إن الهجوم المباشر الأول للنظام الإيراني على الأراضي الإسرائيلية قد يؤدي إلى المزيد من التبادلات بين الجانبين ويثير الحدث الأشد خطورة في الصراع على مستوى المنطقة منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس قبل ستة أشهر
الكاتب: (Ray Takeyh)
ترجمة: د. حسين احمد السرحان
مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية
نيسان-ابريل 2024
إن الهجوم المباشر الأول للنظام الإيراني على الأراضي الإسرائيلية قد يؤدي إلى المزيد من التبادلات بين الجانبين ويثير الحدث الأشد خطورة في الصراع على مستوى المنطقة منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس قبل ستة أشهر.
السؤال المطروح هنا: هل كان نطاق الهجمات التي شنتها إيران ووكلائها مفاجئًا؟
يبدو أن الهجوم الذي شنته إيران على اسرائيل تألف من أكثر من ثلاثمائة طائرة بدون طيار وبعض صواريخ كروز وصواريخ الباليستية، وفقا لمسؤولي الدفاع الإسرائيليين. تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى للنظام الاسلامي الايراني منذ وصوله إلى السلطة عام 1979 التي يقوم فيها بمهاجمة الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الطائرات بدون طيار والصواريخ أسقطتها الدفاعات الإسرائيلية، الى جانب المساعدة المزعومة من القوات الأمريكية والأردنية، إلا أن هذا وضع جديد ومثير للقلق.
لكن هل ان خطورة هذا التصعيد سيقود الى المزيد من الهجمات المباشرة بين إيران وإسرائيل؟ وهل يمكن أن يؤدي ذلك الى هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، على سبيل المثال؟
اذ لا يريد أي من الطرفين هذا الصراع، لكنه يُفرض عليهما. ومن الصعب أن نرى كيف يمكنهم وقف التصعيد، فمن المرجح أن تقوم إسرائيل بالانتقام. ويتطلب موقفها الردعي الرد على مثل هذا الهجوم على أراضيها، حتى لو لم تقع إصابات. ومن ثم يتعين على إيران أن ترد. اذ أكد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني إنه سينتقم من أي دولة تساعد إسرائيل في الرد على الهجوم الإيراني. لكن ما مدى جدية مثل هذا التهديد؟
هذا التحذير فيه اشارة الولايات المتحدة. لكن لا ينبغي أن يؤخذ احتمال قيام إيران بمهاجمة القوات الأمريكية بشكل مباشر على محمل الجد. فإيران لا ترغب في إطالة أمد الحرب أو توسيعها. كما ان الصدام المباشر مع الولايات المتحدة هو ما تخشاه القيادة الإيرانية في هذا الوقت. ونظراً للقوة النارية المتفوقة التي تتمتع بها أميركا في حالة انضمامها إلى إسرائيل، فأن الوضع بالنسبة لإيران سوف يكون رهيباً. ومع ذلك، تستطيع إيران حث وكلائها على استهداف القوات الأمريكية مرة أخرى بمجرد أن تهدأ الأزمة الحالية. فاستراتيجية الحرب بالوكالة منحت إيران ميزة حمايتها الانتقام المباشر من قبل الولايات المتحدة، اذ ركزت إدارة بايدن ردها على وكلاء إيران في المنطقة.
ما هو خطر تورط القوات الأمريكية أو القوات الأخرى في المنطقة بشكل مكثف في هذا الرد المتبادل؟
هذا يعتمد على ما إذا كانت إيران تقوم أيضًا بتنشيط وكلائها العديدين لمهاجمة القوات الأمريكية. ومن وجهة نظر طهران، فقد انتقم الايرانيين لمقتل كبار ضباطهم المتمركزين في دمشق قبل أسبوعين، وبالتالي فهم مستعدون لإنهاء الصراع هنا. لكن بطبيعة الحال، لا يزال بإمكان بعض الوكلاء، مثل الحوثيين في اليمن، التصرف بشكل مستقل. لكن إيران ستسعى الى تجنب استهداف القوات الأمريكية بشكل مباشر.
كيف يمكن تخفيف حدة التوترات؟ وما هي الدول التي يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في تخفيف الأعمال العدائية؟ وهل يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يلعب دوراً؟
لا بد أن يكون هناك قدر كبير من دبلوماسية الوساطة. وسيكون للقوى العظمى الداعمين لكل الجانبين دور يلعبونه هنا. وقد خرجت الصين ببيان أعربت فيه عن قلقها البالغ. ومن المرجح أيضا أن تحاول إدارة بايدن القيام بذلك مع إسرائيل وتخطط أيضًا للحصول على مساعدة في فرض العقوبات بمساعدة من مجموعة دول السبع. ورغم أن إسرائيل طلبت عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الهجمات، فمن غير المرجح أن يثبت المجلس مكانا فعالا لحل هذا الصراع نظرا للانقسامات بين أعضاء المجلس الذين يتمتعون بحق النقض. وإذا قامت إيران وإسرائيل بتصعيد صراعهما، فقد لا يتم ضبطهما بالكامل في المراحل المبكرة.
اضافةتعليق