بقلم: انتوني كوردسمان
الناشر: مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية نقلا عن موقع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS / واشنطن.
ترجمة: وحدة الترجمة في مركز الفرات .
يوفر هذا التقرير المعلومات الاحصائية حول تيارات الارهاب في غرب وشرق اوربا، اذ سيتم اعتماد احصائيات مؤسستين معتمدتين (ستارت START و أ. هـ. أس. جين IHS Jane)، الا ان التقرير سيحتوي على معلومات من مصادر اخرى، بضمنها المصادر المهتمة بالارهاب في العالم والتي توفر معلومات غير سرية عن الموضوع. وسيصدر هذا التقرير الارهاب عن مؤسسة يوروبول Europol والاتحاد الاوربي.
واذا نظرنا الى المعلومات التي توفرها مؤسسة ستارت حول غرب وشرق اوربا، بضمنها روسيا، نلاحظ ان قمة الارهاب حدثت في سبعينيات القرن الماضي، ثم تصاعدت عام 1991 بسبب الهجمات الارهابية في البلقان والعنف الفلسطيني والاتحاد السوفياتي (السابق) وروسيا حالياً. ثم تتصاعد الاحداث للمرة الثالثة في الاعوام 2014-2015 بسبب الاسلام السياسي المتطرف والنشاطات الارهابية في اوكرانيا.
ويلاحظ من الاحصائيات المتوفرة محدودية التهديدات الارهابية في كل من الولايات المتحدة الامريكية واوربا منذ عام 2011، مقارنة مع التهديدات الارهابية في اماكن اخرى من العالم، وخصوصاً في مناطق حيث يهاجم الجهاديون اقرانهم من المسلمين.
إن القيام بالمقارنات الاقليمية امر صعب لأن المصادر تصنف اوربا بشكل مختلف وقد تتضمن او لا تتضمن روسيا واجزاء اخرى من اوربا الشرقية. ولو يتفحص المرء اوربا الغربية، فنجد ان مؤسسة ستارت تتناول في تقاريرها عن اوربا الغربية ان هناك تصاعداً بالاحداث بعد عام 2010 بسبب التطرف الاسلامي العنيف وتأثير فعاليات ونشاطات "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التي وصلت ذروتها في عامي 2015 و 2016.
ونلاحظ ان دول مثل بلجيكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا اصبحت اهدافاً رئيسة لمثل هذه الهجمات. واصبحت تركيا مركزاً رئيساً للهجمات الارهابية بسبب التوتر السياسي والانفصالية الكردية في نهايات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وتكرر الامر في اواسط عام 2015 وما بعدها.
ومن جديد، يبين التقرير ان المعلومات المتوفرة من مؤسسة أ. هـ. أس. جين تقدم لنا انماطاً مختلفة من التقديرات. ويجب ان نؤكد ان هذا يتماثل مع التقديرات المستقلة التي تشكل مصدراً جديداً للمعلومات، وبالتالي تتمازج مصادر المعلومات. ويفرض علينا استخدام مواد المصادر العلنية حدوداً رئيسة مضافة فيما يمكن القيام به في الجهود التحليلية.
وتوفر المعلومات والتنبؤات المستحصلة من مؤسسة يوروبول والاتحاد الاوربي صورة حول العلاقة بين الارهاب والنشاطات المضادة للارهاب وجود نقص في الاخيرة بالنسبة لمناطق اخرى من العالم. ومن الواضح انها تميز بين التطرف الاسلامي واشكال اخرى من الارهاب.
* في عام 2016، تم الابلاغ عن 142 حالة هجوم تم افشالها من قبل الاعضاء الثمانية. وان اكثر من نصفها (76) كانت في بريطانيا. وفي فرنسا (23) حادثة وايطاليا (17) واسبانيا (10) واليونان (6) والمانيا (5) وبلجيكا (4) وهولندا (1). ومن بين 142 هجوما تم تنفيذ (47) منها. وابلغت الدول الاعضاء عن وفاة 142 ضحية بسبب الهجمات الارهابية واصابة 379 شخصاً.
* كانت جميع حالات الوفاة تقريباً ومعظم الاصابات نتيجة لهجمات الارهابيين الجهاديين. كما ان الرقم 142 من الهجمات كان استمراراً لتيار ابتدأ عام 2014 عندما جرى تنفيذ 226 هجوماً واعقبتها 211 هجوماً في عام 2015.
*ويمكن التعرف على اكبر عدد من الهجمات المرتبطة بالارهاب بأنها جرى تنفيذها من قبل العناصر القومية والعرقية والمتطرفين الانفصاليين. وتزايدت اعداد هجمات المتطرفين اليساريين منذ عام 2014، حيث وصلت الى 27 حادثة في عام 2016، تم الابلاغ عن 16 حالة في ايطاليا لوحدها.
* وانخفضت الهجمات الارهابية الجهادية من 17 حالة عام 2015 الى 13 حالة عام 2016، ستة منها ارتبطت بما يسمى بـ"الدولة الاسلامية". وعلى كل حال لا يمكن اصدار تقييم دقيق حول الارتباطات الارهابية في الاتحاد الاوربي لعدم توفير بريطانيا اية معلومات دقيقة عن هذه الهجمات.
* تم استخدام المتفجرات في 40% من الهجمات، مع رقم مشابه عام 2015.
* وانخفض استخدام الاسلحة النارية من 57 حالة عام 2015 الى 6 حالات عام 2016.
* وإذا استثنينا الهجمات الجهادية والعرقية والقومية والمتطرفين اليساريين، نجد سلسلة متزايدة من الهجمات العنيفة قام بها المتطرفون اليمينيون، افراداً او جماعات، عبر اوربا، وخصوصاً في العامين الماضيين والتي استهدفت طالبي اللجوء والاقليات العرقية عموماً.
* وعلى كل حال، لا يمكن تصنيف هذه الهجمات على انها ارهابية ، وبالتالي لم تُدرج في ارقام الهجمات الارهابية التي ابلغت عنها الدول الاعضاء، ما عدا استثناء واحد في عام 2016، كما اوردته دولة هولندا.
* كانت معظم عمليات التوقيف والاحتجاز متعلقة بالارهاب الجهادي بحيث تزايد الرقم للسنة الثالثة على التوالي: 395 حالة في عام 2014، و 687 حالة في عام 2015 و 718 حالة في عام 2016.
* انخفض عدد المعتقلين من اليساريين والارهابيين الانفصاليين الى النصف مقارنة بعام 2015 (من 67 و 168 في عام 2015 الى 31 و 84 في عام 2016 بالتعاقب).
* بقيت ارقام المعتقلين من الارهابيين اليمنين منخفضة برقم 12 في عام 2016 مقارنة برقم 11 في عام 2015.
* يقت فرنسا الدولة العضو الوحيدة حيث تزايد رقم الاعتقالات من 238 في عام 2014 الى 424 في عام 2015 و 456 في عام 2016.
* ثلث ارقام المعتقلين تقريباً (291) كانوا بعمر الخامسة والعشرين او اصغر عمراً. وكان عشر المعتقلين (9%) في عام 2016 بفئة عمرية اكبر من الاربعين عاماً.
* وانخفضت اعداد المعتقلين لأغراض ارهابية ( التحضير والتمويل والمساعدة والمحاولة او تنفيذ الهجمات) من 209 في عام 2015 الى 169 في عام 2016.
* وكذلك انخفضت عمليات السفر الى مواقع الصراع لأغراض ارهابية من 141 حالة في عام 2015 الى 77 حالة في عام 2016. وهذا مشابه للانخفاض في اعداد المعتقلين العائدين من مناطق النزاع في سوريا والعراق من 41 حالة في عام 2015 الى 22 حالة في عام 2016.
وكذلك يوفر تقرير مؤسسة يوروبول/ الاتحاد الاوربي تفاصيل عن انماط الهجمات الاسلامية غير الموجودة في التقارير العامة في الدول والمناطق قاطبة:
" ... لم يلاحظ الارهاب الجهادي بنفس العين المشتركة بين الدول الاعضاء، لأن ليس جميعهم تعرض للإرهاب الجهادي ونشاطاته في عام 2016، او في واحدة منهم في السنوات السابقة. ربما استخدمت هذه الدول لإنتقال المقاتلين الارهابيين الاجانب، او الجهاديين المحتملين او العائدين او لتوفير مقر آمن لهم عند عودتهم. وربما ادت هذه، وعوامل اخرى، بضمنها احتمالات الاهانة للاسلام، الى المخاطر المحتملة. فمثلاً، تدرك سويسرا، التي هي ليست عضواً في الاتحاد الاوربي او التحالف ضد "الدولة الاسلامية"، انها معرضة لمخاطر ارهاب الجهاديين بسبب ارتباطها بالاقطار الغربية ووضعها الدولي.
.... وبما ان الضغط العسكري قد تزايد ضد "الدولة الاسلامية"، فضلا عن أن الاجراءات لمنع المتطوعين من الوصول الى المواقع التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية" اصبحت اكثر فاعلية، مما اجبرها على تغيير تكتيكاتها في مجالات التجنيد. وقد جرى الاعلان عن ان الهجمات الارهابية ضد الغرب اصبحت افضل من السفر للإنضمام الى صفوف "الدولة الاسلامية".
وأدت الجهود المتزايدة في تحفيز المؤيدين "للدولة الاسلامية" في الغرب الى ان الهجمات الفردية ستكون افضل وذلك من خلال منشورات "الدولة الاسلامية". فقد احتوت مجلة الدولة روميه ( العدد 18) – التي تنشر بلغات متعددة – على سلسلة من المقالات تحت عنوان "تكتيكات ارهابية فقط" التي اقترحت الهجمات الارهابية باستخدام السكاكين والعربات والحريق المتعمد، مع توفير الافكار لزيادة الضحايا والتأثير على الرأي العام.
وقد جرى تحذير المرتكبين من ترك اي نوع من الادلة حول اهداف الهجوم والولاء " للدولة الاسلامية"، مثل اي من الملاحظات الموجودة لدى المنفذ او الوصية الاخيرة.
في عام 2016، فضلت "الدولة الاسلامية" اسلوب هجمات المنفذ الواحد من خلال وكالتها الاخبارية (الاعماق) ... وظهرت محاولات لـ"الدولة الاسلامية" المتزايدة لتجنيد الافراد المحتملين من خلال شبكات التواصل الاجتماعية او تشجيعهم للقيام بالهجمات الارهابية داخل بلادهم.
.... في عام 2012، وقبل بروز "الدولة الاسلامية"، اعادت حركة القاعدة تصميم استراتيجيتها لاستمرار بقائها في ضوء تغير الظروف السياسية بعد التمرد العربي: حيث ستقوم القاعدة بالاختلاط بالشعب لأقصى حد ممكن، وادارة الاراضي التي تقع تحت سيطرتها بطريقة لا تبعد الشعب عنها. كان الهدف توفير ملاذ آمن بحيث تستطيع القاعدة التخطيط والتنفيذ للهجمات ضد الاهداف الغربية. وقد ادى موقف "الدولة الاسلامية" المتشدد ضد السكان الى صعوبة تنفيذ هذه الاستراتيجية الجديدة، حتى بالنسبة للقاعدة، من اجل تفريق الاختلافات بالنسبة للأعداء.
وتبين المعلومات المتعلقة بروسيا واوكرانيا مفارقات حادة حول عدد الاحداث والهجمات ونتائجها، وبالاحرى وجود موقع اخر لا يبلغ عن وضع الارهاب، رغم الاسناد الروسي للتصرفات الاوكرانية. كما انه لا يوجد فصل متكامل للارهاب عن فعاليات المتمردين ، رغم ان نوعية الاسلحة المستخدمة تعكس تاثير نمط هذه الحروب.
ومن جديد، هناك اختلافات واضحة بين معلومات وروايات مؤسستي ستارت و أز هـ. أس جين والتي وضحت في الامثلة المتعلقة بروسيا واوكرانيا.
رابط المقال الاصلي:
https://www.csis.org/analysis/trends-european-terrorism-1970-2016/?block3