولة الإيرانية في ظل التهديدات التي تشعل المنطقة، ووجود عامل زعزعة وعدم استقرار في المنطقة والمتمثل في إسرائيل.

سبق القرار الأمريكي والتحول باتجاه المفاوضات وبدئها، كان هناك نوع من إضهار قوة الردع، وهذه القضية في المفاوضات والعلاقات الدولية مهمة، في حال أنك تحتاج أن تحصل على مكاسب أكثر من الخصم، فتحتاج إلى قوة ردع كافية وكبيرة.

فأظهرت الولايات المتحدة الأمريكية قوة ردع كبيرة من خلال تحريك بوارج حربية، وجيوش وملء منطقة الشرق الأوسط بهذه القوات العسكرية ومنطق التهديد، وأيضا حرب نفسية، وهذا الموضوع دفع الجانب الإيراني المتشدد باتجاه القبول بالمفاوضات، وهذا القبول أيضا شكل بداية جيدة وأرسل رسالة اطمئنان جيدة لدول العالم والنظام الدولي بأن إيران ممكن أن تعمل باتجاه المفاوضات أو الحوار الدبلوماسي. أما بالنسبة للدبلوماسية فلازالت إيران متمسكة بهذا الجانب.

أيضا هناك بعض التحولات على مستوى المنطقة شكلت عامل ضغط ودفع للنظام الإيراني المتشدد باتجاه القبول بهذه المفاوضات، مع انهاء النفوذ الإيراني في لبنان وأيضا إنهائه في سوريا، وأيضا إحراجه وتحييده بصورة أدق بشكل كبير في العراق، فضلا عن الضربات الأمريكية القوية في اليمن، هذا الجانب بصراحة دفع الجانب الإيراني كثيرا لإعادة التفكير بموضوع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ولاسيما في الملف النووي وأيضا ملف العقوبات وملف الصواريخ البالستية وملف وكلائها في المنطقة.

هذه المقدمة نضيف لها مقدمة أخرى أن نجعل تعامل النظام السياسي الإيراني في المنطقة، سواء كان في الداخل الإيراني أو في الخارج، إيران تتعامل مع خصومها وأعدائها وفق سياسة براغماتية عالية، ولا يمكن أن يكون هناك للمذهب والدين والشرع وإلى ما هنالك أو أيديولوجية النظام ليس لها أي حضور في تعالها الدولي.

مع شعبها تتعامل بمثالية كبيرة، وتتبنى تصدير الأزمات، أو تصدير الهجمات للداخل باتجاه خلق عدو خارجي لامتصاص حالة الغضب أو عدم الرضى داخل إيران، ولديها أسلوب آخر للتعامل مع وكلائها في العراق، وسوريا واليمن ولبنان، قائم على أساس المصلحة والصراع وتبني القيام بأدوار بالإنابة وعن طريق الضغط.

وهذا بصراحة كان له دور كبير لأن صانع القرار الإيراني يتمتع بمرونة كبيرة، يعني واحدة من ميزات صانع القرار الإيراني هي مرونته في التعاطي مع الملفات في الداخل وفي الخارج، وأيضا مع القضايا الإقليمية.

وبعد القبول بالتفاوض والحل الدبلوماسي انعقدت مرحلة أولى من المحادثات غير المباشرة في سلطنة عمان، وكان هناك اتفاق وخرجت هذه المفاوضات بنتيجة أساسية وهي المضي باتجاه استمرار المفاوضات وعقد جولة ثانية، وتم عقد جولة ثانية في 29 نيسان 2025، في روما وأبرز ما تمخضت عنه هذه الجولة هي الاستمرار بوضع إطار عام للمفاوضات والحوار والتواصل بين الطرفين بشكل مباشر هذه المرة ومن دون الخوض في التفاصيل.

أما المرحلة الثالثة التي من المفترض أن تُجرى يوم 11/5/2025، في عمان فهي يفترض أن تنتقل بالمفاوضات إلى التفاصيل الفنية، وحقيقة هذه واحدة من التفاصيل التي تنم عن مرحلة حرجة في هذه المفاوضات، والسبب في ذلك أن صانع القرار الأمريكي كان هناك تضارب أو نوع من عدم الوضوح في الموقف من البرنامج النووي الإيراني، حيث دعا باتجاه تفكيك هذا النظام النووي بشكل كامل وعدم إمكانية إنتاج إيران لسلاح نووي.

وذهب آخرون باتجاه الاحتواء والمحافظة على حق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، ولذلك كان هناك إحراج للمفاوض الأمريكي، في هذا الموضوع وتراجع على قناة فوكس نيوز تراجع عن هذا الموضوع وأكد بأن الرئيس ترامب مصر على قضية الإنهاء وتفكيك البرنامج النووي الإيراني.

قبل أيام كان هناك تصريح لوزير الخارجية العماني أكد فيه على إشارة إلى هذه المفاوضات ومن خلال هذا التصريح يمكن أن نفهم مسار هذه المفاوضات بشكل واضح في المستقبل.

ذكر أن المفاوضات تهدف للوصول إلى اتفاق عادل ودائم وملزم لضمان خلو إيران تماما من الأسلحة النووية والعقوبات مع الحفاظ على قدرتها لتطوير الطاقة النووي لأغراض سلمية. الجانب الأمريكي كان له إشارة مخالفة باتجاه تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل. 

طبعا هذا الشرط الأمريكي الاستراتيجي والمهم أما الشروط الإيرانية فكان عددها تسعة، في هذه المفاوضات، ويبدو أن هناك نوع من الموافقة النسبية الأمريكية على هذه الشروط، وأول هذه الشروط هي الجدية في هذه المفاوضات، وثانيا الضمانات الأمريكية الملموسة لعدم التنازل أو عدم إنهاء هذا الاتفاق في حال حصل الاتفاق في المستقبل.

الشرط الثالث يكون هناك نوع من التوازن والتكافؤ بين الطرفين في المفاوضات، ورابعا تخفيف العقوبات وليس إنهائها وخامسا رفض النموذج الليبي، لنقف عند هذه الفقرة قليلا، وهي قضية النموذج الليبي وإسقاط النظام في ليبيا، وقد اتهم الديمقراطيين بشكل كبير في إسقاط النظام ولذلك فإن النظام الإيراني حريص جدا على عدم إسقاط النظام.

