تعد معركة تحرير مدينة الموصل من اصعب المعارك باعتراف العديد من الدول والخبراء العسكريون وذلك لأسباب عدة منها تواجد قرابة المليون مدني ، ايضاً توجد فيها احياء قديمة تحوي على ازقة ضيقة يصعب على الاليات دخولها ، تمركز التنظيم الارهابي لثلاث سنوات فيها مما ادى الى الاستعداد والتمكين وحفر الخنادق وتمركز القناصة ، ايضاً تتوفر فيها حواضن داعمة للإرهاب وغيرها من الاسباب ناهيك عند موقعها الحدودي وانفتاحها على الاراضي السورية وتداخلها مع مناطق تخضع لقوات البيشمركة واهم ما في الموضوع وجود العدد الاكبر من مقاتلي وقيادات التنظيم في المدينة .
وبالرغم من تلك الصعوبات ها هي الموصل اليوم تعود الى احظان الوطن بعد ثلاث سنوات من احتلال تنظيم داعش للمدينة ذلك التنظيم الذي سعى بالعودة للعراق الى قرون متأخرة عبر اعتى هجمة بربرية ذات افكار متطرفة تسعى لإقامة خلافة اسلامية بعيدة عن حقيقة وجوهر وعدالة الاسلام السمح ، هذه الجماعة التي حصلت على دعماً من بعض الدول التي سعت لتوظيفها بما يخدم مصالحها او ما ينطوي تحت تنافس دولي وصراع اقطاب ، ايضاً استغلت حالة سوء الادارة والإهمال والفساد المستشري والحواضن والخلايا النائمة والمحرضين وضعف القضاء وتسليم الامور لغير الكفوئين وضعف في ادارة والية التعامل مع المناطق السنية والتدخل الخارجي والمحاصصة السياسية والطائفية وغيرها من الاسباب اتي اوصلتنا لحافة الهاوية ، ولولا فتوى المرجعية واستجابة المتطوعين واختيار الضباط الاكفاء وحسن ادارة المعركة ومساعدة بعض الاصدقاء الدوليين ودماء الشهداء التي سالت بجميع المناطق التي تم تحريرها يضاف اليها جهد حكومي وشعبي مساند بمختلف الاوجه وبعد تلك المعاناة وتدمير المدن ونزوح مئات الالاف ورغم التحديات جاءت بشارى النصر بتحرير كامل مدينة الموصل عبر اعلان رئيس الوزراء العبادي ان يوم 10 / 7 / 2017 موعداً لنصر القوات الامنية بشتى صنوفها ودحر تنظيم داعش من كامل المدينة .
وبطبيعة الحال ان تحرير مدينة الموصل يبرز الحاجة للحفاظ على ديمومة ذلك الانتصار عبر طرق عدة اهمها : ان تعمد القوات المحررة الى اكمال تمشيط وتطهير الجيوب لا سيما في المدينة القديمة ، كذلك لا بد من العمل على كشف الخلايا النائمة لا سيما عبر جهود استخباراتية حثيثة وان تعمل الحكومة على استثمار الجهود والحشود الشعبية من قبل الاهالي وفتح صفحة جديدة معهم وإعادة الثقة بالقوات الامنية وان يكن المواطن مصدر المعلومة الاول للقوات الامنية ، ايضاً اعادة النازحين بصورة تدريجية بعد اجراء التدقيق الامني وتهيئة بنى تحتية مناسبة والتحقق ممن دعم او ساند او احتوى او شكل حواضن للإرهاب وإحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل ، زيادة فعالية الاعتماد على قوات محلية مدربة جيداً وممن هو محل ثقة .
اما عن اهم عناصر ادامة زخم الانتصار فتمكن في اكمال تحرير بقية المناطق وبحسب اهميتها الاستراتيجية ومن المفترض ان تتحرك تلك القوات صوب مدينة تلعفر لا سيما بعد ان اتخذها التنظيم مقراً جديداً لقياداته كما وإنها تتمتع بأهمية كبيرة لكونها منطقة ، ايضاً مدينة الحويجة في كركوك والتي تعد منطقة واسعة يحتشد فيه التنظيم بقوات ليست بقليلة يخطط وينفذ لمختلف العمليات الارهابية في مختلف المناطق واغلب سكانها من عشيرة الجبور العربية كما وان المناطق الحدودية عانة وراوة والقائم لازالت بيد التنظيم وهي مناطق مهمة جداً وتشكل تحدياً كبيراً والسيطرة عليها يغلق الحدود بوجه اي تهديد للتنظيم لا سيما بعد سيطرة الحشد على المناطق الحدود مع سوريا من جهة الموصل يصاحبها تقدم للجيش السوري باتجاه المناطق المحاذية لحدود العراق ، هذه جميعها عوامل تساعد على اكمال الانتصار والمحافظة عليه .
اخيراً، وبعد النصر في الموصل، على الحكومة العراقية ان تستثمر الدعم الشعبي والدولي والمرجعي لضرب كبار المفسدين لا سيما من كانوا مسؤولين عن سقوط الموصل وان تقدمهم للعدالة، وان تبذل مزيداً من الاصلاحات بمختلف المجالات وان تقوم بعمليات امنية لبسط الامن والأمان بمختلف المناطق لا سيما محاربة عصابات الجريمة والعصابات المنظمة وتسوية امور بعض الفصائل ممن هم خارج هيئة الحشد الشعبي أما بانضمامهم للهيئة والالتزام بأوامرها او الحل او اي مخرج اخر بما يتوافق مع بسط الامن.