الكاتب: لوفدي موريس وستيف هندريكس وجون هدسون، نقلا عن الواشنطن بوست.
مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية
ترجمة: هبه عباس محمد
مراجعة: ميثاق مناحي العيسى
تشرين الثاني-نوفمبر 2024
أمضت إدارة بايدن أسابيع في إقناع إسرائيل بعدم ضرب المنشآت النفطية أو النووية الايرانية، خوفًا من أن يدفع ذلك المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة قبل اجراء الانتخابات الامريكية، لكن بعد الهجمات الإسرائيلية المحدودة نسبيًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، يبدو أنه قد زال الخطر عن الشرق الأوسط، ولكن هذا امر قصير المدى، اذ يرى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون والدبلوماسيون والخبراء الإقليميون أن انتخابات يوم الثلاثاء ستكون نقطة تحول حاسمة، ومن المرجح أن تؤثر النتيجة على تصرفات رئيس الوزراء نتنياهو تجاه ايران وغزة. اذ يقول امير افيفي – العميد الإسرائيلي المتقاعد في قوات الدفاع الإسرائيلية – ستحدد الانتخابات الكثير من أولويات إسرائيل. وأيًا كان الفائز، يعتبر الصقور الإسرائيليين فترة ولاية الرئيس بايدن فرصة محتملة للحصول على دعم الولايات المتحدة لتوجيه ضربات بعيدة المدى بحق إيران، املين أن تكون الإدارة المنتهية ولايتها أقل حذرًا من رد الفعل السياسي في الداخل.
أما في غزة، فقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة ضد حماس الى كارثة إنسانية في فلسطين، وقد يكون لنتائج الانتخابات تداعيات كبيرة على مستقبل الحرب. وبالفعل، يبدو أن التصويت الذي يلوح في الأفق قد أعاق بالفعل المفاوضات الجديدة بشأن وقف إطلاق النار واتفاق الإفراج عن الرهائن. إذ يقول أحد المطلعين على تفكير القيادة الإسرائيلية العليا بأن لن يكون هناك أي تقدم في المحادثات الى أن يعرف نتنياهو من سيكون الرئيس الجديد ويضيف بأن كبار القادة الإسرائيليين ليسوا على رأي واحد بشأن المرشح الذي سيكون أفضل لبلادهم في الوقت الذي تخوض فيه حربها المتعددة الجبهات. وفي مكالمة هاتفية مع نتنياهو اعرب ترامب عن دعمه للحروب في لبنان وغزة ، وقال له افعل ما عليك القيام به.
أيــــــــــــــــــــــــــــــــــــران
بعد نجاح الضربات الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي في جميع أنحاء إيران، دعا المتشددون في الحكومة الإسرائيلية، وبعض قادة المعارضة نتنياهو إلى توجيه ضربة أكثر حسمًا للمفاعل النووية ومواقع تخصيب اليورانيوم في البلاد. إلا أن إدارة بايدن من جانبها لم تشجع هذه الخطوة علنًا، اما ترامب كان ينتقد الجهود الدبلوماسية لتقييد طموحات إيران النووية - وهو ما تجسد في قراره عام 2018 بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي مع طهران. وبحسب بعض المحللين، ألحقت الضربات الأخيرة أضرارًا بالغة بشبكة الدفاع الجوي الإيرانية بالقرب من المواقع الحساسة، بما في ذلك بعض منشآت الأبحاث النووية، مما يجعلها أكثر عرضة للهجمات المستقبلية. وبهذا الاتجاه قالت المرشحة الديمقراطية هاريس إن منع إيران من أن تصبح قوة نووية سيكون من أهم أولوياتها في منصبها.
ومهما كانت نتيجة الانتخابات الامريكية في هذا الشهر، يأمل بعض الإسرائيليين أن يكون بايدن أكثر تأييدًا لتوجيه ضربة أعمق في حالة الانتقام الإيراني. وقال أفيفي إنه إذا كان هناك فوز لترامب، فمن المرجح أن تنتظر إسرائيل إلى ما بعد يوم التنصيب أي يوم 20 كانون الثاني لكسب تأييد تحالف داعم للضربة. ولكن إذا فازت كامالا قد لا تنتظر إسرائيل.
غـــــــــــــــــــــــــــــزة
الحقت إسرائيل الأذى بالبنية التحتية العسكرية لحركة حماس، وبعد مطاردة استمرت عامًا كاملًا، قتلت قائد الحركة يحيى السنوار، مهندس هجوم 7 تشرين الأول 2023. لكن لم تضع النجاحات الإسرائيلية نهاية للحرب، اذ عززت القوات الإسرائيلية وجودها على طول الممرات الاستراتيجية وعادت إلى المناطق التي تم تطهيرها قبل أشهر.
وقد أدت العمليات الإسرائيلية الجديدة في الشمال، فضلًا على منعها وصول المساعدات الى تعميق الازمة الإنسانية المتردية، مما أدى الى تهديد المسؤولين الأمريكيين لإسرائيل بتقليل التمويل العسكري في حال لم تتخذ إسرائيل خطوات فورية لتحسين الوضع. وكان يأمل المسؤولون في إدارة بايدن أن يتيح موت السنوار فرصة جديدة لمفاوضات وقف إطلاق النار، إلا أنه أعطى أيضًا ثقلاً أكبر للأصوات المتشددة في إسرائيل التي تقول إن حماس في حالة فرار وتحث نتنياهو على مواصلة الضغط العسكري. وستكون هناك مباحثات لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية متمثلة بمديرها وليام بيرنز مع نظرائه المصريين حول اطلاق سراح الرهائن، فضلًا على مفاوضات مسؤولو البيت الأبيض مع إسرائيل حول الوضع في لبنان وغزة. وبحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن أي اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن يكاد يكون مستحيلًا قبل انتخابات يوم الثلاثاء، إذ سينتظر نتنياهو الفائز في الانتخابات، وربما يحفز فوز ترامب نتنياهو على تأجيل أي قرارات رئيسية بشأن غزة إلى ما بعد 20 كانون الثاني.
بهذا الجانب يقول السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية مايكل أورين: إن فوز ترامب قد يفك أي قيود قد تكون مفروضة على دولة إسرائيل، مما يسمح لها بإنهاء مهمتها في غزة. ونظرًا لعلاقات ترامب الوثيقة مع حركة الاستيطان، فإن عودته إلى الرئاسة قد تشجع الأصوات اليمينية المتطرفة التي تدعو إلى عودة المستوطنات الإسرائيلية في غزة، التي تم تفكيكها عندما انسحبت القوات الإسرائيلية في عام 2005 إذ سيُنظر إلى رئاسة هاريس في إسرائيل على أنها استمرار لإدارة بايدن التي دعمت البلاد من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية، فضلًا على جانب مناشدات علنية لتحسين وصول المساعدات وحماية المدنيين، لكن لم تفعل الإدارة الامريكية الكثير لكف يد نتنياهو في غزة أو تغيير مسار الحرب. بموازاة ذلك، يقول صبري صيدم مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: إن الفلسطينيين لا يعلقون امالهم على أي من المرشحين... ونحن نتطلع الى رؤية رئيس أمريكي جاد في إنهاء الحرب فورًا لأننا بحاجة إلى افعال وليس اقوال.
رابط المقال الأصلي:
https://www.washingtonpost.com/world/2024/10/30/us-elections-trump-harris-israel-iran-gaza