المصدر: من عمل الباحث
المقترح الثالث:
وهو من أسهل المقترحات تطبيقاً في الواقع بالنسبة للدولة ويقضي بإبعاد الخدمات الإدارية وما يتعلق بها من مؤسسات ودوائر الدولة كدائرة البلدية والتخطيط العمراني وبقية الدوائر ذات النشاطات الخدمية الموجودة في المركز والتي تؤثر على حركة السياحة الدينية بشكل كبير وخصوصاً أيام الدوام الرسمي بفعل كثرة السكان المراجعين إليها والتي تخلق إرباكاً في كثافة سكان المركز وإرباكاً مرورياً عالياً، ويقترح الباحث تحويل هذه الدوائر إلى مناطق أقل ازدحاماً بالسكان وتبعد عن المركز الديني بمسافة لا تقل عن (2-3كم) ويعد كل من حي الحسين وحي البناء الجاهز أفضل المواقع المختارة لتوقيع مثل هذه الخدمات كونها تحتوي على فضاءات مفتوحة فضلاً عن ارتباطها بشبكة مناسبة من الطرق مع المركز وبقية جهات المدينة المختلفة ويحتاج تطبيق هذا النموذج إلى فترة لا تتجاوز العامين على الأقل.
ومن مزايا هذه المقترحات المطروحة من وجهة نظر الباحث إنها توفر مساحات مناسبة لاستعمالات الأرض الدينية في المركز التقليدي للمدينة وما يرافقها من نشاطات أخرى كالمكتبات والمتاحف والجوامع ودور العبادة وغيرها مما يساهم في جعل المركز متخصص بتقديم خدمات الدين والسياحة الدينية من ناحية كما يبقى بعيداً عن التأثر بحركة السكان غير الدينيين الذين يقصدون الخدمات الأخرى كالتجارية والإدارية وغيرها في حال قدومهم للمركز من ناحية أخرى، كما يسهل للزائرين والسواح فرصة التمتع بأجواء أكثر روحية وإسلامية والتي يمتاز بها مركز المدينة، ويخلق تطبيق هذه النماذج مراكز خدمية جديدة في المدينة التي إذا ما شملت بالتنمية الحضرية فإنها سوف تصبح مراكز خدمية مهمة في المدينة من المرتبة الأولى تسهم في توسع المدينة نحو جهة الجنوب كما وتحقق الخصوصية الكاملة لمركز المدينة باعتباره مركزاً دينياً مهماً مقتصراً على تقديم الخدمات الدينية فحسب، وبذلك سوف تمتلك المدينة أكثر من مركز خدمي لتقديم الخدمات الحضرية (العامة والمجتمعية) تعمل بأسلوب التخصص الوظيفي وتجذب إليها السكان بشكل مباشر وتصبح بمثابة بؤر حضرية جديدة.
نتائج البحث
خلص البحث إلى نتائج مهمة يمكن أدراجها بالنقاط التالية:
1. المدن الدينية في العراق تعد ثروة جبارة وكنز ثمين لا يقدر بثمن نظرا لما تحويه من ارث حضاري وموروث اجتماعي ديني يشكل رصيدا حضاريا مهما في تاريخ حضارة العراق من الناحية الحضارية إضافة إلى كونه موردا اقتصاديا كبيرا إذا ما أريد لها ذلك.
2. يعترض تخطيط المدن الدينية في العراق بشكل عام ومنها منطقة الدراسة معوقات عدة لعل من أبرزها منطقة المركز التي تشهد تزاحما وظيفيا وسكانيا وخدميا ملحوظا الأمر الذي يؤدي إلى خلق إرباكا كبيرا في عمليات التخطيط الحضري لاستعمالات الأرض بالشكل الذي يحقق نقل وتوقيع بعض الاستعمالات من والى المنطقة المركزية.
3. تشهد مدينة كربلاء كنموذج ديني تزايد كبيرا في معدلات الزيادة السكانية والناتج بشكل رئيسي من تأثير عامل الهجرة الوافدة، ولعل من ابرز العوامل المشجعة على هذا النوع من الهجرة أو ما يسمى بالهجرة الدينية هو العامل الروحي الذي يمتاز به مناخ المدن الدينية وهو المسؤول أيضا عن أية زيادة مستقبلية فيها، فضلا عن مكانتها وشهرتها العالمية التي تمثل في نظر الجميع عامل اعتزاز وابتهاج دائمين.
4. تتعرض منظومة الخدمات (العامة والمجتمعية) في المدينة إلى عدة ضغوط إضافية من قبل السكان الوافدين إليها لأغراض سياحية وترفيهية، بحيث وتحديدا خلال المناسبات الدينية التي يتراوح إعداد السكان فيها إلى أكثر من مليون زائر، وتزايد الطلب على الخدمات بشكل كبير.
5. إما على الصعيد الداخلي لسكان المدينة فان درجة توفر الخدمات في المدينة وتوزيعها الجغرافي وهو العامل المسؤول عن توزيع الكثافات السكانية بين جهات المدينة وقطاعاتها السكنية المختلفة والذي يجب أخذه في الاعتبار في عملية تخطيط الخدمات والسكان معا.
6. تلعب حركة السياحة الدينية نشاطا بارزا في عمليات تخطيط الخدمات في اغلب المدن الدينية ومدينة كربلاء بشكل خاص، إذ لا يمكن تصميم منظومة خدمية قادرة على إعالة هذا الكم الواسع والكبير من السكان والسياح، لذا فان التأثير الذي تلعبه السياحة في المدينة يعد مؤثرا حيويا في إستراتيجيات تخطيط منظومة الخدمات الآنية والمستقبلية.
7. قدم البحث بعض المقترحات الخاصة بتطوير مركز المدينة التقليدي تضمنت ثلاثة مقترحات مكانية من شأنها الاحتفاظ بخصوصية المركز الدينية وتطوير حركة استعمالات الأرض الخدمية الأخرى.
التوصيات
من خلال ما تم الحصول علية من نتائج مهمة يترتب عليها وضع بعض المقترحات والتوصيات التي نراها مناسبة في تطوير كفاءة وتنمية مدينة كربلاء وخصوصا في مجال وظيفتها الدينية نوجزها بما يلي:
1. إنشاء مركز علمي عراقي متخصص يعنى بإعداد دراسات ميدانية تخطيطية للمدن الدينية في العراق من شأنه دراسة بنية هذه المدن وتشخيص ابرز معوقات التنمية الحضرية فيها وصولا إلى إعداد تصاميم أساسية تستوعب في معالجاتها التخطيطية الموروث الديني والإرث الحضاري وكل ما يتعلق بالفلكلور الإسلامي الأصيل.
2. تحسين نوع وكم الخدمات "الصحية، الترفيهية، والسكنية..." المقدمة بشكل أساسي لسكان المدينة، والإسراع في إنشاء مراكز خدمية موجهة بشكل كبير لخدمة السواح والوافدين للمدينة وتوضع بالقرب من المنشات الدينية لضمان تحقيق الاستفادة الكاملة منها للسكان الوافدين.
3. تركيز عناية الدولة بالأماكن الدينية المتمثلة بالمراقد والمقامات والأضرحة وغيرها، وإدخال قطاع السياحة الدينية في حسابات الدولة وخططها الاقتصادية واستغلال هذا المورد الاقتصادي الهام في دعم أسس اقتصاديات الدولة بشكل يليق بهذا النشاط.
4. التركيز المباشر على إنشاء وفتح العديد من ألاماكن المخصصة للترويح كالساحات العامة والمساحات الخضراء والخدمات المصرفية والاتصالات العامة فضلا عن المقاهي والفنادق السياحية المناسبة.
5. تخطيط قطاع النقل بالشكل الذي ينسجم مع وظيفته الحيوية الأساسية لضمان درجة عالية من الاتصال بين إحياء المدينة والمركز التقليدي من جانب وتحقيق سهولة اتصال اكبر بين المدينة والمراكز الحضرية والدينية المجاورة الأمر الذي يحقق انسيابية كبيرة للسواح القادمين للمدينة.
هوامش البحث
(1) عبد الرزاق عباس حسين، نشأة مدن العراق وتطورها، معهد البحوث والدراسات العربية، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، 1973، ص4.
(2) محمد صالح عبد القادر، المدخل إلى التخطيط الحضري والإقليمي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة البصرة، 1986، ص9.
(3) سعدي محمد صالح السعدي، التخطيط الإقليمي نظرية وتوجيه وتطبيق، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، 1989، ص90.
(4) جورج داغر، تنظيم المدن، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، جامعة حلب، 1965، ص7.
(5) شاكر مصطفى، المدن في السلام حتى العصر العثماني، الطبعة الأولى، الجزء الأول، بيروت، 1988، ص142.