وأن تجري المفاوضات في ظل عدم وجود تهديدات أمريكية بالتصفية أو الضربات الجوية أو غيرها، والشرط الآخر هو التقدم السريع في هذه المفاوضات وهذا بصراحة محل شك، لاسيما أن هناك خبراء دوليين أكدوا بأن هذا التقدم ليس من مصلحة إيران، ربما تراهن إيران على الأربع سنوات القادمة لنهاية سلطة ترامب.

وشرط آخر هو احتواء التهديدات الإقليمية المزعزعة للاستقرار مثل إسرائيل، والشرط الأخير هو موضوع تسهيل الاستثمارات الأجنبية بسبب تخفيف العقوبات.

طبعا ما يسود هذه البيئة التفاوضية هو عدم وجود ثقة بين الطرفين، وأيضا إذا نريد أن نقف عند الجانب الإيراني أو الجانب الأمريكي في نظرتهم لهذه المفاوضات، الجانب الأمريكي يرى أن هذا الاتفاق إذا ما حصل سوف يختلف كثيرا عن اتفاق 2015، هذا الاتفاق سيكون فيه إنهاء تام للبرنامج النووي الإيراني، والتفكيك الكامل للبرنامج النووي.

وأيضا تحييد إيران وضمان عدم قدرتها على امتلاك سلاح نووي في المستقبل بموجب ضمانات دولية، وغذا ما تم الاخلال بهذا البند سوف يواجه برد عسكري، طهران تحاول أن تشيع أو تسوق فكرة أخرى، باتجاه أننا ذهبنا نحو المفاوضات وهذا الاتفاق لا يختلف عن اتفاق 2015، وسوف نعيد تجديده بشكل آخر.

بمعنى ان اتفاق 2015 سمح لهم بنسبة معينة في تخصيب اليورانيوم، فإيران تسوق هذا الشيء في هذا الجانب، في روما تذكر صحيفة هارتس الاسرائيلية أن رئيس الموساد ووزير الخارجية الاسرائيلي كانا في روما عند المفاوضات في مرحلتها الثانية. 

وأبلغ الجانب الأمريكي باتجاه مطالب إسرائيل في هذا الموضوع باعتبار أن اسرائيل ل تكن حاضرة ولا حتى كمراقب في هذه المفاوضات رغم أنها هي المعنية وهي الضاغطة على القرار الأمريكي باتجاه تفكيك البرنامج النووي الإيراني وهي التي تهدد دائما باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.

ولذلك استبعدت من هذه المفاوضات من قبل ترامب، لكنها حضرت وطرحت حلولها في روما حسب الصحيفة الاسرائيلية، وفي نفس الوقت ذكت نيويورك تايمز أن ترامب عرقل خطط أو أخر أو أجل خطط إسرائيلية لاستهداف المفاعلات النووية الإيرانية بعد تصريحات التي ذكرناها قبل قليل فيما يخص السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية.

هذه المفاوضات تصنف في إطار المفاوضات الدولية أنها لا زالت ثنائية بعيد عن الحلفاء الأوربيين، وهذا طبعا يختلف عن اتفاق 2015، وإضافة لروسيا والصين، سبقت ثلاث تصريحات لصانع القرار الأمريكي ربما جاءت على لسان ترامب، غير متأكد من هذا، لكن يشير ترامب إلى التفكيك الكامل في مفاوضات يوم غد التي ستعقد في عمان شدد باتجاه تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني.

وأشار إلى إمكانية اتخاذ قرارات عسكرية إذا ما فشلت المفاوضات، في حين شددت إيران على المسارات الدبلوماسية، مشيرة إلى حقها في تخصيب اليورانيوم وأنها متمسكة بهذا الحق، أما فيما يخص منطقة الشرق الأوسط والبيئة السياسية والأمنية، سبق للمفاوضات كما ذكرنا مع تراجع النفوذ الإيراني كما ذكرنا في سوريا ولبنان، وأيضا قيد بشكل كبير في العراق، منطقة الشرق الأوسط تتأثر كثيرا وتتأثر المناطق الهشة على مستوى العالم، وغير المستقرة سياسيا وأمنيا، فيما يخص النظام الدولي، إضافة إلى أزمة تايوان والصين وغيرها.

وهذه المنطقة تتأثر كثيرا بفواعل إقليمية وفواعل دولية، والفاعل الدولي واللاعب الأساسي في هذه المنطقة هي الولايات المتحدة الأمريكية، والفاعل الثاني الإقليمي الرئيسي هو إسرائيل، أضيف بعد أحداث سوريا فاعل آخر يمكن أن يظهر على السطح مستقبلا، أو يحتل المحل الإيراني في سوريا أو غيرها وهو الجانب التركي.

هذا الذي يتمتع بقوة عسكرية، فحاليا الذي يستخدم التفكيك العسكري والتكتيكات الدبلوماسية والسياسية هي اسرائيل وتركيا، في حين تستخدم دول فاعلة أخرى كالسعودية وقطر تستخدم أساليب الحوار وغيره.

فيما يخص العراق، فقد يتأثر كثيرا بهذا الاتفاق، يتأثر العراق بهذه المفاوضات إذا ما نجحت أو إذا ما فشلت، حاله حال منطقة الشرق الأوسط كلها، نجاح هذه المفاوضات معناها انبعاث الحياة في العراق وهذه الهدنة الضمنية الموجودة في العراق لدى فصائل المقاومة، من الممكن أن تنتهي في هذا الموضوع إذا ما حدث فشل في هذه المفاوضات.    

على المستوى الاقتصادي هذه المنطقة تجهز العالم بما يقارب من عشرين بالمئة من حجم النفط والغاز، وهذا الموضوع مهم جدا، وإذا ما نجحت هذه المفاوضات تتوقع بعض مراكز الدراسات أن يصل سعر برميل النفط إلى 55 دولارا، وإذا ما فشلت هذه المفاوضات يمكن أن يرتفع السعر ويعود كما كان، إلى 70 دولارا، والعراق ضمن هذا الوضع يتأثر كثيرا بالجانب الاقتصادي.

في ضوء هذه الأفكار التي طرحت في هذه الورقة نطرح سؤالين هما:

س1: في ضوء هذه المقدمة البسيطة كيف ننظر إلى مستقبل هذه المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟

س2: كيف نقرأ تأثيرها على منطقة الشرق الأوسط والعراق؟

المداخلات:

الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية

هذا الموضوع حاليا أي موضوع المفاوضات يشغل العالم كله، حتى قال أحدهم إنها المفاوضات الأشهر في العالم بالوقت الحاضر، هذا يدل على أهمية هذا الموضوع، وأهمية هذه المفاوضات وتأثيراتها الإقليمية وأيضا تأثيراتها الدولية.

علينا أن نفهم لماذا إيران تلجأ إلى التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالذات مع إدارة ترامب، أعتقد إنها ليست مختارة، وإنما هي مضطرة لهذا التفاوض، فأنا أعتقد أن صانع القرار الإيراني ينظر إلى مستويين من التهديدات. 

التهديدات الأولى هي التي من الممكن أن تخص أذرع إيران في المنطقة، وهذا النوع من التهديدات ممكن لصانع القرار الإيراني أن يتماهى معه ويصعّد، ويتخذ من هذه الأذرع وسيلة من وسائل الضغط وورقة من أوراق التفاوض ومدّ النفوذ في المنطقة وفي العالم.

وهذا من الممكن أن يعفيها ومن الممكن أن تدخل إيران كوسيط تحاول أن تهدئ الصراع مع هذه الأذرع في محاولة لكسب المزيد من المغانم لمصالحها العليا.

المستوى الثاني هو التهديدات التي الموجهة مباشرة إلى النظام الإيراني، وأنا أعتقد أن التطورات التي حصلت منذ السابع من أكتوبر إلى سقوط النظام السوري، كانت تطورات مفاجئة، لصانع القرار الإيراني، أعادت التوازنات في المنطقة، وغيرت المعادلات الإيرانية، فشعرت إيران لأول مرة في اعتقادي منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، شعرت لأول مرة أن النظام نفسه أصبح مهددا.

ولذلك أحد صناع القرار الإيراني قال مقولة بارزة بعد سقوط نظام الأسد، قال إننا نعيش الآن أجواء من التهديدات أكبر من تلك التهديدات التي عشناها في ظل الحرب العراقية الإيرانية بعد تحرير الفاو، هذا يدل على إن إيران اليوم شعرت لأول مرة بأن النظام مهدّد.   

ولذلك ذهبت باتجاه التفاوض، مع الجانب الأمريكي في هذا الأمر، ولكن هذه المفاوضات لا تجري كما يرام لا داخليا ولا على طاولة المفاوضات، داخليا يعني إيرانيا هنالك مستويان من التعامل مع هذه المفاوضات، هنالك أطراف نسميها الصقور في النظام تعتقد إن التفاوض خطأ، مع الجانب الأمريكي، وتعتقد إنه من حق إيران أن تمتلك السلاح النووي، ومن حقها أن تحافظ على مصالحها العليا.

وطرف آخر وهو الحمائم، حمائم النظام، يعتقدون بأن التفاوض طريق مفيد ويجنبهم الكثير من المخاطر، والتخلص من العقوبات، وأعتقد في هذه المفاوضات الكفة راجحة لصالح هذا الفريق، لأن البيئة الداخلية للنظام غير مستعدة أن تصعّد الصراع إلى مستوى أوسع مع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بعد هذا الذي حصل في المنطقة.

أمريكيا أيضا هنالك مستويان، بخصوص العامل مع هذه المفاوضات، مستوى يرى بأن التفاوض مع إيران شيء جيد وأن نسير في هذا المسار حتى نحقق أهدافنا المرغوبة، ولكن هناك مستوى آخر يعتقد بأن ضرب النظام هو أولى من التفاوض معه، وأن التفاوض غير منتج، هذا يجعل من بيئة التفاوض داخليا قلقة، على طاولة الحوار كما قال مقدّم الورقة الدكتور حسين السرحان إن الطرفين لا يثقان ببعضهما البعض.

ولذلك لاحظنا أن الأكثر في عدم الثقة هو الجانب الإيراني، ولذلك لاحظنا كيف أن السيد وزير خارجية إيران كيف حاول أن يشرك الصين وروسيا وحتى المجموعة الأوربية في بيئة التفاوض، واليوم زار السعودية وقطر وسوف يلتقي بهم لكي يعرض وجهة نظره، هذا يدلل على أن هناك عدم ثقة في بيئة التفاوض خصوصا وأن ويل كوب أعلن اليوم قال أن المفاوضات التي سوف تجري يوم غد أما تعطينا تصور بأن نستمر أو نتوقف. 

وأننا إذا لاحظنا بأن التفاوض لا يحقق أهدافنا، لن نسير في هذا المسار إلى النهاية، وسوف نختار مسارا آخر، هذا يدل على أنه توجد دولة مصيرية بين الطرفين، طبعا هنا كيف ننظر لمستقبل هذه المفاوضات؟، أعتقد إن المستقبل لحد الآن تحدده إيران بالدرجة الأساس ولأن الجانب الإيراني وضع هذه الشروط التسعة التي ذكرها الدكتور الباحث. 

ولكن الجانب الأمريكي أيضا وضع شروطا ليس فقط تفكيك البرنامج النووي، فالمطلوب اليوم من إيران ملف الصواريخ يدخل في هذه المفاوضات، ويدخل أيضا في هذه المفاوضات ملف أذرع إيران في الشرق الأوسط، وأيضا طريقة تعاطيها مع قضايا الشرق الأوسط ومد نفوذها، ومن ضمنها أيضا أمن إسرائيل، أمن إسرائيل مطروح بقوة فاليوم إذا بقي النظام يهدد أمن إسرائيل فإن هذه المفاوضات سوف لا تنجح.

هذا الأمر يجعل هذه المفاوضات محددة بصانع القرار الإيراني، مدى ما يستطيع صانع القرار الإيراني أن يقدمه من تنازلات، اليوم الأوراق الرابحة هي بيد الولايات المتحدة الأمريكية وليست بيد إيران، وإيران هي الطرف الذي يواجه الضغوط، ولكن هل تتحمل هذه الضغوط؟، هل مستعدة لتقديم التنازلات؟، خصوصا وأنه قبل يومين أعلن عن اكتشاف منشأة سرية نووية أخرى في إيران، فأعتقد هذه البيئة يحددها مدى استعداد صانع القرار الإيراني.

الأبعاد التي تنتج عن هذه المفاوضات، السياسية والأمنية، على الشرق الأوسط، أعتقد كلنا نرغب بشدة أن تنتهي هذه المفاوضات إلى سلام، لأنه لن يخدم التصعيد وفشل المفاوضات، لا يخدم النظام الإيراني، ولا يخدم دول المنطقة، وسندخل في بيئة غير مستقرة أمنيا وسياسيا وتنعكس سلبا على جميع دول المنطقة.

عراقيا سيكون الأكثر تأثرا، لأنه العراق اليوم لا توجد عنده مصدات، لدفع الخطر الإيراني والخطر الأمريكي، يعني اليوم كل دول المنطقة، تعتبر لديها مصداتها، القواعد الأمريكية لدى الحلفاء مع أمريكا، لديها قدر من القوة لتحمي نفسها، ويجد نوع من السيادة محفوظة وتوجد هناك خطوط حمر، باستثناء العراق، فهو الذي سيكون الأضعف في حال فشل المفاوضات. 

ولذلك سوف يتلقى التهديدات الأكبر من ناحية عدم الاستقرار الأمني والسياسي في حال فشل هذه المفاوضات. نعم قد يكون لفشل المفاوضات ارتدادات أيضا في الجانب الاقتصادي، ولكن الفوائد من هذه المفاوضات لا يمكن القياس عليها وأكتفي بهذا القدر. 

الدكتور لطيف القصاب كاتب في شبكة النبأ المعلوماتية

قضية الأزمة الأمريكية الإيرانية، التي بلغ عمرها طويلا، ولحد الآن هي بين الشد والجذب، وأتصور أن هذا الصراع هو من قبيل الصراع المتحكَم فيه، من قبل الطرفين فكل طرف هو يدرك أوراق الخصم ومن الممكن أن يؤدي التصعيد إلى ما لا تحمد نتائجه، وعواقبه، فالطرفان سواء كانوا الحمائم أو الصقور في كلتا الدولتين.

أمريكا دولة كبيرة جدا وإيران دولة كبيرة أيضا، ولديها أوراق ممكن تلعب بها، ودائما تفاجئنا، قلنا مثلا عصر الاقتتال بالوكالة أو المعارك بالوكالة كما كانت سابقا، يعني أذرع إيران كانت واضحة في العراق وفي لبنان وفي سوريا ولكن لحد الآن توجد حرب وكالة واضحة بين اليمن الذي هو وكيل لأصيل هو الطرف الإيراني وجهة ثانية أمريكا وإسرائيل، للحد الذي جعل من الصداقة تتحول إلى شبه عداوة ولو ظاهريا بين ترامب ونتنياهو.

لأن مزاجية ترامب حقيقة هي طبيعة الذي يريد أن يستولي على الآخر بشكل مطلق، فنتنياهو يتصرف مع الإدارة الأمريكية وخصوصا مع بايدن وكأنه هو شريك أو ند وربما أقوى من الطرف الآخر، وقد لاحظنا كيف كان نتنياهو يتعامل مع بايدن، هذا الكلام لا يتقبله ترامب أبدا لأن شخصيته تختلف عن بايدن، ولاحظنا تصرفه مع أقرب معاونيه أو مساعديه تدّنت علاقته به، وبالنتيجة ليس هناك مستفيد من هذه الحرب ولا من هذا الصراع.

ولاسيما العراق في هذه المنطقة الرخوة المتعبة، ولا نملك إلا أن ندعو من الله سبحانه وتعالى أن يبعد عنا شر هذه المصيبة التي لو وقعت لا تستثني أحدا، الكل فيها خاسر لاسيما العراق لأنه منطقة نفوذ، وهناك سيناريو نتمنى من الله ألا يحدث أبدا، لأن هذه الميليشيات التابعة لإيران بشكل أو بآخر، ليسوا تابعين لرجل واحد، ممكن أن تطلع من بعضهم تصرف غريب يؤذي العراق ويؤذي إيران أيضا.

الآن هم استقبلوا الوضع بما يشبه التدجين، لكن هذا لا يعني إن القضية هكذا عند الجميع، لأن طبيعة الحالة الثورية والمزاجية لبعض الشخصيات أو لبعض التيارات يمكن أن تدفع بهذا الاتجاه، من باب الظهور أو البروز، ودائما الشعارات الرنانة موجودة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن تمر هذه الأزمة بسلام، ويبد إن هذه الأمور ذاهبة بهذا الطريق. 

لأن الأشياء السيئة جدا حدثت الأسواء من ذلك لا قدر الله هو الصراع النووي وهذا لا يخدم أحدا في الكرة الأرضية بأسرها، وطبعا تداعيات المنطقة كما حصل مع باكستان والهند. يعني توجد بؤر مشتعلة يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، ربما تنهي البشرية لا قدر الله.    

الدكتور خالد الأسدي باحث في مركز الإمام الشيرازي للدراسات

المشكلة الرئيسية التي حصلت بانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي أعطت رسالة إلى العالم بأنها ليست دولة مؤسسات، وإنما أية اتفاقية ممكن أن تُسحب في أي وقت من الأوقات، وهذه مشكلة تسبب وجود زعزعة ثقة عند العالم من أمريكا.

ثانيا المشكلة الثانية التي حدثت في المفاوضات، أن كلا الطرفين من إيران وأمريكا أعطت رسالة وكأنما النتائج قدموها مسبقا، قبل المفاوضات، أمريكا قالت بأنه سوف تبيد البرنامج النووي لإيران، وإيران قالت سوف نرفع العقوبات الاقتصادية، ولم تحدث المفاوضات بعد، وكأنهما اجتمعا وقررا النتائج قبل أن تحدث فعليا.

لذلك كلاهما يدفعان نحو ما يريده، هذا برفع العقوبات، وذاك بإبادة البرنامج النووي، لذا لا أرى بأنه سيكون هنالك الوصول لاتفاق لأن هذه النتائج تدل على أن كل من الطرفين يزيح النار لقرصه، والآخر يدفعها.

البيئة السياسية والأمنية في ظل المفاوضات، هناك تأثيرات سياسية منها العلاقات الأمريكية الإيرانية التي تركز على أن إيران تريد أن تعزز علاقاتها مع الصين وروسيا من جهة وأمريكا تريد أن تعزز علاقاتها مع الدول الخليجية، لذلك أعتقد أن اختيار عمان فيه قصدية بهذا الاتجاه، والتحالفات الإقليمية كذلك.

أما التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة، تتجسد في المواجهة مع إسرائيل وهذه المواجهة هي بعيدة المدى منذ فترة طويلة جدا بين اسرائيل وبين إيران والى الان هي تشعل فتيل الازمة أكثر مما تطفئها، أما التوترات الأمنية فتتنافس إيران مع دول إقليمية مثل السعودية وتركيا خاصة في العراق وسوريا، كل يريد أن يأخذ حصته من هذين البلدين.

أما الآثار الاقتصادية فهنالك من يريد رفع العقوبات عن إيران وهنالك من يريد أن يدفع بالبيئة الاقتصادية نحو الصين وغيرها لإبعاد إيران من هذه المنطقة، من الجهة الأمنية هنالك تهديدات ما يتطلب التعاون الأمني وتعمل إيران على تعزيز التعاون الأمني مع دول المنطقة خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.

الشيخ: مرتضى معاش مفكر وباحث وكاتب 

أبدأ من قضية الصقور والحمائم، في إيران ليس هناك صقور وحمائم، هناك قرار واحد، وما يقال عن صقور وحمائم في إيران ليس صحيحا، لأن هناك قرارا واحدا وهو قرار المرشد، والآن المفاوضات جارية بين المرشد وترامب، هذا أولا.

الشيء الثاني الصقور والحمائم في أمريكا، والصراع قوي جدا في قضية إيران بين الصقور والحمائم، لنرجع قليلا إلى الوراء في فترة ترامب الأولى، ونرى أن ترامب في الفترة الثانية أن يستفيد من كل الأخطاء التي وقع فيها في الفترة الأولى، وكل ذلك بسبب الصقور الذين كانوا يحكمون في تلك الفترة، هو كان رأس الصقور مع جون ملتون وهو معروف وهو أكثر المتشددين ضد إيران، وكان يدعو إلى ضرب إيران بقوة والانسحاب من الاتفاق النووي، وهو الذي أغرى ترامب بالانسحاب من الاتفاق السابق، وأيضا أغراه بضربة التي ضربها في بغداد ضد قادة الحشد الشعبي.

وأتصور أن ترامب شعر بأن هذه القرارات كانت خاطئة، لأنها ضيعت فرصا كثيرة في عملية إجراء صفقات جيدة بالنسبة له، فاستفاد من الدرس، طبعا الصقور هناك قسمين، قسم المؤيدين لإسرائيل والقسم الثاني هم من المحافظين الجدد.

دعني هنا أذكر هذه القضية المهمة جدا حول اسرائيل، فهي تعتبر نفسها منتصرة في هذه الحرب الأخيرة، ولابد للمنهزم أن يعترف ويستسلم لهزيمته، وإيران هي منهزمة بحسب إسرائيل في الحرب، فلابد أن تستخدم اسرائيل كل الشروط التي تريدها، لذلك تصر بقوة، وهنالك خلاف قوي جدا بين ترامب ونتنياهو حيث يدعو الأخير إلى تصفية النظام الإيراني.

وضرب إيران بشدة وبقوة حتى تكون استثمار للفرصة، حيث سقط قادة حزب الله في لبنان، وسقط النظام السوري، وبالنتيجة بقيت الآن فرصة كبيرة، وطبعا هي فرصة إسرائيلية وليست أمريكية لبناء الشرق الأوسط الجديد الذي تدعو له إسرائيل، وتريد إسرائيل أن تقوده. 

لذلك فإن الصقور الموجودين في أمريكا بدأ قبال أسبوعين بإزالتهم، وأزال مستشار الأمن القومي هو وجماعته وكانت فرصة لإزالته وجعله سفيرا في إحدى الدول حتى لا ترجع قضية ما فعله جون ملتون في الفترة الأولى.   

الأمريكيون ليس لديهم مشكلة مع إيران، ولا الإيرانيين لديهم مشكلة مع أمريكا، وقبل عدة سنوات طرحنا هذا الموضوع وقلنا هناك اثنان متفقان على عقد معين، لكن هناك معارضون كثيرون، المعارض الأول هو إسرائيل التي لا تريد لإيران أن يكون لها قوة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك أوربا أيضا تريد حصة لها، لذلك الأوربيون معترضون على هذه المفاوضات، وقد قال وزير الخارجية الفرنسي هذه المفاوضات تهديد للأمن القومي.

بالنتيجة الشيء الذي لاحظناه الآن أن إسرائيل تريد أن تخرب هذه المفاوضات بقوة، عن طريق عمليات التخريب التي حدثت في إيران، فكل عمليات التخريب التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين من بندر عباس إلى أصفهان إلى مشهد كل تلك الأحداث تقف وراءها اسرائيل وهذا أمر واضح، فإسرائيل تريد أن تشعل أزمة الحرب وتشعل فتيل الحرب بالمنطقة، وبالنتيجة إسقاط النظام الإيراني وإيجاد نظام جديد يعبر عن مصالح إسرائيل في المنطقة وترامب يخالف ذلك.

وقضية التخصيب، السلاح النووي متفقون عليه جميعا، لا أحد لديه اعتراض على نزع السلاح النووي، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي هذا أمر واضح، فإيران نفسها تقول نحن لا نريد صنع سلاح نووي، القضية تدور حول التخصيب، فأمريكا موافقة على أدنى حد للتخصيب أقل من 60% مع تفكيك الصواريخ البالستية، أمريكا ليس لديها مانع، لكن إسرائيل تريد منع التخصيب داخل إيران، وإنما تكون الطاقة النووية السلمية لإيران مستوردة ويكون تحت إشراف دولي، هذا الذي تريده إسرائيل.

أما الإيرانيون والأمريكيون لديهم اتفاق على استثمار في تخصيب اليورانيوم لقضايا سلمية، ولديهم ملف ومشروع كبير عرضوه، وقدم الإيرانيون آلاف من الدولارات للاستثمار الأمريكي، في داخل إيران، وهذا يعني أن الشرق الأوسط أبح أمريكيا وليس إسرائيليا، وهذا لا تقبل به إسرائيل التي تريد الآن أن تكون هي المتصدرة، على الأقل تريد أن تون شريكة مع أمريكا.

من الواضح أن هناك خلافا كبيرا بين ترامب وبين نتنياهو، نلاحظ أن ترامب جعل من عمان لاعب أساسي جدا، والإيرانيون رفضوا أن تكون المفاوضات في الإمارات، لأن الأخيرة لها علاقات وثيقة مع إسرائيل، لذلك يشعر الإيرانيون قد تكون المفاوضات تحت إشراف إسرائيلي، وهذا لا تقبل به لا إيران ولا الأمريكيون.

لذلك فإن الشيء الذي حدث أن ترامب اتفق مع الحوثيين عن طريق عمان عدم التعرض للسفن داخل البحر الأحمر، ولم يتفق معهم على عدم ضرب إسرائيل، يعتبرها خيانة، وهذا يدل على وجود خلاف كبير جدا مع نتنياهو، لذلك في المستقبل، أخطر أمر يمكن أن تتحرك إسرائيل، بالطبع هددت بضرب المطارات الإيرانية وبالنتيجة إعلان حرب ردا على ضرب مطان بن غوريون، على ضوء الضربة الأخيرة.

لذلك نلاحظ أن الوضع خطير جدا، والضغوط الأمريكية على اسرائيل، في قضية غزة الآن، وقضية المفاوضات لا تنفع كثير، فالأمر خطير، وأنا أتصور إن المشكلة الأمريكية الإيرانية ليست بوجود الخلاف بينهما، فهما متفقان، يوجد اتفاق مسبق على كل الأمور فيما بينهما، المشكلة هي اسرائيل بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية هي أوربا لأنها معارضة ولا تريد أن تخرج من (المولد بلا حمص).

طبعا إذا أردنا أن نم على قضية الهند والصين، نلاحظ المحور الموجود وهو المحور الاسرائيلي الاماراتي الهندي الذي أراد أن يقيم طريق الحرير، فهو غير بعيد عن هذه القضية، لن عملية تحجيم هذا المحور ومصالح هذا المحور من الحرب الهندية الباكستانية، بدعم أمريكي، الباكستانيون يدعمهم الأمريكان، والهند يدعمهم الصين، والسعودية أيضا تدعم باكستان لأن اسرائيل وربما روسيا تدعم الهند.

لأن المهم عند روسيا الآن أنها لا تزعج ترامب في قضية، حرب أمريكا، فهذا أيضا من طرق الضغط الكبيرة جدا والتي قد لا تكون بعيدة عن المفاوضات وقضية التبادل الذي يحدث في هذه الأمور، تبقى إسرائيل كما أتصور وحش مدمر ليس عنده حدود ولا يستبعد أن يشعل حربا شديدة داخل إيران ويضب كل شيء لكن دول الخليج لا يقبلون بهذا الشيء. 

ولكن بالنتيجة التسريبات التي حدثت أخيرا، أن ضربة السيد حسن نصر الله أمريكا لم تعلم بها، وهي عمل اسرائيلي خالص، والأمريكان كانوا منزعجين من هذا الأمر، وهذا يعني بأن اسرائيل متمردة جدا، وتعتبر الظروف الحالية فرصة كبيرة لإحداث زلزال في الشرق الأوسط وهذا أمر خطير على العراق بالدرجة الأولى أيضا.

الأستاذ علاء الدين الجنابي باحث وأكاديمي

إن الكذب السياسي هو الطاغي الآن على الساحة، يعني ترامب معروف جدا بالكذب السياسي، فمن غير الممكن أن نبني على تصريحاته ونأخذ أقواله على محمل الجد، كذلك بالنسبة للسياسة الإيرانية بصراحة ما نلاحظه أن الكذب السياسي موجود وبقوة وكل واحد يريد أن يظهر للآخرين بأنه قوي وشجاع وهو الذي يحقق المكاسب.

لذلك لا أستطيع أن أبني على التصريحات التي تصدر الآن من الطرفين، لا أستطيع أبني عليها بناء قويا، أعتقد علينا أولا أن نحدد المصالح الأمريكية أين ونحدد المصالح الإيرانية أين، وعلى ضوء هذا ننظر إلى المفوضات وأين تتجه من خلال نظرنا للمصالح لكل دولة في هذه المفاوضات.

بالنسبة إلى الجانب الإيراني، أعتقد أنه بعد هذا التضعضع والأذرع الخارجية التي لإيران وهذه الضربة القوية التي تلقتها، ضعضعت كل وضعها الخاص، بقي الوضع الداخلي لإيران، فإذا اجتمع مع الوضع الخارجي فهذا سوف يؤدي تقريبا إلى سقوط النظام الإيراني، لذلك أعتقد أن إيران حاولت أن تحافظ قدر الإمكان على ما تبقى.

ولهذا في المفاوضات سوف يكون هناك تقديم تنازلات، وهذا الذي لاحظناه بصراحة، أي كانت التصريحات في بداية الأمر، ثم فجأة حدثت الموافقة وبسرعة حدثت المفاوضات، ثم من بعد ما كانت غير مباشرة، ظهر الطرفان أحدهما سلّم على الآخر عراقجي مع المبعوث الأمريكي سلام حار، على كل حال، كما يبدو الجماعة يريدون أن يحافظوا على ما تبقى من مصالحهم لذلك ذهبوا في هذا الاتجاه.

أما بالنسبة إلى الجانب الأمريكي فأعتقد أن مصلحته الآن كما لاحظنا ذلك من سلسلة تصرفات الإدارة الأمريكية، وفي الواقع السياسة الأمريكية بشكل عام، أنا لا أعتقد بأن ترامب يتصرف بشكل فردي مطلقا، وإنما توجد سياسة للحكومة العميقة، في الداخل والتي لها حصة أيضا في القرارات التي يتخذها ترامب.

لاحظنا أن ترامب بدأ في قضية روسيا، أنا في تصوري هو الآن قدر المستطاع يريد أن يحيد بعض الأطراف القوية، يعني أعطى لروسيا حصة، وتقريبا من تحت الطاولة هناك استرضاء لبوتين، والآن بعض المكاسب التي حصلها في أوكرانيا إضافة إلى أن أوربا أصبحت مكشوفة إلى بوتن، ترامب تقريبا ضحى بأوربا كلها والسبب في تصوري هو تحييد للجانب الروسي. 

أما بالنسبة إلى قضية إيران، أيضا في تصوري تسير على نفس الخط، يعني ترامب بدأ يحيد روسيا ثم بدأ بالمجيء إلى الشرق الأوسط لإقفال الملفات في سبيل أن يتفرغ إلى أوربا والصين، فهو الآن قدر المستطاع أيضا في ضمن هذه المصلحة، أعتقد أيضا ترامب سوف يقدم بعض التنازلات، مثلما إيران قدمت تنازلات كثيرة للحفاظ على مصالحها، أعتقد ترامب سوف يقدم بعض التنازلات أيضا وهذا هو الذي نلاحظه يحدث واقعا.

