تفعيل الإستثمار في العراق

أقام مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية وبالتعاون مع شركة العتبة للمقاولات العامة ندوة حوارية حول واقع وافاق الاستثمار في العراق تحت شعار الاستثمار وسيلة فعالة لدعم واصلاح النظام الاقتصادي في العراق وخلق تنمية مستديمة شاملة وبرعاية كريمة من لدن محافظ كربلاء المقدسة بالإضافة الى جمع غفير من الاكاديميين والمختصين في مجالات القانون والسياحة واهل الفكر وبعض الاوساط الدينية والثقافية والادبية  والشخصيات الكربلائية العامة ووسائل الاعلام المختلفة وقد انطلقت فعاليات تلك الندوة بقراءة آيات من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة لقراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء ومن ثمة عزف النشيد الوطني العراقي.
 

 

 

 

وقد كان اول المتحدثين في تلك الندوة السيد محافظ كربلاء المقدسة المهندس آمال الدين مجيد الهر الخفاجي الذي اشار باصبع الاتهام الى  جملة امور من شانها ان تحد من تقدم عجلة الاستثمار خصوصا وأن من بين تلك المعوقات هي غياب البنى التحتية والروتين القاتل وعدم وجود شفافية ورؤيا واضحة للقوانين الداعمة لحركة الاستثمار.

 

وقد اكد المحافظ: على ان عملية استقطاب رؤوس الاموال ليست بالامر الهين واليسير في ظل التراكمات السياسية والامنية التي يشهدها البلد اضف الى ذلك وجود تلك السلسلة من الاجراءات المعقدة التي تؤطر عمل دوائرنا ومؤسساتنا الخدمية غير المنظمة والمنقسمة بسبب التعقيدات الادارية والوظيفية هي بحد ذاتها منغصات تحد من عملية استقطاب الاستثمار.

 

 

 

كما اشار الى  ضعف الخدمات المصرفية التي هي ليست بمستوى الطموح  وان القرارات الجادة والجريئة التي تنظم عملية الاستثمار غير متوفرة لحد الان هذا مما يجعل من  وجهة نره عملية الاستثمار مجرد امنيات  ضالة  لا سبيل الى تحقيقها ما لم تكون هناك خطوات في سبيل انضاج التجربة الاستثمارية الباحثة عن المؤهلات الحقيقية التي من شانها ان تضع مشوار الاستثمار في مساره الصحيح على اعتباره الداعم الثاني لمستوى الاقتصادي العراقي. 

 

من جهته قاب حميد الهلالي من ملتقي الحوار الديمقراطي: من الجدير بالاهتمام ان تكون هناك ندوات حوارية هدفها معالجة القضايا الملحة التي  تقف حائلا امام تقدم عجلة الاستثمار خصوصا على مستوى محافظة كربلاء او المحافظة الاخرى، وقد تحدث الهلالي: بان من ابرز النقاط التي يجب الوقوف عندها هو عدم وجود قانون استثماري جيد يحاكي ما حصل ويحصل في كردستان الان، لذى فان المستوى الاستثماري في شمال العراقي يلقى رواجا واقبال اكبر ونحن نعلم بان الاستثمار ينجذب تلقائيا مع افضل  بيئة وافضل مقومات للاستثمار.

 

 

 

واستدرك الهلالي: علما باننا نعاني من  عدم توفر الخدمات الساندة للاستثمار كخدمات الماء وخدمات الكهرباء وخدمات الطرق وكذلك الحال بالنسبة للثقافة الاستثمارية  اعتقد ان الدولة الان سائرة بالاتجاه الصحيح والفاعل وذلك من خلال التركيز على البنى التحتية وهي مشجع وحافز كبير.

 

ويعقب الهلالي: لا يمكن ان نحقق استثمار جيد في ظل بيئة امنية وبيئة سياسية و بيئة اقتصادية غير فاعلة  يجب ان تتوفر كل تلك العناصر والمقومات حتى يتحقق استثمار فاعل، وهناك من الامثلة الشىء الكثير  ففي مصر والكويت والامارات نرى الاستثمار يتقدم ويتطور بشكل سريع.

 

ويتوقع الهلالي: وربما تكون كربلاء في هذا الوقت تسيير بخطى ثابته نحو رؤية استثمارية سليمة خصوصا وان الحكومة والشعب مقتنع باهمية الاستثمار على اعتبار ان كربلاء بالذات لها فرصة اكبر في مجال الاستثمار من بقية المحافظات كون هناك بيئة استثمارية صالحة بحكم واقعها الخدمي اولا وطبيعتها التاريخية والدينية والسياحية ووجود الاسس الصحيحة وبالتالي فان  الايام القادمة حبلى بالمفاجآت الجيدة . 

 

 

 

 وعلى هامش تلك الندوة الحوارية التقينا الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية وهو يشكو من عاجزة الحكومة عن معالجة المشاكل الاساسية ومن الوعود التي قطعتها في سبيل تنشيط الاستثمار ومعالجة المشاكل عن طريق الاستثمار.

 

وقال العرداوي: بان الحكومة تعيش بين نارين  فلم تستحصل على مستثمر محلي او خارجي لمعالجة تلك الازمة التي عجزت عن حلها هي نفسها لذلك  فان مستوى الاستطلاع الذي عمله مركز الفرات في اوقات سابقة كان يشير الى ان المواطن قد اصيب بالاحباط من جراء التلكؤ الحاصل في العملية الاستثمارية.

 

 ويتابع القول:  علما بان استبعاد الاستثمار واستبعاد المستثمرين  عن الساحة العراقية خطى كبير  وسوف تكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العراقي عموما، فالاقتصاد العراقي حاليا يعاني من ازمات قانونية وامنية واقتصادية وسياسية واجتماعية وهذه الازمات تدفع بالمستثمر القادم من الخارج الى ان يبتعد لأنه كما يقال بان راس المال جبان.

 

 

 

وأضاف العرداوي:  وبالتالي فان المستثمر يخشى على امواله من ان تضيع في بيئه استثماريه غير مستقرة نحن اليوم مسؤولين على أن نوفر بيئة صحية واستثمارية لهذا المستثمر كي يتشجع للدخول في السوق العراقية خصوصا ونحن نرى دول مستقره ولديها اقتصاديات قويه تعمل وتحرص على تشجيع الاستثمار في بلدانها فكيف  في بلد متأخر مثل العراق،  

 

وختم قائلا: وهذا لا يعني بان الساحة العراقية اليوم تخلو من وجود مستثمرين لكن هؤلاء المستثمرين حاليا فرصهم محدودة وكما حدثنا السيد المحافظ حينما قال وبصراحته المعهودة  بان  المستثمر عندما يأتي الى كربلاء يحتاج ان تفتح له ملفات الاستثمار خلال ثلاثة ايام بينما  نحن نبقى شهور في الروتين الحكومي وفي المشاكل الحكومية وبالتالي نطرد المستثمر من البقاء في العراق  وهذا ان دل على شىء فيدل على ان هناك عقبات موجودة لم ينتدب لها المختصون الاكفاء القادرين على معالجتها ووضع خطه اقتصادية واضحة لبناء  العراق.

 

وفي ذات السياق تحدث الينا الاديب جاسم عاصي على اعتباره احد الحاضرين في تلك الندوة الحوارية التي يعتبرها نافذه مهمة للاكاديميين والمختصين من اجل وضع الحلول المناسبة والدراسات ذات القيمة المعرفية خصوصا تلك التي تدعم عملية الاستثمار والاسس السليمة التي تستند عليها ليس هذا فحسب بل من واجب تلك الندوات ان تضع المسؤول امام مسؤوليته الوطنية.

 

واضاف: وذلك  من خلال ما يطرح من تصورات  ذات قيمة اقتصادية واجتماعية خصوصا وان نجاح الجهد الاستثمار له تبعات ايجابية على صعيد مكافحة افة البطالة وتوسيع قاعدة البنى التحية وخلق بيئة صحية وجمالية لا غنى عنها في ظل التراكمات الاجتماعية والثقافية السائدة في البلد.

 

ورأى عاصي: بان افاق الاستثمار الاقتصادي قد تحفز قنوات التواصل  الانساني بين الشعوب  وتضع حد للممارسات الخاطئة التي كان يتبعها النظام السابق على اعتبار ان الدولة هي اساس الاقتصاد.
التعليقات