نتائج الاستطلاع
لقد افرز الاستطلاع النتائج الرئيسة الآتية:
1- وجود نسبة عالية من الرأي العام العراقي تؤيد اجراء انتخابات جديدة لمجالس المحافظات العراقية مما يدل على:
- رغبة العراقيين بالتغيير وهذا يعكس تنامي الفكر السياسي الراديكالي في العراق وانحسار او ضعف الفكر السياسي اليميني (المحافظ) .
- رفض الناخب العراقي وعدم رضاه بالوضع السياسي القائم لأنه لم يحقق له مايرغب فيه على الرغم من مرور اكثر من خمس سنوات على العملية السياسية الحالية .
2- ظهر من خلال الاستطلاع ان مجالس المحافظات الحالية فشلت في القيام بالمهام المناطة بها، وهذا يتطلب من المجالس التي سيتم انتخابها في نهاية كانون الثاني عام 2009 ان تكون اكثر كفاءة من المجالس الحالية بوجود عناصر جيدة قادرة على القيام بما هو مطلوب منها.
3- لقد بين الاستطلاع ان الاحباط وجد طريقه الى نفس الناخب العراقي بحيث جعل نسبة لابأس بها من الرأي العام العراقي تعتقد ان اجراء انتخابات جديدة لن يأتي بجديد وهذه الحقيقة تتطلب الالتفات اليها بجدية من صانع القرار العراقي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية يتفاعل فيها الحاكم مع المحكوم بايجابية.
4- ظهرت من خلال الاستطلاع حقيقة مهمة تمثلت بتراجع التأييد الشعبي للاحزاب الدينية وتقدم الاحزاب العلمانية عليها وقد تكون اسباب ذلك هي:
- تصدي الأحزاب الدينية للعمل السياسي وقيادتها لدفة السلطة في العراق خلال هذه الفترة، فحمل المواطن العراقي هذه الاحزاب مسؤولية الانتكاس والفشل الذي عانت منه العملية السياسية، بينما لم يحمله للاحزاب العلمانية كونها بعيدة عن السلطة.
- ارتكاب الأحزاب الدينية لأخطاء عديدة سواء في علاقتها ببعضها او في علاقتها مع جمهورها مما يتطلب منها مراجعة دقيقة لهذه الاخطاء لتجاوزها مستقبلا او انها تستمر في نهجها فيستمر معه انحدار شعبيتها.
- لم تستطع الأحزاب الدينية تقديم مشروع لبناء الدولة العراقية على اسس دينية فلم يميز المواطن بين شعاراتها السياسية وشعارات الاحزاب العلمانية الموجودة على الساحة.
- قد تكون الدعاية الخارجية والداخلية المضادة للاحزاب الدينية في العراق نجحت في الوصول الى العقل الجمعي العراقي وحرفته عن توجهه المناصر والمؤيد لهذه الأحزاب.
- وقد يكون السبب هو ان الناخب العراقي سريع التقلب في رأيه ولايحكمه موقف واحد بحيث يتعامل مع السياسة بظاهر نتائجها لابما تتطلبه من ثبات مبدئي او عقائدي ومثل هكذا ناخب يحتاج الى سياسيين اصحاب حنكة ودراية في العمل السياسي لا هواة يعجزون عن الوصول الى مواطنيهم بصرف النظر عما اذا كانوا اصحاب نزعة دينية او علمانية في منطلقاتهم الايديولوجية.
وأخيرا لابد من الاشارة إلى إن ما افرزه الاستطلاع من نتائج قد لاتكون نهائية لان الرأي العام تتحكم فية الظروف، إذ قد يكون لقرار ما او حدث ما تأثير على نتائج الانتخابات في حينها بحيث تقلب النتائج رأسا على عقب، وعلى سبيل المثال وجدنا من خلال الاستطلاع تأييدا كبيراً لحزب الأمة العراقية كحزب علماني يعمل في الساحة السياسية العراقية في وقت اجراء الاستطلاع، ولكن الزيارة غير المحسوبة التي قام بها زعيم هذا الحزب الى اسرائيل بعد الاستطلاع قد تجعل النتائج بشكل اخر لو اجريت اليوم، لذا ينبغي لكل سياسي ان يكون في منتهى الحذر والحكمة إذا أراد لرصيده الشعبي ان يزداد ويستمر في التصاعد.