(6) محمد السامرائي، دور الجغرافي في تخطيط المدن، مجلة الموقف الثقافي، العدد18، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1998، ص62-63.
(7) زين الدين عبد المقصود، نحو تخطيط حضري بيئي (دراسة حالة لدول مجلس التعاون الخليجي)، الندوة الجغرافية الأولى، الجمهورية العربية السورية، جامعة دمشق، 1995، ص101-102.
(8) خالص الاشعب، المقومات الضرورية للتصميم الأساسي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد الحادي عشر، مطبعة الحوادث، بغداد، 1980، ص133.
(9) خالص الاشعب، التخطيط الطبيعي ضرورة دائمة لتطوير مستوطناتنا البشرية، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، العدد التاسع عشر، 1984، ص177.
(10) Doxiadis, The future of Kerbala, doxiadis associates consulting engineer, lraq ministry of planning, 1958 .p.9.
(11) خالص الاشعب، مظفر الجابري، دراسة في تخطيط مركز مدينة الموصل مع التأكيد على جزئها التقليدي، ندوة دور الموصل في التراث العربي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع جامعة الموصل، 1988، ص375.
(12) صلاح حميد الجنابي، مركز المدينة وأثرة في المركب الحضري، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد السادس عشر، 1985، ص46.
(13) فتحي محمد ابو عيانة، جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1968، ص44.
(14) جمهورية العراق، وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، تقديرات سكان العراق لسنة 2005، مديرية الإحصاء السكاني، بغداد، 2005، ص13.
(15) وزارة التخطيط، دائرة التخطيط الهندسي، مدينة كربلاء (دراسة ميدانية تحليلية لواقع الحال)، قسم المعلومات والدراسات، 1978، ص31.
(16) حسين جعاز ناصر، التحليل المكاني لحركة الهجرة الداخلية واتجاهها في محافظات الفرات الأوسط للمدة 1977-1997، أطروحة كتوراة (غير منشورة) كلية الآداب، جامعة بغداد، 2003، ص57.
(*) العجز السكني: يقصد به عدم التكافؤ الوظيفي بين عدد الأسر والوحدات السكنية التي تشغلها ولفترة محددة من الوقت.
(17) سمير فليح حسن، الوظيفة السكنية لمدينة كربلاء، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية ابن رشد، جامعة بغداد، 2005، ص151.
(18) احمد كمال الدين عفيفي، دراسات في التخطيط العمراني، الطبعة الأولى، العين، 1988، ص102.
(19) سمير مراد، العلاقة بين السكان والتنمية المستدامة في الجمهورية العربية السورية، الندوة الجغرافية الأولى، المصدر السابق، ص134.
(20) ثومسون وارين، ديفيد لويس، مشكلات السكان، ترجمة راشد الراوي، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1969، ص1965.
(21) محمد صوفيتا، عدنان عطية، جغرافية العمران، منشورات جامعة دمشق، 2004، ص328.
(22) منصور الراوي، سكان الوطن العربي (دراسة تحليلية في المشكلات الديمغرافية)، الجزء الأول، بيت الحكمة، بغداد، 2002، ص17-35.
(23) فتحي أبو عيانة، المصدر السابق، ص272.
(**) تم استخراج تقديرات السكان اعتمادا على معادلة المتوالية الهندسية التالية: ك1 = ك2 (1+ر)ن.
(***) يقصــد بالخدمات المجتمعية (community facilies) هي استعمــالات الأرض أو الخدمات التي يلتقي عندها كل أو بعض من مجتمع المدينة أو الإقليم لممارسة نشاطات اجتماعية أو تأدية وظائف معينة بانتظام مما يجعل المؤسسات التي تقوم بهذه الخدمات ذات أهمية كبيرة في تحقيق العلاقات الاجتماعية.
(24) عبيد سرور العتيبي، السياحة والترويح في دولة الكويت (دراسة جغرافية)، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 107، 2002، ص155.
(25) Dennison, Nush "Tourism As An, anthropological subject in current anthropology" The university of Chicago, Oct, 1981, p. 461.
(26) صبري عبد السميع، نظرية السياحة، الطبعة الثانية، مطابع الطوبجي التجارية، القاهرة، 1993، ص76.
(27) تشهد المدينة مناسبات دينية مختلفة على طوال أيام السنة وهي على أنواع حسب أهمية المناسبة الدينية وعدد زوارها فزيارة 28 صفر والأول من ربيع الأول و27 رجب والأيام 19-21 من رمضان وغيرها تعد من ابرز المناسبات الدينية التي يقصد فيها المسلمين لزيارة العتبات الدينية في المدينة.
