اية حرب سواء خاضتها السعودية بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة فأنها ستكون مدمرة على دول الخليج ولا سيما السعودية
في تحول لافت للنظر على مستوى التصريحات السعودية ولا سيما الخارجية منها ان تبادر الاخيرة ومن على لسان ولي ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) بالتصريح علناً وتوجيه اصابع الاتهام صوب إيران متهماً اياها بالوقوف وراء موجة الارهاب وإنها تقوم بدعمهم وتسعى لبسط نفوذها على دول عدة بينها اليمن والعراق وسوريا ولبنان، متوعداً باحتمالية نقل الصراع الى الاراضي الايرانية نفسها، فيما ردت إيران على تلك التصريحات واتهمت السعودية بمحاولة اشعال الفتنة وغلق ابواب الحوار.
هذا التوتر في العلاقة ما بين الرياض وطهران يسير بشكل متصاعد لا سيما بعد حادثة الحجاج الايرانيين والموقف من الازمة السورية واتهامات حول موضوع العراق كذلك حرب اليمن التي طالما وجهت السعودية اصابع الاتهام لإيران بدعم جماعة الحوثي وتسليحهم وموضوع لبنان وغيرها ، وهذا مؤشر واضح على التصعيد في المواقف السياسية بغلاف طائفي عبر تبنى كل من الدولتين موقف ازاء الدولة الاخرى ، وربما هذا التصعيد قد وصل لمستويات لم يصلها من قبل ففي الاعوام السابقة لا توجد اتهامات بهذه الحدة او النبرة او بهذه الصراحة او حتى بلغة التهديد فتصريحات ولي ولي العهد بنقل المعركة للداخل الايراني ليس بالمسألة السهلة خصوصاً انها جاءت بعد زيارته للولايات المتحدة ولقائه بالرئيس ترامب وهذا يأتي ضمن سلسلة تصعيديه اتخذتها الادارة الامريكية الجديدة خصوصاً تلك المتعلقة بطلب الرئيس ترامب مراجعة موضوع الاتفاق النووي مع ايران والذي كثيراً ما ازعج دول الخليج وإسرائيل والذي تسبب بتشنج العلاقة في عهد الرئيس اوباما ، كما وان تصريح تركيا وعلى لسان رئيسها اردوغان بأن ايران تنتهج النهج الطائفي وان الصبر له حدود وغيرها من المواقف جميعها تؤشر لأمور عدة اهمها التالي :-
1- توجه الادارة الامريكية الجديدة لإلغاء او تخفيف الاتفاق النووي مع إيران.
2- هناك بوادر اتفاق يلوح بالأفق لتسوية الازمة السورية محاوره الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران ودول الخليج وربما لا يخلو من المساومات للخروج برؤية موحدة.
3- ربما تتعهد الولايات المتحدة بحماية امن دول الخليج من اي عدوان خارجي مقابل تسهيلات وصفقات بمختلف المجالات وهذا ما جاء على لسان الرئيس الامريكي عندما قال (بأن الولايات المتحدة قدمت الكثير من اجل السعودية في الوقت الذي لا تزال ما تقدمه السعودية دون المستوى المطلوب) .
السؤال المطروح هنا ماذا لو اندلعت الحرب ما بين الولايات المتحدة وإيران اين يكون موقع دول الخليج؟
وهناك مجموعة نقاط تبين اثر تلك الحرب وهي: -
1- يشير بعض المختصين بالسياسة الامريكية وعلى وفق الظرف الراهن باستحالة قيامها بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بمفردها ما لم تؤسس تحالف لذلك وتسوية مع روسيا لا سيما انها الان أكثر حزماً لتعامل مع ملف كوريا الشمالية.
2- في حالة صدقت النية في توجيه ضربة لإيران او اعلان الحرب فأن الولايات المتحدة ستسعى لتوريط دول الخليج بذلك وعلى رأسهم السعودية، وبالتالي ستكون المواجهة مباشرة معهم.
3- دول الخليج قد وصلت الى حالة من الرفاهية لا يمكن ان تتصور اتخلي عنها او السماح بتدميرها، وهذا ما سيحدث في اية حرب قادمة خصوصاً انها الاقرب الى إيران.
4- الرد الايراني بطبيعة الحال سيستهدف القواعد والمراكز الامريكية سواء في البر او البحر المنتشرة بدول الخليج وبالتالي المتضرر الاكبر هذه الدول نفسها.
5- موقف دول الخليج ليس موحداً لا سيما بعضاً منها ينظر للسعودية بالقوى التي تسعى للهيمنة عليها ومثال ذلك قطر، كما وان سلطة عمان تتمتع بأقوى العلاقات مع ايران فكيف سيكون موقفها.
6- لا تزال السعودية تخوض حرب الاستنزاف في اليمن دون تحقيق نصر يذكر مع توسع النفوذ الاماراتي هناك على حساب قواتها.
وبعد تصريحات وزير الدفاع الايراني الاخيرة في رده على التهديدات السعودية بأن اية حرب قادمة مع السعودية فلن يكون فيها مكان امن باستثناء مكة والمدينة ، وهذا يدعم الرأي اعلاه بأن اية حرب سواء خاضتها السعودية بصورة مباشرة او عن طريق دعمها لجماعات مناوئة للنظام الايراني او انها دخلت في تحالف مع الولايات المتحدة فأنها ستكون مدمرة على دول الخليج ولا سيما السعودية ، لذلك ربما هذه الاحداث مجرد تهديدات متبادلة لتحقيق اهداف معينة تتعلق بالملف السوري واليمني وموضوع العراق ولبنان ومسألة الاتفاق النووي والموقف الايراني من دول الخليج وغيرها من القضايا المتشعبة والتي ستظهر جلياً خلال المرحلة القادمة .
اضافةتعليق