يخشى المجتمع الدولي من تطور حدة الصراع هناك الى مراحل خطيرة وذلك لأن كل من الدولتين نوويتين وبالتالي فإن أي صراع بينهما يعد تهديدا للأمن والسلم الدولي وإدخال المنطقة في صراع دموي جديد ، كما إن إقليم كشمير قد يظل يؤجج الصراع مالم يصار الى حل جذري أو إجراء استفتاء لتقرير مصيره
يعود تاريخ الصراع بين الهند وباكستان الى ما بعد مرحلة الاستقلال عن بريطانيا وذلك عام 1947 بعد تنازعهما على اقليم كشمير ، كما إن أبعاد الصراع قامت بالأساس على الصراع الديني بين المسلمين والهندوس ليتحول الصراع بعد الاستقلال إلى صراع دولي جذوره دينية ، وقد خاض البلدين ثلاثة حروب منها حربين في عام 1947 و حرب واحدة في عام 1965 ، فضلًا عن التوترات التي حدت عام 2016 ، كما إن باكستان تعمل على دعم حركات تمرد مسلمة مناهضة للهند ولعل ابرزها ما يعرف بجيش محمد ، والذي كان سببًا في النزاع الاخير على اثر مهاجمته للقوات الهندية وقتله لعدد كبير من الجند، وهو الامر الذي ادى بالهند للقيام بغارات جوية داخل الشطر الباكستاني من كشمير ، كما أعلنت باكستان عن إسقاطها لطيارتين حربيتين واسر طياريهما وبالتالي فإن الاسباب الظاهرية للصراع تكمن في التنازع على اقليم كشمير الى جانب البعد الديني ودعم بعض الدول لإطالة حدة التوتر هناك .
موازين القوة والقدرات العسكرية
بعد الاستقلال عن بريطانيا اتجهت كلتا الدولتين نحو تعزيز قوتهما العسكرية وصولًا لامتلاكهما الاسلحة النووية مع التفاوت البسيط في القدرة العسكرية لكل منهما، لكن بشكل عام فإنهما متقاربتان في القدرة العسكرية، وفيما يأتي استعراض لأهم عناصر القوة العسكرية التي يمتلكها كل من البلدين:
في 2018 خصصت الهند أربعة ترليون روبية (58 مليار دولار) أي 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي لدعم جيشها البالغ قوامه 1.4 مليون جندي، على وفق تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
أما باكستان فقد أنفقت العام الماضي 1.26 ترليون روبية باكستانية (11 مليار دولار)، أي نحو 3.6% من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها البالغ قوامه 653 ألفا و800 جندي ، ويقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إن باكستان خصصت أكثر من 20% من الإنفاق الحكومي السنوي على الجيش بين عامي 1993 و2006. لكن في عام 2017 كان نصيب الجيش من الإنفاق الحكومي 16.7% ، وللمقارنة بلغت نسبة الإنفاق العسكري الهندي أقل من 12% من الإنفاق الحكومي خلال المدة نفسها، على وفق تقدير المعهد ذاته، وبلغت النسبة 9.1% في 2017 ، كما يمتلك كل من البلدين صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن فإن لدى الهند تسعة أنواع من الصواريخ العاملة منها الصاروخ "أغني-3" الذي يتراوح مداه بين 3 آلاف و5 آلاف كلم ، وأما القوات البرية فتمتلك الهند قوات قوامها 1.2 مليون جندي، تدعمها أكثر من 3565 دبابة قتالية و3100 عربة مشاة قتالية و336 ناقلة جنود مدرعة و9719 قطعة مدفعية، وذلك بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
أما باكستان فإن قواتها أصغر حجما، إذ يبلغ قوام جيشها 560 ألف جندي، تدعمهم 2496 دبابة قتالية و1605 ناقلات جنود مدرعة و4472 قطعة مدفعية، منها 375 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع، كما يملك سلاح الجو الهندي 814 طائرة حربية، ويبلغ قوامه 127 ألفا و200 فرد، ولهذا فإنه أكبر حجما بكثير من نظيره الباكستاني، لكن ثمة مخاوف تتعلق بأسطوله من المقاتلات الحربية، أما باكستان فتملك 425 طائرة حربية من بينها طائرات "أف-7بي. جي" الصينية ومقاتلات "أف-16" الأميركية .
مستقبل الصراع
يخشى المجتمع الدولي من تطور حدة الصراع هناك الى مراحل خطيرة وذلك لأن كل من الدولتين نوويتين وبالتالي فإن أي صراع بينهما يعد تهديدا للأمن والسلم الدولي وإدخال المنطقة في صراع دموي جديد ، كما إن إقليم كشمير قد يظل يؤجج الصراع مالم يصار الى حل جذري أو إجراء استفتاء لتقرير مصيره، وهو ما ترفضه الهند وبشدة ، من جهة أخرى فإن الهند تتهم باكستان بدعم حركة جيش محمد الاسلامية المتشددة والتي كانت السبب من وراء التوتر الاخير ولهذا على باكستان وضع حد لنفوذ تلك الجماعة حتى تتمكن الاطراف من الجلوس على طاولة الحوار الاساسية ، في حين يظل موقف الدول المحيطة موقفًا محبطًا ، لأنها تسعى للحفاظ على الوضع الراهن قدر المستطاع ولا سيما إن الصين تحتفظ بأكبر الاستثمارات هناك، وقد عرضت وساطة مثلما فعلت روسيا لأجل وضع اللمسات الاساسية لاحتواء الصدام خوفًا من تطوره ، وبالتالي فإن لا نهاية للنزاع هناك ما لم تحل عقدة كشمير إما بتقرير مصيرها أو بجعلها دولة مستقلة بعيدًا عن الهند وباكستان، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث إذا ما توفرت الارادة الدولية لأقناع الهند وباكستان .
اضافةتعليق