ان دراسة الثقافة السائدة في أي دولة قادرة على استشراف مستقبلها بدقة عالية، ومعرفة مسار تقدمها او انحطاطها، بل ومعرفة ما يناسبها من انماط الحكم، والقيادة...ولذا قيل قديما كيفما تكونوا يولى عليكم؛ فالثقافة العامة المسيطرة على الناس هي المصنع الذي يلد هذه الانماط، وفي نفس الوقت تتحمل هذه الأنماط مسؤولية استمرار هكذا ثقافة، عندما تكون القيادات قصيرة النظر، وفاشلة في قيادة التحولات الثقافية المطلوبة، والاسوأ يحدث عندما تجد منافعها ببقائها، ولذا قيل كيفما يكن الراعي تكن الرعية..
ان القيادة السياسية السيئة هي رأس كل الشرور في انحطاط الدول التي تحكمها، وقد تكون هذه القيادة نتاج الثقافة العامة السائدة في المجتمع، فكما يقال ان كل مجتمع يحصل على القيادة التي يستحقها، ولكن ذلك لا يعفي القيادة من مسؤولية بقاء الانحدار، واستمرار مسار التخلف والتراجع للدولة، فالقيادات السياسية وجدت لإصلاح ما هو معوج من الأمور، لنقل شعوبها نحو الأفضل، لا من اجل استدامة حالة التردي والانحطاط..