طالما شكلت سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية عنوانا مهم لصانع القرار السياسي الامريكي بحكم ما ترسمه تلك السياسة من تهديد واعد للمصالح الامريكية لاسيما على المستوى الامني والاقتصادي والجيوستراتيجي، ولمتابعة تفاصيل هذا الموضوع عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية ملتقاه الشهري في ملتقى النبأ الاسبوعي تحت عنوان: (السياسة الامريكية في عهد (ترامب) تجاه النفوذ الايراني في العراق) في مقر مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام يوم السبت الموافق الرابع من شهر شباط-فبراير الجاري بمشاركة عدد من مسؤولي مراكز الدراسات والبحوث، ونخبة من الأكاديميين والحقوقيين والإعلاميين.
وتم في الملتقى عرض ورقة من اعداد الاستاذ حمد جاسم التدريسي في جامع كربلاء والباحث في مركز الفرات، تناول من خلالها حقيقة فوز المرشح الجمهوري (دونالد ترامب)، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ومسار معالجة الملفات التي تنتظره، ومنها نفوذ إيران المتزايد في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في العراق، بعدما أسقطت إدارة بوش النظام السابق في العراق. فقد كان ولازال لإيران نفوذ واسع في العراق، وقد تعزز هذا النفوذ بعد الاحتلال الامريكي عام 2003، وزاد هذا التدخل بعد الانسحاب الامريكي عام 2011، الذي اعطى فرصة لإيران لمليء هذا الفراغ، وهذا ما قاله الرئيس الايراني السابق (احمدي نجاد) من ان ايران سوف تملئ الفراغ الذي تركته امريكا بعد انسحابها من العراق، كذلك حدوث نوع من الفوضى المجتمعية في العراق، سهل من دخول المجموعات الارهابية الى بعض المحافظات العراقية، واعقبها احتلال داعش مساحة نصف العراق تقريبا عام 2014، وانهيار الجيش العراقي، مما قاد الى اعلان فتوى الجهاد الكفائي ودخول مجموعات المقاومة المسلحة في القتال جنبا الى جنب مع الجيش والقوات الاخرى، فكانت هذه فرصة اخرى لإيران لتمد نفوذها بشكل اوسع في العراق، وذلك لحاجة العراق الى الدعم العسكري المباشر للوقوف بوجه ارهاب داعش، فكانت ايران اولى الدول التي قدمت هذا الدعم وبشكل مباشر الى الحكومة العراقية مباشرة او عن طريق الفصائل الاسلامية الاخرى، كذلك هناك اسباب اخرى منها العامل الاقتصادي اذ اصبح العراق سوقا مربحة للشركات الاجنبية ومنتجاتها بسبب تدهور الصناعة والزراعة فيه واعتماده على الاستيراد، مما جعل دول الجوار تتنافس للحصول على نفوذ فيه، وعوامل تاريخية تجعل من ايران دائما تتجه في نفوذها الى الغرب وخاصة الى العراق، باعتبارها اراضي رخوة سياسيا، وبإمكانها تحقيق توسع اقليمي ونفوذ سياسي فيها ..
وعلى الرغم من تعامل امريكا مع ايران في قضية العراق في عهدي الرئيسين السابقين (جورج بوش الابن) (واوباما) ببعض الدبلوماسية والمرونة فيما يخص العراق، فان امريكا كانت دائما تصرح انها ضد توسع النفوذ الايراني في العراق والمنطقة، خاصة بعد تزايد الانتقادات من دول الخليج العربية، ثم جاء استلام الرئيس الجديد (دونالد ترامب) للسلطة في 20 كانون الثاني 2017، وتصريحاته التي تُفسر أنها عدائية تجاه طهران، مثل وعوده بتعديل الاتفاق النووي لأنه لا يلبي مصالح امريكا، والتنديد بالتجارب الصاروخية الايرانية الاخيرة، وقد قال ترامب عنها " انها عملية استفزازية وتنتهك قرارات مجلس الامن واذا كان الرئيس ( اوباما) سخيا معهم فانا ليس كذلك وان كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع ايران" كذلك تهديده البحرية الايرانية من مغبة اعتراض قوات البحرية الأمريكية في مياه الخليج العربي، ان امريكا لم ولن تسمح لأي دولة ان يكون لها نفوذ في منطقة الشرق الاوسط، التي تعدها حيوية لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، الا اذا كانت متوافقة معها، كما ان السياسة الامريكية تجاه ايران منذ عام 1979 الى الان هدفها واحد، وهو اسقاط النظام الايراني الحالي، لهذا فان أي توافق قد يظهر بين الدولتين في المنطقة هو مرحلي وقد تفرضه ظروف المنطقة على امريكا، وهو لا يعني ان امريكا موافقة على التمدد ايران في الشرق الاوسط، ولكن يبقى هدفها الاكبر وهو تغيير النظام الايراني، في الوقت الحاضر ان تلك التصريحات وبعض التصرفات هي وحدها تقودنا إلى استشفاف ملامح سياسة ترامب الخارجية، ومنها العلاقة مع ايران، بالتالي في المحاولة للوصول إلى تصور إجمالي حول السياسة الخارجية لترامب بشكل عام، والعلاقة مع طهران بشكل خاص، لابد من النظر إلى جملة عوامل معا، لهذا فان النفوذ الايراني في العراق في عهد ترامب سيواجه عدة العقبات منها ما هو داخلي ايراني، ومنه ما هو عراقي واخر امريكي، وهي:
اولا: امريكيا:
1- على الرغم من وجود تصريحات لترامب باعتراضه على احتلال العراق، ومنها قوله "كان يجب أن لا ندخل حربا في العراق، لكن ما دمنا دخلناها فلا يجب أن نخرج منها"، لهذا فان سياسة ترامب في الشرق الأوسط أقرب إلى العراق وستكون رادعة للتشدد الديني في المنطقة ، وأن فوز ترامب "مؤشر جيد بالنسبة إلى الشرق الأوسط عموماً، والعراق خصوصاً، وقد انتقد ترامب خلال حملته الانتخابية القرار بمغادرة العراق، اذ قال ان الولايات المتّحدة بالفعل كانت مسيطرة على الوضع في العراق، والموصل خصوصاً، لكنّها خسرت العراق بمغادرة قوّاتها في عام ٢٠١١ مقابل لا شيء، وكان يفترض إبقاء القوّات لمنع ظهور "داعش" ومنع سيطرة إيران على العراق، كما صرح اخيرا ان هناك حاجة لبناء قواعد دائمة للقوات الامريكية في العراق، وهذا سيكون عامل ضغط على ايران.
2- اصدار الرئيس الامريكي امرا تنفيذيا لوزارة الدفاع يدعوها فيه الى وضع استراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب في العالم، ونحن نعرف ان كلمة ارهاب تطلق على مجموعات مسلحة وعلى دول، وان إيران وكوريا الشمالية هي ضمن محور الشر الامريكي، وهي من الدول الداعمة للإرهاب من وجهة نظر امريكا، كما ان بعض فصائل المقاومة في المنطقة مصنفة امريكيا كمنظمات ارهابية، لذلك ان وضع مثل هذه الخطط لمكافحة الارهاب سيكون له تأثير مباشر على النفوذ الايراني في المنطقة والعراق.
3- ان الرئيس الجديد سوف يغير من سياساته التحالفية في المنطقة، من خلال ضم دول تكون حامية للمصالح الامريكية، وان هذه الدول ترى ان ضمان مصالحها من ضمان مصالح امريكا في المنطقة، وان جل مطالبها هو وقف النفوذ الايراني في العراق والمنطقة، وهو مطلب امريكي قبل ان يكون مطلب هذه الدول، وقال وليد فارس مستشار دونالد ترامب في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب، إن الحكومة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب ستقوم بتأسيس ائتلاف مع دول الخليج ومصر والأردن ضد الإرهاب، وأوضح أن هذا الائتلاف عارضه (باراك أوباما) خلال فترته الرئاسية لإنجاح الاتفاقية النووية مع طهران، الأمر الذي سمح للجماعات الموالية لإيران بأن يكون لها الحضور الأكبر في العراق، و"ان ايران تعمل على بث وتدريب المجموعات الارهابية في العراق وسوريا واليمن ولبنان"، بحسب تصريح فارس في لقاء مع شبكة "بي بي سي نيوز" البريطانية، وهذا واضح من حضر سفر مواطني سبع دول من الشرق الاوسط الى امريكا واستثناء دول الخليج العربية ومصر منها.
4- فريق عمل ترامب، الذي يشبه "فريق حرب" إلى حد كبير، تغلب عليه خلفيات وتوجهات عسكرية، وعنصرية، ومن الجمهوريين المتشددين، ومعاداة الإسلام السياسي، مناهضة لإيران، والميل للعمل العسكري من جانب واحد، فالجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي "مايكل فلين" مستشارا للأمن القومي، والسيناتور "جيف سيشنز" لمنصب النائب العام، والنائب "مايك بومبيو" مديرا لوكالة المخابرات المركزية، تظهر أن توجهاتهم بعيدة عن الدبلوماسية والسلمية، وتمثل هذه التركيبة عودة حادة إلى العقلية التي سادت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأن معظم أعضاء فريق عمل ترامب إن لم يكن كلهم، متشددون في توجهاتهم تجاه ايران، ومعارضون لنهج الرئيس أوباما في التعاطي الدبلوماسي مع طهران، والملفات التي تشكّل الأخيرة طرفا فيها، فقد حذر مستشار الامن القومي الامريكي ايران بعد التجربة الايرانية الاخيرة، بانها تنتهك القرار الدولي الصادر من مجلس الامن، وان كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع ايران.
5- تصريحات ترامب حول الاتفاق النووي مع ايران، اذ ان الرئيس الجديد سوف يقوم بإعادة المفاوضات حول الاتفاق النووي مع ايران، وان كان هذا صعب ويحتاج الى تكوين تحالف دولي جديد من دول الاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين، الا ان هذا الامر قد يكون عامل ضغط جديد على ايران من اجل وقف تدخلها في المنطقة، وخاصة في العراق، كذلك الاعتراضات الامريكية المتكررة حول البرنامج الصاروخي الايراني، خاصة بعد التجربة الصاروخية الجديدة، واستمرار فرض العقوبات على ايران اذ اصدرت الحكومة الامريكية الجديدة فرض عقوبات على 13 شخصا وعلى 12 مؤسسة ايرانية، خاصة وان الكونغرس الامريكي في عهد اوباما مدد العقوبات على ايران لمدة عشرة سنوات قادمة.
6- وجود اغلبية جمهورية في الكونغرس" باعتباره المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، تعني أن التوجهات الجمهورية العدائية المتشددة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي التي ستقود طريقة تعاطي الكونغرس مع الشأن الإيراني خلال الفترة القادمة، وهذا يعني تبني نهجا أكثر عدائيا في مواجهة إيران في ظل وجود رئيس متشدد ينتمي إلى حزب الجمهوري، لذلك على الأرجح أن يلعب الكونغرس دورا مكمّلا في مساعدة ترامب ضد طهران، وأن الكونغرس لن يجد حرجا، إن قرر إقرار عقوبات جديدة لأنه ببساطة لا يوجد "أوباما" ليستخدم حق النقض، وإنما الرئيس هو دونالد ترامب الذي يُستبعد أن يلجأ لهذه السياسة.
7- دور اللوبيات العاملة لصالح دول وقوى أجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها اللوبي الصهيوني في التأثير على سياسة ترامب الخارجية تجاه إيران، هذا العامل أيضا إلى جانب العوامل التي ذكرناها، قد يشكّل عنصر ضغط لتوجيه هذه السياسة بما فيه مصلحة "إسرائيل"، واليمين اليهودي المتشدد، إذ لا يمكن أن تكون إيران متفائلة بتزامن وجود "نتانياهو وليبرمن" المتطرفين على رأس السلطة في "إسرائيل"، مع وجود أصحاب الميول المتشددة على رأس السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، اذ ان الرئيس ترامب اول من انتقد تصويت امريكا مع قرار الامم المتحدة بتجميد الاستيطان في الضفة والقدس الشرقية، وانه مع سياسات اسرائيل في المنطقة.
أضف إلى ذلك، دور اللوبي السعودي، في ظل وجود تقارير صحفية تتحدث عن تجهيز السعودية رزمة مالية (بالمليارات) لاقتراحها على "رجل الأعمال" دونالد ترامب لدفعه باتجاه التصعيد مع طهران والتشدد في التعامل معها. وربما تأتي الزيارات المكوكية لمسؤولين سعوديين خلال هذه الأيام للولايات المتحدة الأمريكية في هذا الاتجاه، حيث مؤخرا قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ومعه وزير الدولة محمد آل الشيخ بزيارتين للكونغرس خلال ثلاثة أيام فقط، ألتقى فيها بنواب بارزين في الحزب الجمهوري، على رأسهم، السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة الشؤون العسكرية، والسيناتور أورين هاتش، رئيس لجنة الشؤون المالية، العضو الأقدم في مجلس الشيوخ، كذلك يمتلك الرئيس ترامب في السعودية 8 شركات استثمارية، منها شركة (THC ) لتطوير الفنادق في إدارة وتطوير عدد من الفنادق في المملكة، إضافة إلى شركة جدة للاستشارات والخدمات الفنية وشركة جدة للاستشارات الفندقية، من مجموع 144 شركة حول العالم.
8- تحسين علاقات امريكا مع روسيا قد ينظر اليها البعض من انها سوف تصب في صالح ايران ويعود ذلك بالنفع عليها، نظرا إلى العلاقة الوطيدة بين ايران وروسيا، فهذا عكس ما ترغب به ايران وتتمناه، اذ ان كسب ود روسيا، واطلاق يدها في سوريا سيجعل منها سيدة الموقف، ولن تحتاج الى دعم من الحلفاء الاخرين، ومنهم ايران، لان مهما بدت العلاقة قوية واستراتيجية بين ايران وروسيا تبقى لروسيا مصالحها الخاصة التي لا تريد لاحد ان يشاركها بها، كذلك يمكن أن يساوم بوتين وترامب في سوريا على حساب النفوذ الإيراني، وكذلك يمكن أن تنظر روسيا إلى أن إضعاف إيران جارتها على بحر قزوين سيكون لصالحها على المدى البعيد، وهنا سوف يتم انهاء النفوذ الايراني في سوريا، يتبعه تحجيم نفوذها تدريجيا في العراق، بالتالي التقارب الأمريكي الروسي إن حدث بالفعل ليس معناه تحسن موقع إيران في ميزان السياسة الأمريكية الجديدة، بل كما قلنا قد يحصل عكس ذلك، وأن يكون هذا التقارب على حساب إيران.
ثانيا: عراقيا:
1- هناك تحليلات ركزت على ان سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في المنطقة سوف تبدأ بـ"محاولة تعطيل المشروع الأمريكي للمنطقة الذي شجع ودعم قيام حكومات إسلامية، وحدوث "نقلة لصالح القوى الليبرالية العلمانية، وهذا سوف يقود حسب مراقبين ان إدارة (ترامب) ستعيد النظر في تحالف بلاده مع الطبقة السياسية الحاكمة للعراق.
2- امتلاك العراق لأكبر جيش في المنطقة بعد ايران من ناحية العدد، لهذا فان احتمال قيام امريكا بتسليح العراق وزيادة قدراته العسكرية من اجل ان يقف بوجه تدخلات دول الجوار واردة جدا، خاصة وان هناك تصريح لترامب اكد فيه ان العراق كان يملك جيش يعد ثاني جيش في المنطقة وانه دخل في مواجهة طويلة مع ايران، واعلن استعداده عن دعم العراق في مواجهة الارهاب، وهذا ما اكده رئيس الوزراء العراقي من ان ترامب تعهد بزيادة دعم العراق عسكريا واقتصاديا في مواجهة التطرف والارهاب، وهذا يعني ضمنا ان امريكا في تصورها اعادة العراق الى وضعه الاقليمي السابق لأنه الدولة العربية الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه ايران في المنطقة.
3- وجود اصوات سياسية وشعبية داخل العراق بدأت تظهر علنا ولأول مرة منذ الاحتلال الامريكي عام 2003، وتندد بالتدخل الايراني في العراق، بل ظهر ذلك من خلال المظاهرات في العراق، خاصة وان اغلب مطالب بعض الاطراف السياسية في العراق هو خوفها من النفوذ المتزايد لإيران في العراق، وان الاخير اصبح ساحة لتصفية الحسابات بين ايران والسعودية، بل كانت السبب في تدمير الاقتصاد العراقي لصالح منتجاتها الصناعية، وادخال بضائعها للعراق، وعمليات التعاون مع الاكراد على حساب السلطة المركزية، وان ابعاد العراق عن تدخل دول الجوار ومنها ايران، سيقود الى تعزيز وحدته الوطنية.
ثالثا: ايرانيا:
1- هناك مخاوف ايرانية من ان الرئيس الامريكي (ترامب) بدا بتطبيق وعوده الانتخابية على ارض الواقع، مثل اقامة سور مع المكسيك ومنع المهاجرين من الشرق الاوسط والانسحاب من بعض الاتفاقيات التجارية، وليس مستبعدا ان يقوم بهجوم شامل ضد ايران، خاصة وان هناك بعض التقارير من بعض المصادر الإيرانية رفيعة تحدثت عن مخاوف في طهران من قيام امريكا بشن هجوم على إيران لإعادة هيبتها، وهناك قضايا عديدة قد تقود للحرب منها تجاوز إيران للحد المسموح به لإنتاج الماء الثقيل خلافا للمتفق عليه وفق الاتفاق النووي، وتطوير غير قانوني للصواريخ الباليستية واحتجاز الرهائن، وتدخلات طهران في دول في المنطقة
2- يخشى الاصلاحيون أن يؤدي فوز ترامب إلى مراجعة الاتفاق النووي وتضييق الخناق على طهران بسبب انتهاكها الكثير من بنود الاتفاق خاصة فيما يتعلق ببرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية واستخدام الأموال المفرج عنها وفق الاتفاق لدعم المجموعات التابعة لها في المنطقة، والتي تصنفها امريكا على انها إرهابية، وتوسيع أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري المصنف على لائحة الإرهاب، خاصة في سوريا، فقد حذر القيادي الإصلاحي البارز (محمد رضا عارف)، النظام الايراني من مغبّة الدخول في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، ودعا عارف حكومة حسن روحاني بأن تولي اهتماما للمصالح الوطنية في عهد الرئيس الأميركي الجديد، وقال عارف وهو نائب بمجلس الشورى (البرلمان) وزعيم تكتل "أوميد" الإصلاحي، في تصريحات صحفية الأحد، إن إيران مستعدة للتعاون مع الرئيس الجديد دونالد ترامب، لأنها لا تؤمن بخيار الحرب مع أي شخص.
3- ان ضغط امريكا على إيران من تمديد العقوبات الاقتصادية على إيران لعشرة سنوات قادمة، وهي في وضع اقتصادي سيء، والتململ المجتمعي المتنامي فيها، فان خشية النظام من حدوث ثورة شعبية ستكون كبيرة، والخوف من زيادة شعبية الاصلاحيين في إيران، فان النظام قد يختار الانكفاء على الداخل بدلا من الاستمرار بالتدخل في العراق والمواجهة مع امريكا.
وبعد الانتهاء من عرض الورقة تم فتح باب النقاش والمداخلات أمام الحاضرين من الباحثين والمتخصصين الأكاديميين قدموا خلالها مداخلاتهم حول الاسئلة الآتية:
س1: هل سيواصل ترامب سياسة القوة والعداء الصريح، والتصعيد، والعقوبات مع إيران، أم يعود بالعلاقة إلى أيام سلفه أوباما؟
- الدكتور علاء الحسيني التدريسي وأستاذ القانون الإداري في جامعة كربلاء- كلية القانون والباحث في مركز ادم" يرى ان الرئيس ترامب وفريقه هو الى الان لم يحسم خياراته حيال ايران، خصوصا وان من ملامح تلك العلاقة تبدو متشنجة ازاء الصواريخ الباليستية التي تمتلكها ايران، ناهيك عن موقفة من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على ايران، وبالتالي نحن ازاء سياسة ثابته عمل عليها الحزب الجمهوري وهو دائما ما يأمن بالصدام وبالقوة في الصراعات الدولية، وهذا ما عمل عليه الرئيس بوش الاب وبوش الابن وكيف تعامل مع المنطقة وتدخله السافر في شؤون الكثير من الدول واخرها اسقاط النظام الدكتاتوري العراقي في العام(2003)". ويضيف الحسيني "فالرئيس ترامب اتى من نفس المؤسسة وهي الحزب الجمهوري الذي لديه مبتنيات وثوابت معينة، فعلاقة امريكا بإيران شابها الكثير من الغموض منذ عام (79) ولغاية الان، فتارة تواصل امريكا عملية التصعيد وتارة تتراجع وفي عهد الرئيس اوباما اخذت هذه العلاقة نوع من التوافق غير الان، خصوصا في بعض ملفات المنطقة وخصوصا العراق الان في عهد ترامب هذه العلاقة بدا ينفرط عقدها، لذا اليوم التعويل يقع على الدور الروسي وعلى بعض البلدان الخليجية وان التصعيد ازاء ايران سيتواصل في عهد ترامب لكنه لن يؤثر كثيرا على الدور الايراني في المنطقة لأنه اصبح له جذور تضرب بالعمق.
- الدكتور قحطان حسين الباحث في مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية " يعتقد ان طبيعة المتغيرات المحلية والاقليمية الدولية هي التي تحدد مستوى التهديد التي تفرضه الادارة الامريكية على إيران، خصوصا واننا الى الان نعيش سياسة تصعيدية من قبل ترامب ويبدو انه مدرك تماما لحجم الدور الايراني في العراق وهو لن يدخر جهدا لتحجيم هذا الدور، لكن هل سيستمر بهذا التصعيد وهل سيكون قادرا فعلا على تحجيم الدور الايراني في المنطقة وتحديدا في سوريا وفي العراق". ويضيف " اعتقد هذا الهدف سوف يصطدم بعقبتين العقبة الاولى هناك رفض داخلي في امريكا، وأقرب مثال على ذلك هي الخطوة التي سعى اليها القضاء الامريكي حينما أصدر قرار بإيقاف حظر السفر الى امريكا، هذا معناه ان هناك صراع بدا يتصاعد داخل أطراف وجوانب الادارة الامريكية ذاتها، فاذا ما استمر هذا الصراع بالمحصلة سيكون الرئيس الامريكي مجبر على التراجع عن سياسة التصعيد واتباع سياسة فيها عامل من التهدئة. العامل الاخر هو طبيعة ردود فعل الدول المستهدفة من قرار ترامب التصعيدية، فعلى سبيل المثال ايران تحاول ان تضع نفسها في موضع الند للولايات المتحدة وتحول ان تصور حالها كقوة كبرى تستطيع ان تجابه السياسات الامريكية، وهذا ناتج عن قصور في الفهم لدى صانع السياسة الخارجية في ايران، الى جانب ذلك ان الشرق الاوسط هي ساحة صراع فقرار ترامب الاخير اخذ حيز كبير من الجدل، خصوصا وان الدور الخليجي كان الى صف السياسة الامريكي وبالضد من الدول الاسلامية التي شملها الحظر، وبالتالي فان ايران مطالبة اليوم بان تخفف من اللهجة التصعيدية وان تستوعب فلسفة احتواء الازمات مع امريكا وفي هذا التوقيت بالذات".
- الدكتور حسين احمد رئيس قسم الدراسات الدولية في مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة كربلاء والباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية " يعتقد ان القضية تتعلق بطبيعة المواقف الايرانية بالمنطقة وما يستجد منها في قابل الايام، وايضا طبيعة المواقف تلك تتخذها الادارة الامريكية الجديدة من هذا الموضوع، وحتى في الداخل الايراني هناك متغيرين المتغير الاول يذهب باتجاه المرونة وايجاد نوع من التواصل مع الادارة الامريكية، وهناك اتجاه يرفض هذا الموضوع حتى قبل الانتخابات الامريكي وهو يحذر من الخوض في ملفات العراق وسوريا واليمن ولبنان. الجانب الاخر السياسة الامريكية الجديدة جاءت برؤية مختلفة تماما عن السابق وهي دائما ما تنتقد العديد من الملفات، من مثل اللاجئين وقضية فلسطين الى الدور الايراني وموضوع داعش في العراق، خاصة وان كل الآراء التي طرحها كانت معارضة لتوجهات الادارة الامريكية السابقة، أضف الى ذلك ان ترامب ينطلق من رؤية ان الولايات المتحدة هي من فتحت الابواب لتوسع النفوذ الايراني سواء في العراق او في سوريا او في لبنان او في اليمن. وهذه خطيئة كبرى ارتكبتها الادارة الامريكية السابقة وبالتالي يجب معالجة هذا الموضوع، الشيء الاخر هناك اسلوب تصعيدي على مستوى الملف الخارجي، وخاصة في الشرق الاوسط بالدرجة الاساس وجنوب شرق اسيا وبحر الصين بالدرجة الثانية، لذلك كبير مستشاري ترامب قال ان هناك حربين مقبلتين الاولى في الشرق الاوسط والثانية في بحر الصين الجنوبي. بالنتيجة سيكون هناك تصعيد من قبل الرئيس ترامب وهو ايضا مدعوم من الحلفاء التقليديين كي يكون دور أكبر في المنطقة، والجانب الثاني هناك توجه امريكي من الداخل ان هذا الدور سبب الكثير من القلاقل، وكان السبب في تصاعد وتيرة العنف الطائفي، لذا فالسلوك الامريكي اتجاه الدور الايراني في الشرق الاوسط سيكون باتجاه تصعيدي، الا انه لن يرتقي الى مستوى الضربة العسكرية".
- المحامي زهير حبيب الميالي " يرى ان الولايات المتحدة الامريكية تشعر بانها اعطت العراق لإيران كهدية، ومن اجل تبديد تلك الفكرة تسعى الادارة الامريكية الجديدة الى زعزعة تلك الحقيقة، الا ان السؤال القائم اليوم هل يستطيع الرئيس ترامب التخلص من النفوذ الايراني في العراق، وهل المؤسسات الامريكية ستدعم سياسة ترامب غير المنسجمة مع إيران، واخيرا ليس بمقدور ترامب التخلص من النفوذ ولن يقوم بضربها".
- الشيخ عزيز جفات الطرفي الحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة اهل البيت(ع) ومؤلف في مجال التاريخ والتراث " يجد ان ترامب سيواصل سياسة العداء اتجاه إيران لكن بالمقابل إيران ليس في وسعها التهدئة وتعتبر امريكا عدوة للشعوب، الى جانب ذلك يبقى خيار مهم وهو المصالح الامريكية فحينما تتضارب مع التصعيد بالتأكيد سيتراجع ترامب، اما ما يخص فكرة احتمال توجيه ضربة لإيران فهذا غير وارد في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات غير اعتيادية".
- الحاج جواد العطار برلماني سابق، من جانبه " شخص مجموعة ملاحظات منها انه من السابق لأوانه الحكم على السياسة الامريكية التي تتخللها الكثير من التناقضات، ثانيا لابد ان نجيب من يحكم امريكا هل هو الرئيس ام المؤسسات، ثالثا المستفيد من هذا الوضع هو اللوبي الصهيونية، رابعا في الداخل الايرانية الاصطفافات اصبحت مشكوك فيها فليس الاصلاحيين اصلاحيين ولا المتطرفين هم جادين فعلا في ان يثيرون مشاكل من الغرب وهي بمثابة ورقة انتخابية، والكل متفقين على الثوابت الاساسية من مثل ولاية الفقيه حماية إيران. النقطة الاخرى ان الخط المعتدل في إيران خط دفاعي؟، اما الخط الذي يومن بالتطرف وطرد امريكا وعدم القبول بالاتفاق النووي وما شابه هؤلاء في موقف هجوم، والسبب في ذلك لأنهم ماسكين بالسلطة خصوصا وان الوضع في إيران محكوم الان بالقوة المسلحة والحرس والناس المتطرفين، لكن الامر لا يصل الى مستوى الاصطدام الداخلي ولا الاصطدام مع الامريكان، وعلى ضوء هذه الملاحظات يمكن الاستنتاج بان المرحلة سوف لن تصل الى الصدام فترامب سيتعقل والايرانيون سيكونون أكثر تعقلا".
- الدكتور حيدر ال طعمة كلية الادارة والاقتصاد وباحث في مركز الفرات" يعتقد ان الموقف الجديد الذي افصح عنه الرئيس الجديد لأمريكا كونه رجل براغماتي وهو يبحث عن مكاسب، فلذلك التجربة اثبتت انه ليس من المعقول ان يصطف ترامب الى جانب ايران ويترك الخليج، خاصة وان دول الخليج وعلى راسها السعودية هي كانت دول سخية مع الولايات المتحدة وحليف سخي بالإضافة الى اسرائيل ، لذا فان مواقف ترامب هي مغازلة لتلك الدول لكسب المزيد من المصالح، وهو يحاول ان يثبت في دورته الانتخابية كم سيفيد الولايات المتحدة اقتصاديا وبغض النظر عن المبادئ وعن الاسس العامة، وبالتالي ان الامر لن يصل الى مستوى الصدام وان خلال فترة حكمه سينظر للأمور الدولية بعدسات اقتصادية".
- الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام يرى ان " الرؤية الامريكية الاستراتيجية لا تختلف بين اوباما وترامب لاسيما وان المصالح هي من تحدد اتجاهات امريكا، وليس لأمريكا اصدقاء ولا اعداء في المنطقة بقدر ما يتعلق الامر يتوقف على مدى مطابقة تلك العلاقة بالمنفعة الامريكية، خاصة وان التاريخ بين الجمهورين والديمقراطيين من ناحية الاهداف فهناك تكامل في الادوار وليس هناك فرق في الاهداف بين الجمهورين والديمقراطيين، لكن تختلف الاساليب مثلا اوباما كان يامن بأسلوب القوة الناعمة على تحقيق الاهداف كما حصل في الاتفاق النووي مع ايران وقضية كوبا والعمل بالمعاهدات الدولية، لكن الجمهوريين وبالخصوص المتشددين هم لا يأمنون بالدبلوماسية على اعتبارها سلاح بطئ في تحقيق الاهداف بالمقابل ان الخطوة التي اقدم عليها اوباما الان يخطو مثلها ترامب، فترامب حينما منع سبع دول اوباما عمل ذات الشيء اوباما ومن دون ضجه عكس ترامب. اما ما يخص تحجيم النفوذ الايراني هو بدا من بعد الاتفاق النووي الايراني وتركز اول الامر في العراق ومن ثم انتقل الى سوريا بعد دخول روسيا الى سوريا، وعندها تضائل هذا النفوذ في سوريا واصبح ليس لها تأثير في سوريا، لذلك الهدف الامريكي القادم هو سيهدد بالقوة العسكرية وبعقوبات اقتصادية شديدة، ويدفع بإيران نحو حرب استنزاف باردة بغية تحجيم نفوذ كل الدول الاقليمية في المنطقة، وخاصة لابد على ايران ان تخرج سياسيا واقتصاديا من العراق لاسيما على مستوى الشركات الايرانية وتدخل بدلا عنها الشركات الامريكية الى العراق. وذلك على اعتبار ان هذا حق وهو من ضمن التغيرات التي ترسمها امريكا في المنطقة، في ظل وجود هذا التبيان بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري فالأول يطرح مبدا القيادة العالمية فما نربحه يأتي من خلال ما يربحه الاخرون، اما الحزب الجمهوري وخصوصا ترامب يعتقدون بحقيقة الربح الفوري والمباشر، الى جانب امتصاص الدور الاقليمي في المنطقة لكلا من ايران والسعودية وتركيا، فعلى سبيل المثال تم ايضا تحجيم الدور التركي في منطقة الباب السورية كذلك في اليمن بداءة عملية امتصاص للنفوذ السعودي والاماراتي في اليمن، الشيء الاخر ان الانكفاء الايراني انطلق من عملية تحرير الموصل وعدم مشاركة الحشد الشعبي الا من خلال الدعم المساند للقوات".
- الدكتور باسم الموسوي اخصائي عيون " وهو يجد ان موضوع النفوذ الايراني له قالب وسياسات الدول وسياسة الدولة الامريكية العظمى هي في قوالب متعددة، ومن الطبيعي ايضا ان لكل دول لها سياساتها وبرنامجها الخاصة وهي مرسومة ولا يرسمها الرئيس انما الجهات المعنية، وامريكا ليس استثناء فالكونغرس الامريكي والمؤسسات العسكرية والامنية كلها مجتمعة ترسم السياسة الامريكية اما الرئيس فهو اداة تنفيذية، لكن من المهم ان نوضح ان شخصية الرئيس لها تأثير لاسيما وان لكل رئيس كاريزما خاصة. فالرئيس ترامب مثلا يمتاز بذكاء حاد جدا وهو يمتلك فطنة في المجال الاقتصادي، ولأجل ذلك هو يرجح نظرية الاستفادة بأكبر قدر ممكن من موارد امريكا الداخلية الخارجية، بيد ان تلك الحقيقة تكاد تتلاشى في العراق بحكم السيادة التي تفرضها إيران على الواقع العراقي، فالان في العراق من يمسك الارض هي إيران الى جانب ذلك فان خطوط مواجهة داعش تتركز حول من يرسم ويخطط ويمد ويعين هذا من جانب. وايضا من يمسك بالاقتصاد العراقي هي ايران خاصة وان السوق العراقية تغزوها البضائع الايرانية من الشمال الى الجنوب، وهناك مسالة اخرى مهمة وهي تعدد الرؤوس والقوى الموجودة على الساحة العراقية وهو من الصعب السيطرة عليها من الجانب الامريكي، وحتى بعض القوى السنية ترتبط بعلاقات غير اعتيادية بإيران، لذلك ان دخول امريكا الى العراق ممكن من يكون من ناحية اقتصادية وهذه لا تعدو كونها زوبعة وسرعان ما تمر، واخيرا ان ترامب هو حديث على السياسة ولدي قلة تجربة وهو يفتقد الى الدبلوماسية والشيء الاهم انه لا يرسم السياسة الامريكية بمجملها".
س2: هل تؤثر التوترات بين إيران وامريكا على العراق؟ وكيف يمكن للعراق ان يستثمر سعي امريكا لإنهاء النفوذ الاقليمي الايراني في العراق؟
- الدكتور علاء الحسيني " بالتأكيد ان سعي امريكا لتحجيم دور إيران بالمحصلة سيصب في مصلحة العراق ولكن هل توفق الولايات المتحدة بالتأكيد لا توفق، فكلما كان القرار وطنيا وكل ما كان الماسك بزمام السلطة في العراق وطنيا ومستندا الى الارادة الشعبية، كلما اقتربنا أكثر الى تحقيق المصلحة والى تحرير الاقتصاد والقرار العراقي من الارادات والاجندات الاجنبية، ولكن السؤال هنا هل يوفق ترامب او غيره في تحرير العراق من الارادات الاجنبية بالتأكيد الاجابة ستكون لا. حيث يقف في مقدمة تلك الاسباب السبب السياسي والاقتصادي والامني والولاءات السياسية الان جلها ان لم نقل كلها هي تعمل لصالح دول اخرى".
- الدكتور قحطان حسين " انطلق نحو القرار الامريكي الذي قضى بأسقاط صدام حيث وصل الى قناعة بان حكومة صدام من المستحيل التعامل معها بالأطر الدبلوماسية، وهذه القناعة تتشكل اليوم اتجاه التعامل مع الحكومة الايرانية، وبالتالي استطاعت دول الخليج وبذكاء معين ان تستغل تلك التصورات وان تغير قناعات صناع القرار الامريكي لصالحها على حساب إيران. لذلك ان صراع النفوذ بين امريكا وإيران من دون أدني شك لن يصب في مصلحة العراق، علما ان النفوذ الايراني قد يتقلص بعض الشيء ولا ينتهي".
- الدكتور باسم الموسوي " يدعو الى التخلص من أي نفوذ أجنبي ولكن هل يمكن التخلص من نفوذ جميع الدول طبعا لا، خاصة مع ضعف الاقتصاد العراقي وفقدان جميع المقومات الاساسية التي على اساسها يبني اقتصاد متين، إذا تبقى الهيمنة موجودة وهي متمثلة بالهيمنة الامريكية والايرانية والسعودية".
- الدكتور حسين احمد " يعتقد ان محور المشكلة في الشرق الاوسط هو صراع الارادات والنفوذ سواء كان الفواعل اقليمين او دوليين، خاصة ان في إطار العلاقات الدولية لا يمكن ان تعيش بمعزل عن العالم، لكني حتى اكون مستفيد من عدم وجود التدخل الايراني او الامريكي هذا يعتمد علينا كعراقيين، فنحن إذا ما بلورنا نظام سياسي قوي يجبر الاخرين على التعامل معنا كشريك هذا شيء جيد، لكن إذا بقينا ضعفاء بهذا الشكل سيتعامل معنا الاخر كتابع".
- الدكتور قحطان حسين " يرى ان تحجيم النفوذ الايراني في العراق ممكن مستقبلا وهو سيجعل امريكا تدرك بان البديل يجب ان يكون حكومة سنية في العراق".
- المحامي زهير حبيب الميالي " يدعو الى عدم التركيز على من يملئ النفوذ بقدر ما يحقق هذا النفوذ من مناحي ايجابية، الي جانب ذلك يفضل استقلال البلد حتى يصبح له مكانة وله سيادة على صنع القرار".
- الحاج جواد العطار “يجد بالمطلق النفوذ الاجنبي في أي بلد مرفوض، الشيء الاخر امريكا عندما تهدد النفوذ الايراني هي لا تعمل لمصلحة العراق، النفوذ الايراني لا تستطيع الدول مجتمعة ان تفكك النفوذ الايراني في العراق، وبالتالي فان المسالة معقدة وان العقلية الايرانية لها باع طويل في تداخل وتشابك الخطوط ليس على المستوى الشيعي فقط".
- الشيخ مرتضى معاش " يتساءل هل ترامب يريد فك الشراكة مع الايرانيين على مستوى الملف العراقي اما يسعى الى تحجيم الشراكة الى اقل نسبة ممكنة، لاسيما وان النفوذ الايراني في العراق هو لصالح إيران، وبالتالي هو مضر للعراق وعندها لابد لنا ان نبني التفكير المحايد وان نتخلى عن أي نفوذ اقليمي بما يخدم مصلحة العراق، خصوصا وان الصراع السعودي الايراني أضر كثيرا بالعراق لان له تأثير وتبعات داخلية مباشرة، الى جانب ذلك ان السياسة الايرانية ليست واحدة".
التوصيات
_ دعوة الساسة العراقيين الى الاصطفاف مع الشعب العراقي وتحرير الارادة الوطنية من كل التدخلات الاجنبية.
_ على الحكومة الايرانية ان تفهم طبيعة علاقتها مع امريكا وان لا تزج شعوب المنطقة بالصراع الامريكي الايراني.
_ على الجانب العراقي يجب ان يتم توظيف ما يجري في الساحة الاقليمية باتجاه مصلحة العراق وبناء الدولة العراقية.
_ لابد من وجود انسجام وطني بين الشعب والقوى الوطنية اتجاه رفض أي نفوذ وخلق علاقة متوازنة مع الجميع.
_ التفكير بالمصلحة الوطنية العراقية وعدم الانجرار وراء المصالح الاقليمية.
اضافةتعليق