اشاعة اختيار السيد بسام رئيساً للمخابرات تشير الى ان السوداني مهني

شارك الموضوع :

ان الامر يشكل تحديا لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني فهو بين ارادة أطراف" الإطار" وبين حاجة ملحة للتعاون وتعزيز التواصل مع الولايات المتحدة التي تشير بعض الانباء الى تمسكها بتولي معتدلين لإدارة مهام الاجهزة الامنية الرئيسة. ويبدوا ان جهاز المخابرات ومن سيتولى مهامه على رأس البراهين التي تؤكد نجاحه وكسبه واشنطن، او فشله واغضاب واشنطن

مايكل روبن (Michael Rubin) نقلا عن معهد المشروع الاميركي (The American Enterprise Institute)

مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية

ترجمة وتحليل: د. حسين احمد السرحان

 

استغرق القادة السياسيون العراقيون عامًا كاملاً، ولكن ظهرت حكومة جديدة بعد ان كانت البلاد قريبة من حافة الهاوية لقادة الفصائل الرئيسية في البلاد. تولى محمد شياع السوداني، وزير العمل الأسبق في عهد نوري المالكي، رئاسة الوزراء وسرعان ما حصل بعد ذلك على موافقة البرلمان على حكومته المقترحة. وبينما صور بعض الصحفيين صعود السوداني على أنه انتصار لإيران على الولايات المتحدة، فأن هذا التحليل سطحي. فالواقع لا يشير بوضوح الى حصر السياسة العراقية بجانبين: الاول شبه مؤيد لإيران، والثاني مناهض لإيران.

بينما كان المالكي مقرب الى إيران خلال فترة ادارته، كان السوداني أكثر استقلالية وكان أكثر كفاءة ونزاهة خلال مهامه السابقة. وتشير الشائعات الى أن السوداني قد يختار بسام جواد رضا الحسيني ليكون رئيسًا للمخابرات، وبذلك سيواجه تحديات كبيرة ومباشرة ولن يسعى لتهذيبها كما فعل أسلافه.

بسام شخصية مثيرة للاهتمام. نجم كرة قدم عراقي سابق، عمل مستشارا لكل من المالكي وإبراهيم الجعفري، وكلاهما استخدمه كـ "Mr. Fix-it” لمعالجة المشاكل السياسية الأكثر صعوبة في العراق. كان بسام مفوضًا لإجبار المسؤولين السابقين على التوقف عن الاستيلاء على المنطقة الخضراء بمجرد انتهاء مهامهم الحكومية. كما عمل كمسؤول عن محاكمة صدام حسين: من حيث تعيين القضاة، وترتيب التسهيلات، وإجبار الولايات المتحدة على تسليم صدام المسجون ضد ارادة أولئك في وزارة الخارجية ومجتمع المخابرات الاميركي الذين يخشون أن تؤدي العدالة الى تجدد التمرد في العراق. أكسبه هذا الدور تقديم ابنة صدام حسين، رغد التي يواصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إيوائها وحمايتها، مكافأة قدرها 5 ملايين دولار له مقابل والدها.

عندما سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة من العراق، كان بسام هو الذي ساعد في التفاوض على قنوات الاتصال، والجوانب الفنية للوفود الذاهبة الى الحج. وقد تطلب ذلك كسب ثقة الشخصيات من مختلف الأطياف الطائفية في العراق والأجهزة الأمنية للدول العربية الأخرى، وهي مهارة تراكمت وعززت لديه الثقة اللازمة لتعزيز الأمن العراقي الان.

تجربة بسام السابقة -وإقامته الطويلة في كاليفورنيا في الولايات المتحدة-تجعله أيضًا شخصًا يمكن أن يتفاعل معه صانعو السياسة الأمريكيون. وفقدان بسام شقيقين خلال مرحلة حكم صدام تضفي عليه فهمًا للتضحيات التي قدمتها العديد من العائلات العراقية في الحرب ضد الدكتاتورية والإرهاب. لعب بسام دورًا صغيرًا في فيلم The Kings لجورج كلوني وسيكون هذا الدور علامة نجمية مثيرة للاهتمام إن لم تكن ذات صلة تمامًا بمسيرته المهنية. وبنفس القدر من الأهمية، لا يزال بسام على اتصال جيد مع النجف.