(28) تعد مناسبات العاشر من المحرم والعشرون من شهر صفر والنصف من شعبان من اكبر المناسبات والاحتفالات الدينية التي تقام في المدينة والتي يصل فيها عدد الوافدين للمدينة إلى أكثر من مليون زائر.
مصادر البحث
أولاً: المصادر العربية
1. أحمد الكمال الدين عفيفي، دراسات في التخطيط العمراني، الطبعة الأولى، العين، 1988.
2. حسين جعاز ناصر، التحليل المكاني لحركة الهجرة الداخلية واتجاهها في محافظات الفرات الأوسط للمدة (1977 - 1997)، أطروحة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة بغداد، (غير منشورة)، 2003.
3. ثومسون وارين، ديفيد لويس، مشكلات السكان، ترجمة راشد الراوي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1969.
4. جورج داغر، تنظيم المدن، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، جامعة حلب، 1965.
5. خالص الأشعب، المقومات الضرورية للتصميم الأساسي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد الحادي عشر، مطبعة الحوادث، بغداد، 1980.
6. _________، التخطيط الطبيعي ضرورة دائمة لتطوير مستوطناتنا البشرية، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، العدد التاسع عشر، بغداد، 1984.
7. _________، مظفر الجابري، دراسة في تخطيط مركز مدينة الموصل مع التأكيد على جزئها التقليدي، ندوة (دور الموصل في التراث العربي) وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع جامعة الموصل، 1988.
8. سعدي محمد صالح السعدي، التخطيط الإقليمي (نظرية توجيه، تطيق) وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، 1989.
9. سمير مراد، العلاقة بين السكان والتنمية المستدامة في الجمهورية العربية السورية، الندوة الجغرافية الأولى، جامعة دمشق، 1995.
10. سمير فليح حسن، الوظيفة السكنية لمدينة كربلاء، رسالة ماجستير، كلية التربية - أبن رشد، جامعة بغداد، (غير منشورة)، 2005.
11. شاكر مصطفى، المدن في الإسلام حتى العصر العثماني، الطبعة الأولى، الجزء الأول، بيروت، 1988.
12. عبد الرزاق عباس حسين، نشأة مدن العراق وتطورها، معهد البحوث والدراسات العربية، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، القاهرة، 1973.
13. عبير سرور العتيبي، السياحة والترويح في دولة الكويت (دراسة جغرافية)، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 107، الكويت، 2002.
14. صلاح حميد الجنابي، مركز المدينة في المركب الحضري، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد السادس عشر، بغداد، 1985.
15. صبري عبد السميع، نظرية السياحة، الطبعة الثانية، مطابع الطويجي التجارية، القاهرة، 1993.
16. زين الدين عبد المقصود، نحو تخطيط حضري بيئي (دراسة حالة دول مجلس التعاون التعاون الخليجي)، الندوة الجغرافية الأولى، الجمهورية العربية السورية، جامعة دمشق، 1995.
17. فتحي محمد أبو عيانه، جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1968.
18. فاروق عباس حيدر، تخطيط المدن والقرى، منشأة المعارف - الإسكندرية، 1994.
19. محمد صالح عبد القادر، المدخل إلى التخطيط الحضري والإقليمي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة البصرة، 1986.
20. محمد صافيتا، عدنان عطية، جغرافية العمران، منشورات جامعة دمشق، 2004.
21. محمد السامرائي، دور الجغرافي في تخطيط المدن، مجلة الموقف الثقافي، العدد 18، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1998.
22. منصور الراوي، سكان الوطن العربي (دراسة تحليلية في المشكلات الديمغرافية)، الجزء الأول، بيت الحكمة، بغداد، 2002.
ثانياً: المطبوعات الحكومية
1. جمهورية العراق، وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، تقديرات سكان العراق لسنة 2005، مديرية الإحصاء السكاني، بغداد، 2005.
2. وزارة التخطيط، دائرة التخطيط الهندسي، مدينة كربلاء (دراسة ميدانية تحليلية لواقع الحال) قسم المعلومات والدراسات، بغداد، 1978.
ثالثاً: المصادر الأجنبية
1. Doxiadis, The future of kerbala, doxiadis associates consuling engineer Iraq ministry of planning, 1958 .
2. Dennison, Nush, Tounsm As An, anthropological subject in current anthropology, the university of Chicago, Oct, 1981.