أن الهدف من نشر العلاقات الاجتماعية هو نوع من التحفيز المتواصل لتطوير الموارد البشرية، ومواصلة الاهتمام براس المال الفكري، لأن هذا النوع من العلاقات يحسن الأداء الفردي والجمعي على حد سواء، على ألا يقوم على التساهل في القضايا الإدارية والقانونية وشروط العمل المعروفة، لأن العلاقات الإنسانية لا تعني التراخي في تطبيق ضوابط الأداء بكل أنواعه
يدخل موضوع العلاقات الإنسانية في المنظمة سواء كانت (شركة، مصنعًا، مؤسسة، أو حتى دولة)، في دائرة تطوير رأس المال الفكري، وقدرته على تحقيق نتائج فعالة ومؤثرة تنعكس على تطوير المنظمة بشكل واضح، ولابد من التأكيد على أن العلاقات الإنسانية بين أفراد وأقسام ومكونات المنظمة، تؤسس لمجموعة من القيّم التي تسهم في نشر سياق متنامٍ للتعاون المشترك، يفضي بالنتيجة تحقيق تطور وتقدم في الموارد البشرية.
ولكن من المهم أولا أن نشير إلى مفهوم رأس المال الفكري، وكيف يمكن أن يساهم في تطوير عمل المنظمة، حيث ركزت (المنظمات على الإبداع والابتكار كاستراتيجيات أساسية في تعزيز وتحسين أدائها وتحقيق أهدافها والحصول على القدرات والمهارات والكفاءات للموارد البشرية المتمثلة بمفهوم رأس المال الفكري فأصبحت القدرات المعرفية مصدرا مهما في تحسين الإمكانيات التنافسية والتميز في الأداء).
أما بخصوص التعريف برأس المال الفكري، فهو يُعدّ بحسب المختصين (من أحدث المصطلحات والمفاهيم الإدارية التي تستند إلى مجموعة من النشاطات والممارسات التي تسهم في بناء وتطوير المكانة المعرفية لأنشطة الموارد البشرية ذات العلاقة بالخدمات والمنتجات ومن ثم دمج المعرفة أو إنشائها أو تشاركها او استغلالها والاعتماد عليها في صنع القرارات وحل المشاكل وتجاوز تلك التحديات الكبيرة وهذا بدوره يعمل على إيجاد بيئة عمل مناسبة للمنظمة تتكامل على أبعاد تتعلق بالهيكل التنظيمي والإداري والبشري والانطلاق إلى مفهوم اكثر تأثير وهو رأس المال الفكري).
من الواضح أن المقصود هنا بالعلاقات الإنسانية، تلك السلوكيات التي تقوم على التعاون المتبادَل بين الأفراد والاقسام والمكونات المختلفة للمنظمة، وترسيخ منهج للعمل والاداء كل بحسب المهمة الموكلة إليه، ولكن كل ذلك من الأفضل أن تحكمه أخلاقيات وقيم تطوّر وتحسّن وتحمي العلاقات المتبادلة، وتجعلها في إطار إنساني فعّال يؤدي بالنتيجة إلى مخرجات باهرة نصبّ في صالح المنظمة والموارد البشرية التابعة لها.
قد يعتقد بعض المهتمين بأن مصطلح أو عنصر (العلاقات الإنسانية)، يقوم على التغاضي عن الاخطاء التي قد يرتكبها بعض الأفراد أو العاملين المنتمين للمنظمة أو بعض رؤساء أقسامها أو أي عنوان وظيفي أو إداري ينتمي للمنظمة، ولكن التعامل الإنسان لا يمكن أن يقوم على غض البصر عن الخطأ الذي يتم ارتكابه عن قصد أو من دون قصد.
الخطأ في العمل الوظيفي بغض النظر عن نوعه أو طبيعته أو درجة أهميته، توجد عليه عقوبات معروفة، ومحددة مسبقا، والجميع يعرفها، أو يجب عليه أن يعرفها جيدا، كونه سوف يتعرض لها في حال وقوعه في الخطأ عن قصد أو من دونه، ووجود العلاقات الإنسانية لا يعني مطلقا أن يتغاضى المدير عن الخطأ، لأنه من شأن تكرار الأخطاء وعدم معالجتها بحزم أن تهبط بمستوى الإنتاجية.
وهذا يعني أن العلاقات الإنسانية تسببت في هبوط مستوى أداء الموارد البشرية، وأن رأس المال الفكري الذي يقوم على الإبداع والابتكار والمعرفة ومن ثم الانتاجية المتميز، قد تعرض لمشكلة لا يجب أن تستفحل أو تكبر، لهذا فالحفاظ على رأس المال الفكري هو الهدف الأعلى بالقياس لسواه، وهذا يتحقق بالحفاظ على الموارد البشرية وجعل أدائها في حالة من التطور المستمر، وعدم السماح لبعض الهفوات الإدارية أن تؤدي إلى نتائج عكسية.
إن (مصطلح العلاقات الإنسانية تم استخدامه للإشارة إلى صفة العامل الإنساني فيما يتعلق بإقامة علاقات مع الآخرين أو تقديم معاملة إنسانية لهم حيث تشير الإنسانية إلى مركزية المنظومة القيمية يمكن أن تشتق من الإنسانية أيضا قيما أخرى، ترتبط بمصطلحات عديدة مثل الإيثار وهو مصطلح شامل يشمل مجموعة قيم مثل التعاطف، الكرم، المثابرة، والصدق)، لهذا فإن العلاقات الإنسانية لها دور واضح وقوي في نشر نوع من التعاون الفعال بين أفراد وأقسام المنظمة المختلفة.
وهذا بالنتيجة ينعكس إيجابا على تنامي وتطور الموارد البشرية، ومن ثم الاهتمام المتواصل والكبير برأس المال الفكري، والالتفات بشكل حقيقي مبرمج إلى قضية الابتكار، ومواكبة ما يجري في العالم وما يستجد فيه من مكتشفات هائلة في حقول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرهما من جوانب فرعية كالطب مثلا أو سواه، وهذا كله يتطلب مواكبة الموارد البشرية وتفعيلها لكي نكون في قلب العالم المتحرك.
ولابد من التذكير بأن الهدف من نشر العلاقات الاجتماعية هو نوع من التحفيز المتواصل لتطوير الموارد البشرية، ومواصلة الاهتمام براس المال الفكري، لأن هذا النوع من العلاقات يحسن الأداء الفردي والجمعي على حد سواء، على ألا يقوم على التساهل في القضايا الإدارية والقانونية وشروط العمل المعروفة، لأن العلاقات الإنسانية لا تعني التراخي في تطبيق ضوابط الأداء بكل أنواعه، وهذا بالنتيجة يقودنا إلى تحسين الموارد البشرية في ظل اهتمام جدّي برأس المال الفكري.
اضافةتعليق