استراتيجيات النمو والانكماش ودورها في ديمومة المنظمة

شارك الموضوع :

يبقى هدف المنظمات هو مضاعفة الانتاج، والمنافسة الفاعلة، وتحقيق الربحية المتفوقة، من خلال التخطيط الاستراتيجي العلمي المتطور، ولكن مع كل ذلك تبقى احتمالات الفشل أو الضعف قائمة، بحسب الظروف التي تستجد في ساحة المنافسة بين المنظمات

لكل منظمة أو مشروع هدف ربحي يستند إلى مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، يتم التخطيط لها من قبل عقول وخبرات ذات صلة، يمكنها أن تخطط جيدا وتتوقع وتستقرئ الحاضر والمستقبل، وتحدد خطط العمل (الاستراتيجيات) للشروع في تأسيس المنظمة ونظام عملها والاستراتيجيات التي تعتمد عليها في إدارة وتمشية أعمالها.

ويُقصَد بـ (الاستراتيجية) هي خطة عمل محددة ومتكاملة تهدف إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى في ظل ظروف غير مؤكدة. وهي توجيه للجهود والعمليات لتحقيق النجاح في مجال ما، سواء كان ذلك في المجالات الاقتصادية أو الأعمال أو غيرها.

يوجد نقيضان معروفان يتعلقان باستراتيجية العمل، وهما استراتيجية النمو، وهذه تهدف إلى تطوير وتوسعة المنظمة انتاجيا وعمليا وإداريا وتسويقيا وفي الجانب الربحي الذي يمثل خلاصة هذه الأهداف، والثانية هي استراتيجية الانكماش، وهي رد فعل يحاول امتصاص الأضرار التي قد تصاب بها المنظمة التي تسعى إلى النمو. 

وقد أكد أصحاب الشأن أن زيادة المبيعات هي أساس نمو المنظمة الانتاجية، وأن الانكماش ضرورة قد تلجأ إليها المنظمة اضطرارا، حيث (تتبنى المنظمات استراتيجيات النمو عن طريق الزيادة في المبيعات والأرباح أو حصة السوق بمفردها إذا كان النمو هو نتيجة متوقعة في زيادة قيمة المنظمة التي تتبع استراتيجيات النمو وكما يلي:

1- تحاول المنظمة التوسع في أعمالها من خلال تقديم منتجات أو خدمات إضافية أو الدخول في أسواق جديدة بغية زيادة حصتها السوقية وزيادة مبيعاتها وتحقيق أرباح عالية.

2- التركيز في قراراتها الاستراتيجية على زيادة أنشطتها وأدائها الوظيفي.

إن تنفيذ استراتيجيات النمو يتم عبر إعادة المنظمة تعريف أعمالها فيما إذا كانت تضيف أنشطة جديدة إلى أنشطتها السابقة أو تقوم بزيادة منتجاتها الحالية أو تقديم منتجات جديدة أو بديلة.

أما الأسباب التي تدعو المنظمات لتبني استراتيجيات النمو (التوسع) فترجع إلى:

1- في الصناعات المضطربة (التي تتسم بالسرعة العالية) تستطيع استراتيجية الاستقرار أن تحقق نجاحا قصير الأمد ولكن مصيرها الفشل والانتهاء على الأمد الطويل، لذا تعتقد المنظمة وإدارتها بأن استراتيجيات النمو هي السبيل الوحيد للبقاء في مثل تلك الظروف.

2- يعتقد العديد من المدراء بوجود موائمة بين التوسع والفاعلية.

3- يعتقد البعض بأن استراتيجيات النمو تساهم في تقديم فائدة للمجتمع.

4- يعتبر المدراء الاستراتيجيون إن استراتيجيات النمو تحقق دفعا إداريا كبيرا.

وتضم استراتيجيات النمو عدة استراتيجيات فرعية هي:

أ‌. استراتيجية التركيز. ويعنى بذلك التركيز على الأنشطة الإنتاجية المتميزة ومضاعفتها، والتسويق المتميز وفتح المنافذ المتعددة.

ب‌. استراتيجية النمو الداخلي. مضاعفة فرص الإنتاج واستقطاب الطاقات الفاعلة والأيدي الماهرة القادرة على تحقيق الانتاج المتميز.

ت‌. استراتيجية التكامل الأفقي. وهو يخص حالات التعاون النموذجي بين الوحدات الانتاجية الموجودة ضمن المنظمة من أجل انتاج أفضل في وقت أقصر.

ث‌. استراتيجية الاندماج. يمكن أحيانا أن تندمج بعض الوحدات الانتاجية من دون أن يؤثر هذا الاندماج على فاعليتها ونشاطها الانتاجي.

ج‌. استراتيجيات المشاريع المشتركة. يهدف هذا الأمر إلى وضع حالات التشارك من ضمن مهام إدارة المنظمة لتحقيق النتائج التي تصب في صالح المنظمة.

في مقابل استراتيجية النمو هنالك استراتيجية الانكماش:

كما ذكرنا في السابق، قد تضطر المنظمة أن تغيّر نمط انتاجها، وتنقلب من حالة الزيادة الانتاجية والفاعلية، إلى تقليل الانتاج واعتماد استراتيجية الانكماش أو تقليل الانتاج والفروع وتقليص منافذ التسويق وما شابه، بما يكفل تقليل الخسائر، والإبقاء على المنظمة موجودة ولا تضطر إلى التوقف الانتاجي الكلي.

إن استراتيجيات النمو واستراتيجيات الاستقرار تبينت بدائل استراتيجية وبشكل طبيعي من قبل منظمات الأعمال التي تمتلك قوة تنافسية عالية في السوق، ولكن عندما يكون أداء وحدات الأعمال في المنظمات متدنيا، فلا بد من اتباع استراتيجيات انكامشية تتلاءم مع واقع أداء المنظمات المتدني والذي إذا ما استمر قد يعرض المنظمات إلى المخاطرة.

وتتبع المنظمات استراتيجيات الانكماش للأسباب التالية:

1- انخفاض معد تحقيق الأهداف.

2- ضرورة تقليل خطوط انتاجها أو خدماتها، وتقليص أسواقها أو وظائفها.

3- التركيز في قراراتها الاستراتيجية على التحسينات الوظيفية من خلال تقليل الأنشطة في الوحدات ذات التدفق النقدي السلبي.  

الخلاصة يبقى هدف المنظمات هو مضاعفة الانتاج، والمنافسة الفاعلة، وتحقيق الربحية المتفوقة، من خلال التخطيط الاستراتيجي العلمي المتطور، ولكن مع كل ذلك تبقى احتمالات الفشل أو الضعف قائمة، بحسب الظروف التي تستجد في ساحة المنافسة بين المنظمات.

اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية