ترامب الى الرياض وتل ابيب لتحقيق الاهداف المشتركة

شارك الموضوع :

دائما ما تعبر الولايات المتحدة عن خشيتها من مرحلة ما بعد داعش في العراق وكيفية تحقيق الاستقرار، ومن النفوذ الايراني في المنطقة والعراق

دائما ما تعبر الولايات المتحدة عن خشيتها من مرحلة ما بعد داعش في العراق وكيفية تحقيق الاستقرار، ومن النفوذ الايراني في المنطقة والعراق وفقا لساسة وباحثين وصحفيين اميركيين.

تساؤلات وقراءات مختلفة باختلاف كتابها وتوجهاتهم الفكرية والسياسية وانطباعاتهم الشخصية حول الادارة الاميركية وتوجهاتها تجاه المسلمين، بشأن الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الرياض وتل ابيب. ومع تعدد تلك القراءات، الا انها يمكن ان تنحصر في اتجاهين: الاول، يراها على انها تهدف الى انشاء تحالف يهودي اسلامي لمواجهة التنظيمات الارهابية والنفوذ الايراني في المنطقة. الثاني: يرى ان الادارة الاميركية تهدف الى احياء الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، والتي خفت بريقها خلال ادارة الرئيس باراك اوباما، لتحقيق اهدافهما المشتركة.

استفهام يُطرح لماذا اختار الرئيس ترامب زيارة السعودية في اول زيارة له الى المنطقة؟ فيما كانت اول محطة للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما في المنطقة هي القاهرة؟

 يُجيب البعض ان مستشاري ترامب توصلوا لنتيجة أن السعودية هي الحليف العربي الأهّم بالنسبة لواشنطن في الشرق الأوسط، ليس لأنها تسيطر على احتياطي النفط الأكبر في العالم، بل أيضًا بسبب موقفها الإقليمي والديني، وأن ترامب اختار السعودية أيضًا كونها تضم الأماكن المقدسة للإسلام، وذلك لدحض المزاعم التي اظهرته على انّه يكره المسلمين.

ربما يكون ولي ولي العهد محمد بن سلمان قد نجح بجهوده الدبلوماسية من توظيف الاهمية الاقتصادية للسعودية وحلفائها الخليجين في اعادة الحياة الى العلاقات الاميركية الخليجية وضخ الدماء فيها ولكن لتحقيق اهداف مشتركة لبلادة مع واشنطن وتل ابيب.

ربما يُريد الرئيس ترامب ان يوظف السعودية الدولة السنية الاكبر دورا في المنطقة وملفاتها لمساعدة الولايات المتحدة في تحقيق اهدافها التي تراها ايضا مشتركة مع السعودية -زعيمة العالم السني والخصم الاول لإيران -وهي القضاء على التنظيمات الارهابية، ومواجهة النفوذ الايراني في المنطقة.

اذن الادارة الاميركية تهدف الى بناء “الشراكة الاستراتيجية” من جديد مع المحور السنيّ، وهو ذات المحور الذي قرر الرئيس السابق باراك أوباما إهماله وتفضيل إيران عليه، والتي وقع معها الاتفاق النووي رغم معارضة المعسكر العربيّ السنيّ، وحكومة إسرائيل لذلك الاتفاق. لاسيما وأن الرئيس ترامب وصف زيارته المنتظرة للسعودية بأنها زيارة تاريخية، وكذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استخدم نفس الكلمة حين تطرق لأمر الزيارة.

كذلك يشكل حل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني هدفا اخر تعمل الادارة الاميركية على وضع الحل المناسب له. اذ اكد الرئيس ترامب في احد خطاباته \ اننا مع الحل الذي يريده الفلسطينيون والاسرائيليون. وقال في لقائه مع نتنياهو \ ان الأمر يعود للفلسطينيين والإسرائيليين ليقرروا ما يريدونه، وليتفقوا على (الصفقة النهائية) التي وعد بتحقيقها، قائلًا: \أنا أنظر لحل الدولتين وحل الدولة الواحدة والحل الذي يحبه الطرفان، وأنا راض بالحل الذي يرغب به الطرفان\. وأضاف \يمكنني التعايش مع أي منهما، واعتقدت لبعض الوقت أن حل الدولتين سيكون سهلًا لهما، ولكي أكون صادقًا لو كان هذا ما يريده نتنياهو وهذا ما تريده إسرائيل والفلسطينيون، فأنا سأكون راضيًا بالذي يرون أنه الحل الأفضل\. 

تشهد المنطقة صراعا بلا هوادة لاسيما في العراق وسوريا واليمن وليبيا وافغانستان وليبيا وغيرها. ولكن فيما يخص العراق، فالولايات المتحدة دائما ما تعبر عن خشيتها من مرحلة ما بعد داعش في العراق وكيفية تحقيق الاستقرار، ومن النفوذ الايراني في العراق وفقا لباحثين وصحفيين اميركيين.  وهذا التخوف قائم ويشكل هاجس لصانع القرار الاميركي حتى وصلت الى ان تكون أحد محاور اللقاء بين الرئيس ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والذي شدد فيه ترامب مطالبة روسيا بكبح جماح الاسد وإيران.

عليه، صانع القرار العراقي امام معطيات جديدة تتوضح اشاراتها يوما بعد آخر لاسيما فيما يرتبط بالعلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية. وهذه المعطيات تنبع من المواقف الاميركية المتتالية تجاه الدور الايراني في المنطقة والعراق، وكذلك من القوى السياسية العراقية ومواقفها المشتتة تجاه مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة وإيران. الامر الذي يبعث على الحرج الكبير إذا لم تتوافر رؤية واضحة للحكومة العراقية تجاه الهدف المشترك للولايات المتحدة وحليفتها السعودية في تحديد النفوذ الايراني في المنطقة والعراق. لذا يبدوا ان هناك شروطا جديدة وربما ادوارا جديدة للحكومة العراقية لتتسق سياستها مع هدف الولايات المتحدة قائد التحالف الدولي صاحب الدور الساند بوضوح للقوات الامنية العراقية في مواجهة داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية