استراتيجية بايدن للشرق الاوسط ليست بعيدة عن استراتيجية ترامب

روبرت اس فورد، نقلا عن مركز دراسات الشرق الاوسط / واشنطن

مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية

تشرين الأول-أكتوبر 2022

ترجمة: د. حسين احمد السرحان 

 

• عندما نأتي للشرق الاوسط، هناك الكثير من التشابه بين استراتيجية الامن الوطني للرئيس بايدن واستراتيجية ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي صدرت في 2017.

• يتساءل بعض المحللين كيف ستوفق ادارة الرئيس بايدن بين هدفها المتمثل في نظام دولي يسمح لجميع الشعوب بالتمتع "بحقوقهم وحرياتهم الاساسية والعالمية" مع تعاونها مع الانظمة الاستبدادية في الشرق الاوسط.

وثيقة استراتيجية الرئيس بايدن للأمن الوطني صدرت الاسبوع الماضي، وحددت الوثيقة، مثل سابقاتها، المصالح والاهداف الوطنية لكنها لا تقدم المزيد من السياسات والمبادرات التفصيلية لتأمينها. هناك العديد من أوجه التشابه في الأقسام المتعلقة بالشرق الأوسط بين استراتيجية الأمن القومي لبايدن وتلك التي أصدرتها إدارة ترامب في عام 2017. اذ كرست إدارة ترامب مساحة أكبر للتهديدات الإيرانية، لكن إدارة بايدن تسلط الضوء على "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار" وتحذر من أنها سترد عندما "تهاجم إيران شعبنا ومصالحنا"، تعهدت الإدارتان بمساعدة الحلفاء والشركاء الإقليميين على تطوير القدرة على الردع والدفاع ضد التهديدات الإيرانية. كما أكدت كلتا الادارتين على أن الولايات المتحدة ستعزز التعاون الاقتصادي، السياسي، العسكري لتعزيز الاستقرار الإقليمي واتفاق أبراهام وعمل الإدارتين لتأمين اتفاقية حدود بحرية إسرائيلية -لبنانية تجسد هذا النهج. زيادة على ذلك، تهدف استراتيجية إدارة الرئيس بايدن، مثل استراتيجية ترامب، الى بناء هيكل دفاع جوي إقليمي، وتضيف هدفًا يتمثل في إنشاء هيكل دفاع بحري مشترك أيضًا. كما أكدت الإدارتان على أنهما ستعززان قدرات الشركاء والحلفاء الإقليميين لوقف الهجمات الإرهابية بينما تعهدتا بأن واشنطن ستسعى جاهدة للمساعدة في حل المظالم السياسية والاقتصادية الكامنة. على سبيل المثال، تؤطر استراتيجيات الإدارتين الهدف الأمريكي في الحرب السورية من حيث العمل مع الشركاء لوقف تصدير الإرهاب وإدارة تدفقات اللاجئين الى الخارج. 

هناك بعض الاختلافات الملحوظة بين الوثيقتين أيضًا. اذ أعادت استراتيجية الأمن القومي لبايدن الدعم الأمريكي الرسمي لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما ذكرت صراحة هدفها المتمثل في مساعدة إسرائيل على أن تظل يهودية وديمقراطية، وهي لغة غير موجودة في استراتيجية إدارة ترامب. بالإضافة إلى ذلك، تذكر إدارة بايدن بإيجاز أنها ستحاول بناء وتعزيز "المرونة" بين الدول في المنطقة وهي تعمل على مواجهة تغير المناخ.

بعض المحللين يتساءل كف ستوفق ادارة الرئيس بايدن بين هدفها في نظام دولي يسمح للشعوب للتمتع " بحقوقها وحرياتها الاساسية والعالمية " وتعاونها مع الانظمة الاستبدادية في المنطقة؟ 

وثيقة الإستراتيجية نفسها تؤكد أن الولايات المتحدة لا تؤمن بأن الحكومات والمجتمعات في كل مكان يجب أن تكون ديمقراطية حتى يمكن لأمريكا ان تكون آمنة. زيادة على ذلك، لاحظ مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في خطاب ألقاه في 12 أكتوبر / تشرين الأول، أن الولايات المتحدة ستعمل مع الدول غير الديمقراطية للدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد والحفاظ عليه ومعالجة التحديات المشتركة.

فرقت وثيقة الاستراتيجية بين الدول غير الديمقراطية و" الدول التي ركزت على التعديل في تشريعاتها السياسية والاجتماعية" مثل روسيا والصين التي: (1) " تشن او تستعد لحروب عدوانية"، (2) تقوض بشكل فعال الملكيات الديمقراطية للدول الاخرى، و (3) الاستفادة من سلاسل التوريد على المستوى الاقتصادي للإكراه والقمع. 

رابط المقال الاصلي:

https://www.mei.edu/blog/monday-briefing-government-formation-iraq-one-year-one-step#ford

التعليقات