يعني نلاحظ التصريحات شكل، ولكن عندما تأتي إلى المفاوضات تجدها كلها إيجابية، فما يحدث فيها غير التصريح، لذلك في تصوري الآن ترامب أيضا سوف يقدم بعض التنازلات بالنسبة إلى إيران، وكما أعتقد أنهى ليس من مصلحة إيران أن يتم تفكيك برنامجها الصاروخي، والقضاء عليها، أو القضاء على البرنامج النووي. 

في تصوري ليس في مصلحة أمريكا لماذا؟، لأن أصلا جزء من تحرك أمريكا في الشرق الأوسط وجزء من الثروات التي تحصل عليها أمريكا من الشرق الأوسط هي مبنية على هذا الأساس، مبنية على أن إيران بعبع وموجود تهديد إيراني ونحن وجودنا في المنطقة ضروري ووجودنا بالنسبة لكم يمثل حماية وهكذا يأخذون المبالغ والأموال التي يريدونها.

في فترته الرئاسية الأولى بدأ ترامب بالسعودية وصفقة 490 مليا دولار، أما الآن فتقريبا ترليون دولار، فأعتقد ليس من مصلحتهم أن يفككوا القوة الإيرانية كلها، طبعا خرجت بعض التصريحات من الأمريكان بأنه نحن لا نريد القضاء على النظام الإيراني بشكل مطلق وهذا واضح، فهم يريدون الحفاظ على ما تبقى.

بالمناسبة أيضا الصراع الهندي الباكستاني، والصين تدرك هذا المعنى، هذه المحاور التي تحدث فيها فوضى، أيضا الصين تشترك فيها، لأن كل ما يحدث هو من أجل الوصول للصين، بالنتيجة هم المقصودين (الصين) من كل هذه الحروب، لذلك أعتقد أن الحرب الهندية الباكستانية الصينية والصين كانت داعم الباكستان وأمريكا كانت داعما للهند، أمريكا أيضا تدرك بأن هذا الصراع لا يصب في مصلحتها، لذلك تدخل ترامب بقوة والآن تقريبا أنهى هذه الحرب بإيقاف إطلاق النار الفوري هذا أيضا من مصلحة أمريكا.

تبقى هناك قضية مهمة وهي قضية العراق في هذه الفوضى، ارتباط العراق بإيران أكثر من ارتباط حدود، نحن يربطنا مع إيران ليس الحدود وإنما هناك قضية عقائدية وهناك جزء من هذا الشعب يعتقد بأن هذا هو نائب الإمام، نائب المعصوم، بالنتيجة له صلاحية مطلقة كونه نائب، لذلك الارتباط به ليس ارتباط حدود وإنما ارتباط عقائدي.

إذا جرت هذه المفاوضات بشكل إيجابي، أعتقد نحن اقتصاديا أيضا سوف نتنفس، باعتبار سيحدث ازدهار في الشرق الأوسط، وسوف تكون بيئة جاذبة للاستثمارات، فبعض المشاكل بسيطة ولكن يتضح أثرها كثيرا، مثلا الشهادات العليا التي تصدر وتأتي من إيران آلاف الطلاب، فكم مليار دولار يخرج ربما وزارة التعليم تعيد بعض القرارات إذا تنفست إيران اقتصاديا، على المستوى الاقتصادي سوف يحدث ازدهار وبيئة جاذبة.

بعض الذين كانوا يعتاشون على قضية العداء لأمريكا في تصوري هذه القضية أيضا، الجانب السياسي لها سوف يضمحل جدا، وسوف يفقدون وجودهم وهو متعلق الآن بعدائهم لأمريكا ورفع الشعارات وإلى آخره، فإذا ضعفت هذه القضية أوتوماتيكيا يحدث الاضمحلال السياسي لهم. عموما من الناحية الأمنية والاقتصادية، إذا ذهبت المفاوضات بالاتجاه الصحيح سوف نستفيد كثيرا.

الدكتور منتصر العوادي باحث أكاديمي من جامعة بابل

الحديث عن الصراع الإيراني الأمريكي هو حديث متشعب ، لا يمكن أن يُلم به هذه الحوارية لكن من الممكن أن نسلط بعض الضوء على هذا الصراع القديم الجديد.

من خلال معايشتنا كلنا لهكذا صراع قديم جديد نستشف أنه صراع مصالح أكثر، باعتبار أن كلا البلدين إيران وأمريكا، لديهما مصالح في الشرق الأوسط، وكلا البلدين تدفعه مصالحه لأن يتخذ خطوات معينة في هذا الصراع، سواء تصعيدا أو انسحابا.

وهناك أحداث وقعت كشفت لنا واقع هذا الصراع بأنه، ليس صراعا حقيقيا بالمعنى الحقيقي بين دولتين متعاديتين، بقدر ما هو صراع فلنقل إعلامي، سجالات إعلامية، والدليل إنه مستمر منذ القدم وإلى يومنا الحاضر، يعني لم نر مواجهات مباشرة بين إيران وأمريكا كما حدث مثلا بين إسرائيل وفلسطين أو غيرها من الدول المتنازعة.

حدثت أمور كثيرة على مستوى العالم، رأينا سكوتا إيرانيا عن هذه الأحداث، مثلا عندما وقعت أفغانستان بيد تنظيم القاعدة رأينا إيران قد التزمت جانب الصمت، لكنها لم تلتزم جانب الصمت عندما سقطت بعض المدن العراقية بيد تنظيم القاعدة، وكلاهما تنظيم إرهابي، تنظيم القاعدة في العراق وتنظيم القاعدة في أفغانستان.

هذا يشير إلى أن هناك حدود أو لنقل مجالات للتحرك باتفاقية مبطنة بين أمريكا وبين إيران على الخطوات التي يتخذها كل بلد في هذا التصعيد، وبالتالي فإن العراق في ظل هذه الأزمة هو دور هامشي سواء نجحت المفاوضات الأمريكية الإيرانية أو فشلت فإن العراق هو ليس له دور مؤثر على الساحة الأمريكية أو على الساحة الإيرانية.

والدليل على أن العراق مهمش، أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية لم تجر على الأرض العراقية باعتبار أن العراق هو قريب أو هو وسيط بين البلدين، وإنما أجريت في عمان، وعمان كما هو معروف أنها دولة متحالفة مع إسرائيل، بعكس العراق الذي هو طرف بعيد عن إسرائيل، هذا يشير إلى أن هناك حدود للتحرك لكلا البلدين.