صحيح أن اختيار السوداني ليس رسميًا ولا نهائيًا، لكن ظهور اسم المرشح هو علامة جيدة. بدد كل من عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي وقتهما وفرصهما كرئيسا للوزراء، لكنهما إما تجنبوا أو فشلوا في تنفيذ إصلاح ذي مغزى. على النقيض من ذلك، يشير السوداني الآن الى أن مرحلة ولايته لن تكون حارسًا لا معنى له ولا حرس شرف، بل دور كبير. وعلى الرغم من الملاحظات السلبية الكبيرة على بعض أعضاء مجلس الوزراء وانهم اشرار، الا ان المحللين يرون ان وجودهم ضروري لإرضاء بارزاني أو المالكي أو غيرهما من أصحاب النفوذ. إذا كان السوداني مثل أسلافه، فسيعمل على تجاوز مثل هذه الأوزان الميتة من خلال معاملة المستشارين كوزراء ظل لمعالجة جوهر الحقائب الوزارية، وربما يكون رئيس المخابرات التكنوقراطي أفضل مقياس لنهج السوداني والى أين يسعى للوصول بالبلاد. حاليا بسام ليس المرشح الوحيد، لكن ترشيحه مؤشر أمل على أن السوداني يريد العمل بشكل تعاوني ومثمر مع واشنطن.

التحليل:

ما هو واضح ان الاطراف فيما يسمى بـ "الإطار التنسيقي" تسعى لأن تحصل على السيطرة الكاملة على المؤسسات والاجهزة الامنية الرئيسة، بعد ان نجحت في ارضاء السنة والكورد في ظل نهج توافقي تغانمي للمناصب والمكاسب، ومن ثم تشكيل حكومة توافقية حصلت على موافقة مجلس النواب الذي زاد فيه اعضاء "الإطار التنسيقي" بعد انسحاب اعضاء الكتلة الصدرية عضوية المجلس.

هذه التطورات، فضلا عن بعض احكام المحكمة الاتحادية، اشعرت أطراف الإطار بثقة كبيرة في قدرتهم على السيطرة على الاجهزة الامنية بهدف اسكات أي صوت مضاد للحكومة في الداخل مستقبلاً.

مؤسسات مثل جهاز المخابرات، الذي تتهمه بعض أطراف "الإطار التنسيقي" بأنه شريك في عملية قتل قاسم سليماني والمهندس في كانون الاول 2020. وبنفس الوقت تريد هذه القوى ان تجدد إيران الثقة لها عبر حصد نجاحات أكثر. امر آخر مهم هو ان هذه الاطراف تدرك خطورة ما إذا تجددت التظاهرات مستقبلا رافضة للنظام الحاكم ومنددة بالنفوذ والتأثير الايراني في العراق، وسيطرتها على الاجهزة الامنية من قبيل الاستخبارات وجهازي الامن الوطني والمخابرات ستمكنها من اجهاض أي تظاهرات مستقبلا.

هذا الامر يشكل تحديا لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني فهو بين ارادة أطراف" الإطار" وبين حاجة ملحة للتعاون وتعزيز التواصل مع الولايات المتحدة التي تشير بعض الانباء الى تمسكها بتولي معتدلين لإدارة مهام الاجهزة الامنية الرئيسة. ويبدوا ان جهاز المخابرات ومن سيتولى مهامه على رأس البراهين التي تؤكد نجاحه وكسبه واشنطن، او فشله واغضاب واشنطن. 

رابط المقال الاصلي:

https://www.aei.org/op-eds/rumored-iraq-intel-pick-basam-could-show-sudani-means-business%ef%bf%bc/

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية