الإجراءات المرنة لمواجهة تحديات إدارة الموارد البشرية

شارك الموضوع :

من الضروري أن تتضمن خطط إدارة الموارد البشرية استراتيجية إنتاجية مضمونة النتائج، وذلك من خلال وضع الخطط والبرمجة التي يمكنها أن تقدم مرونة عالية جدا، في معالجة ثنائية للمشكلات والتحديات معًا، سواء المشكلات المتوقَّعة والتي غالبا ما تعرقل العمل، أو تلك التحديات الطارئة وغير المحسوبة

لقد امتلكت إدارة الموارد البشرية العديد من القدرات والخبرات لمواجهة التحديات والمشاكل المختلفة التي تعترض أساليبها الإدارية، وقد أصبحت لها القدرة على مواجهة تلك التحديات والتطورات في الميادين كافة، من خلال البرامج والخطط والاستراتيجيات التي تضع الحلول للمشاكل الحاصلة والتي ستحصل أي (المحتمَلة) حيث تعمل إدارة الموارد البشرية على تهيئة البدائل والخطط ومنها الخطة المرنة لمعالجة تلك المشاكل.

بمعنى هناك خطط عملية أساسية وبديلة تضعها إدارة الموارد البشرية لمعالجة المشكلات والتحديات التي تظهر في اثناء العمليات الإنتاجية، وهذه الخطط يجب أن تتميز بالمرونة العالية من حيث التطبيق، بحيث يمكن إضافة إجراءات معينة بعد حذف خطوات أخرى، وهذا ما يسمى بالقدرة الإدارية ذات المرونة الجيدة في التعامل مع التحديات والمشكلات.

وقد أشار الخبراء المختصون في هذا المجال إلى أهمية أن تتميز هذه الخطط بالمرونة، ومن الأهمية بمكان أن تقوم إدارة الموارد البشرية بوضع صورة واضحة ودقيقة لإنجاز ما تحدده من أهداف، ولا تترك الأمور للصدف أو للتوقّعات غير المدروسة، بل من الواجب عليها أن تحدد الأهداف الذكية التي تحث الخطى نحوها، وكذلك يجب التركيز على إدارة النتائج وتحسين خدمات العملاء بشكل مستمر، وجزء من ذلك يتحقق من خلال (الاستغلال الأمثل لمهارات وقدرات العاملين الإدارية منها والسلوكية.

ومن الخطوات الإجرائية المهمة التي يجب أن تتصدى لها إدارة الموارد البشرية هي قدرتها العالية على التغيّر، وعدم الثبات على وتيرة واحدة، فالثبات والتقولب يناقض المرونة التي يجب أن تتحلى بها إدارة الموارد البشرية، ولهذا عليها أن تساعد العاملين على سرعة التغيّر الفكري وبحسب الظرف والحاجة، كذلك يجب تدريب العاملين على كيفية إدارة التغيّر والتعامل معه على أنه واقع موجود، كذلك من المهم وضع خطة لتدريب مدراء الأقسام الأخرى في المنظمة وأعضاء فرق العمل الموجودين على برامج إدارة التغيّر.

من الخطوات والإجراءات المهمة أيضا، وضع سياسة تعليم ذاتي واضحة المعالم، بمعنى يكون كل عامل له القدرة على تطوير التعليم الذاتي بحسب قدراته وإمكاناته، وقد وضع الخبراء المختصون خطوات ممكنة التطبيق ومن أبرزها ما يلي:

- التدريب على اعتماد المهارات السلوكية ومهارات وضع الأهداف الذكية.

- تحسين قدرة العاملين على مهارات التعليم والتطوير الذاتي للموارد البشرية.

- التركيز على المهارات الإبداعية في حال المشاكل، والمقصود بهذه الخطوة أن يمتلك العمال والإداريون عقلية بنّاءة بإمكانها تحريك قدراتها الإبداعية في البحث عن البدائل المناسبة واقتراح حلول مناسبة نابعة من رؤية إبداعية متميزة، ومن بينها على سبيل المثال اقتراح يتعلق بطبيعة العمل والتوزّع على شكل مجموعات متجانسة ومتقاربة في رؤيتها وقدرتها على الإنجاز المضمون.  

ومن خطوات المرونة التي يجب أن تطبقها إدارة الموارد البشرية هي التركيز على تعليم العاملين لقيم الأداء المؤسساتي واحترام الوقت وتبادل الخدمات من خلال:

- معرفة وإتقان المفاهيم الجديدة لبرامج التطوير للأداء الوظيفي.

- تعلّم المهارات بشكل جماعي مع الآخرين، فهذه الخطوة تحفّز العاملين على التعلّم واكتساب الخبرات وزيادة المهارات بشكل ملحوظ.

- وتوجد خطوة إدارية في غاية الأهمية تتبنى مفهوم التقليل من الإشراف الإداري المباشر، والتشجيع على ابتكار أساليب جديدة مختلفة، تضمن تحقيق النتائج الجيدة والمرجوة.

بالنتيجة يجب على المنظمة أن تركز على خطوة جوهرية يمكن حصرها في أهمية وضع الخطة الاستراتيجية في مجال تطوير الأداء الفردي والجمعي للعمال، لذا على إدارة الموارد البشرية أن تواكب التطور الحاصل في المجالات الإدارية، وأن تستمر في هذه المواكبة، من خلال المتابعة الدقيقة للتطورات الهائلة والسريعة التي تحدث في عموم العالم، لاسيما تلك الشركات والمنظمات وحتى الدول التي حققت قفزات كبير في التقدم الإداري للموارد البشرية.

بالطبع هناك دعوات مستمرة تصب تركيزها على تطوير قمة الهرم الإداري للمنظمة، فلا فائدة من التركيز على الدرجات الوظيفية والخبروية والمهارية الأدنى، وترك الإدارة العليا للمنظمة من دون متابعة، لأن الإدارة الأعلى يجب أن تكون مكتملة من حيث مهارات الإدارة، والخبرات العالية التي تقفز بأداء المنظمة إلى مراتب أعلى دائما قياسا لما تنتجه المنظمات المشابهة لها.

وخلاصة هذا كله يعيدنا مرة أخرى للتذكير بأهمية أن تتضمن خطط إدارة الموارد البشرية استراتيجية إنتاجية مضمونة النتائج، وذلك من خلال وضع الخطط والبرمجة التي يمكنها أن تقدم مرونة عالية جدا، في معالجة ثنائية للمشكلات والتحديات معًا، سواء المشكلات المتوقَّعة والتي غالبا ما تعرقل العمل، أو تلك التحديات الطارئة وغير المحسوبة.

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية