علاقة الأمراض الجهازية بطب الأسنان

الأسنان النعمة التي منَّ الله بها على الإنسان فكان حرياً به أن يحافظ عليها ويعرف كيفية التعامل معها كونها لا تعوض إذا ما أصابها التسوس أو النخر نتيجة الإهمال أو عدم العناية بها والتكاسل عن المراجعة الدورية للطبيب المختص. لذا كان لابد من الخوض في موضوع له أهمية كبيرة في الوقت الحاضر للتعرف على مدى علاقة طب الأسنان بالأمراض الجهازية، حيث إن هناك علاقة وثيقة بينهما فأمراض القلب على اختلاف أنواعها مثل مرض صمامات القلب وضغط الدم المرتفع أو المنخفض يجعل مريض القلب هو أكثر الناس ارتباطاً بطبيب الأسنان بالإضافة إلى إن الأدوية التي يتعاطاها المريض تكون ذات أهمية بطبيب الأسنان لأنها تؤثر على مجرى العلاج الطبي، حيث من المعروف إن الجراثيم والمكروبات المتواجدة في الفم تمر في الدم بدون أن تسبب أي مشاكل والحال ينعكس تماماً لدى المصابين بمرض صمامات القلب إذ تقوم هذه الجراثيم بالالتصاق على سطح الصمامات المتضررة أو المعوضة وتحدث خدشاً أو عيباً بعضلة القلب لتسبب مرضاً آخر ومضاعفات أخرى (endocartis) أما كيفية علاجه فيتم إعطاءه غطاءاً من المضادات الحيوية قبل البدء بأي عمل جراحي، أما المصابون بالذبحة الصدرية فيجب تأجيل أي عمل جراحي إلى ما بعد ستة أشهر. بشكل عام لدى مرضى القلب يجب استخدام مخدر موضعي خالي من (الاندرايين) الذي يعمل على تقليص الأوعية الدموية وبالتالي تقليل النزف في منطقة العمل الجراحي، لذا يجب تجنبه وإعطاءه بدون (الاندرايين) لأنها تسبب ارتفاع ضغط الدم، من جانب آخر المرضى الذين يتعاطون أدوية مضادة لتخثر الدم مثل الأسبرين والوارفين عليهم إيقاف هذه الأدوية لمدة لا تتجاوز (3) أيام قبل عملية قلع السن للوقاية من النزيف الدموي. أما بالنسبة لمرض السكر فهناك نسبة كبيرة من المصابين بهذا المرض الذي يلحق أيضاً أذى يصيب أنسجة الفم والأسنان وخاصة أنسجة اللثة. إن مرض السكر يحدث بسبب خلل في عمل غدة البنكرياس التي تقوم بإفراز هرمون الأنسولين في تمكين الجسم من استغلال السكر الموجود في الدم (الكلوكوز) والذي نحصل عليه من الغذاء وتحويله إلى طاقة. إن هذا الهرمون يفرز بنسبة ثابتة في الجسم ترتفع بعد كل وجبة طعام وهذا يضمن عادة المحافظة على نسبة صحيحة للسكر في الدم وهي عادة (75-120) ملغم، عندما يصيبها خلل ترتفع نسبة السكر في الدم، فإن الجسم يحاول التخلص منها عن طريق التبول مما يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من السوائل ويجعل المريض يشعر بالجفاف والعطش، كما إن نسبة كبيرة من السكر لا يستغل ببناء الطاقة في الجسم ويبدأ الجسم باستغلال الطاقة المخزونة عن طريق حرق طبقات الشحوم، فيسبب نقصان الوزن عند هؤلاء المرضى، لوحظ تأثر أعضاء الجسم بمرض السكر بسبب ضعف المقاومة العامة للجسم أو بسبب التغيرات الشكلية التي تحدث لجدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تباطؤ في عملية بناء أو ترميم ما تلف من أنسجة الجسم. إن مرضى السكر يعانون من آلام الأسنان بسبب الالتهابات في الأوعية الدموية للب السن وأحياناً يحدث موت في اللب فيتغير لون السن وتصبح الأسنان حساسة ومؤلمة عند الضغط عليها. مرض السكر يؤثر تأثيراً شديداً على أنسجة اللثة وتتورم وتنتفخ وتتضخم لأقل سبب سواء من الضغط عليها أو من تلقاء نفسها بسبب ضعف أوعيتها الدموية وتصاب بالالتهابات الحادة وتتقيح، يصاحب ذلك عملية تكوين الجيوب العميقة ومع مرور الزمن يحدث ذوبان للعظم المحيط بالسن مما يؤدي إلى حدوث حركة بالسن فيقلع السن ولا خيار آخر، لذلك يجب على مرضى السكر العناية بنظافة الفم والأسنان واللثة وذلك لتعرضهم للالتهابات بسهولة ولابد من الزيارة الدورية للطبيب ليتم اكتشاف أي تنخر بالأسنان أو أي التهاب باللثة وبالتالي السيطرة عليه بصورة مبكرة وكذلك يجب أخذ الحيطة والحذر بعدم قلع أكثر من سن واحد تلافياً لحدوث الصدمة أو الغيبوبة نتيجة نقصان أو ارتفاع نسبة السكر.
التعليقات