ونتيجة هذا الصراع غالبا ما يصب على منطقة الشرق الأوسط والعراق بشكل أخص، باعتبار أن كل دولة تحاول أن تبسط سيطرتها ونفوذها على منطقة الشرق الأوسط.

فهي حرب نفوذ، بين أمريكا وبين إيران، كل طرف يحاول أن يمد يده على أكبر مكان من هذه البقعة في الشرق الأوسط، وهناك قطع لهذه الامتدادات، من قبل أمريكا عندما قطعت امتدادات في سوريا وفي لبنان، وتحاول أن تقطع امتدادات إيران في العراق من خلال بث الرسائل الكثيرة التي تطلبها أمريكا من العراق ألا يكون طرفا تابعا لإيران، وأن يسحب السلاح من الجماعات المنتمية إلى إيران باعتبار أنها تشكل تهديدا على المصالح الأمريكية وكذلك على المصالح الإسرائيلية من جهة أخرى.

فبالتالي أدعو أن يكون العراق بعيدا عن هذه الصراعات، وألا يكون ميالا إلى الجانب الإيراني ولا ميالا إلى الجانب الأمريكي، لأنهما أقطاب، إيران دولة قوية، وأمريكا دولة قوية وهما قطبا صراع، نحن ليس لنا مصلحة في أن يفوز هذا الطرف أو ذاك، في هذا الصراع لأننا دولة ضعيفة، دولة ليس لها مركزية. 

وليس لها قوة، ليس لها دفاعات تمكنها من أن تكون طرفا ذا رأي في مثل هكذا صراعات قد تجلب لنا مآسٍ أكثر مما مر به العراق سابقا من خلال الحروب التي عشناها سواء في الحرب العراقية الإيرانية أو ما بعدها من خلال الحرب مع تنظيم القاعدة.   

الأستاذ محمد الصافي باحث في مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث.

بصراحة هناك تأثيرات على العراق، فأي حدث يجري في العالم نتوقع من خلاله سيحدث تأثير سلبي على العراق، مثلا قبل ايام كنت أطلع على موضوع الهند وباكستان، ويدور كلام حول تأثيرات هذه الحرب على العراق، لماذا دائما نكرر التأثيرات التي قد تطال العراق، السبب واضح جدا وبسيط وهو إن العراق دولة ضعيفة لا تمتلك القرار والقوة في المنطقة، كلنا اليوم نرى ترامب يأتي إلى الشرق الأوسط للإمارات، للسعودية، على سبيل المثال أو يأتي للقطريين، هذه دول مؤثرة داخلة ضمن اللعبة العالمية ولها قرارها وتأثيرها، ولها صوت في المفاوضات، وكذلك لها تأثير اقتصادي على العالم.

العراق صحيح يمتلك النفط لكنه مسيطر عليه، لأنه حتى أمواله وتحويلاته مرهونة بالبنك الفيدرالي الأمريكي، بالنتيجة القرار السياسي لا ينتظر منه شيء، بيئة هشة جدا، كذلك لو أننا نركز نجد أن الحكومات العراقية المتعاقبة، هذه الحكومة والتي سبقتها دائما تركز على الدول العربية، لماذا لأنها لا تمتلك أي تأثير في النظام العالمي.

لذلك تذهب للتأثير على الدول العربية، تأثر عليهم بأساليب معيبة وتبين ضعف العراق مقابل هذه الدول، عندما يذهبون مسؤولون عراقيون لدول مثل جيبوتي أو جزر القمر، ودول تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية، مثل تونس وغيرها، يحاولون أن يعطوهم رشوة فيهدوهم كميات من الحنطة مقابل أن يحضروا مؤتمر قمة عربية في بغداد.

والقمة العربية هي أساسا في تاريخ القمم العربية لا يوجد لها أي تأثير أو قيمة، على دار التاريخ، إعلام فقط، لكن على الأرض اسرائيل تمددت، دمرت غزة، حتى فلسطين مسكوت عن الضفة الغربية، وتمددت في الأراضي السورية واحتلت مساحة منها، من خلال التدخل بعد إسقاط بشار الأسد، ودمرت الجنوب اللبناني وضربت بيروت وفعلت ما فعلت بالمنطقة كل هذا ولم تحدث حتى إدانة من الجامعة العربية.

فما بالك أن تقام قمة شكلية عربية، حول هذه الأحداث المؤثرة في المنطقة، لذلك فإن التأثيرات في المفاوضات الأمريكية الإيراني هي في عالم آخر، وأساسا قبل 2011 كانت هناك مفاوضات قائمة، غير مباشرة، إلى أن وصلوا إلى مرحلة المفاوضات المباشرة والتي ركز عليها دائما جواد ظريف الذي كان يقول أنه فقط أعطونا الفرصة، والقرار بيد المرشد الإيراني، وعندما خولهم المرشد بالمفاوضات المباشرة تم الاتفاق خلال شهرين، والآن من الممكن الاتفاق قريب، العائق الوحيد بين الإيرانيين والأمريكيين هو اسرائيل فقط.

وانا أعتقد أن الاتفاق قريب جدا، وممكن تكون تأثيراته إيجابية على جميع دول المنطقة، وأول هذه التأثيرات هي سقوط حكومة اليمين في اسرائيل، حكومة نتنياهو بالذات لأن الأصوات أصبحت ضده والاسرائيليون يشعرون بأنهم صاروا مهمشين حتى من الأمريكان رغم أن أمريكا تتعهد دائما بحماية إسرائيل ولا أعتقد يوجد رئيس أمريكي بالتاريخ حتى من ضمنهم ترامب سوف يخل بهذه القضية.  

هناك تأثيرات كبيرة جدا للوبي الصهيوني في أمريكا، لكن التهميش واضح جدا، لما حصل اتفاق مع الحوثيين، هي ضربة قوية جدا حيث اتفقت أمريكا مباشرة مع الحوثيين وجعلوهم كأنهم في مرمى النيران، هذا يعني أنهم يعطون ذريعة للأذرع الإيرانية تهاجم إسرائيل، في هذا الظرف، وإسرائيل خائفة الآن من حدوث اتفاق لأنه لن تكون هناك ذريعة لإسرائيل لمواجهة إيران بعد حصول أي اتفاق بين أمريكا وإيران.

وفي حال حدث ذلك سوف ترتفع الأصوات داخل اسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو وهذا ليس شيئا بعيدا، فنحن رأينا خلال ست سنوات تقريبا أربع أو خمس انتخابات صارت في إسرائيل، بسبب تغيير الحكومات.

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية