الرجوع للعدد السادس
حفظ هذا المقال فقط
لقاء الدكتور احمد باهض تقي مدير مركز الفرات مع شبكة ( اي-بي-سي-نيوز) الأمريكية
أخبار المركز : في لقاء شبكة (أي - بي - سي - نيوز) الأمريكية
   أنا سعيد بنتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية لأنها أعطت مؤشراً على تحول في رأي الناخب العراقي باتجاه بناء الدولة المدنية القائمة على أساس المعيار الوطني.

   التقى الدكتور أحمد باهض تقي - مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية في مدينة كربلاء المقدسة، فريق شبكة أي بي سي نيوز الأمريكية، والذي ترأسه مقدم البرامج الإخبارية الشهير (Terry)، وقد تضمن اللقاء جولة من مدينة كربلاء وشوارعها ومطاعمها الشعبية وحديث سياسي اقتصادي مهم سينشر على الشبكة الأمريكية المذكورة فضلاً عن شبكة mbc4 باللغة الإنكليزية.

* وابتداءً كان الاتصال من قبل السيد علي المشاخيل أحد كوادر الشبكة.

* وصل الفريق في تمام الساعة 12:00 ظهراً واستمر اللقاء إلى الساعة 3:30 عصراً.

    بدأ اللقاء بكلمات ترحيب قدمها السيد مدير المركز للفريق الضيف، وبدأت الجولة والحوار في مدينة كربلاء المقدسة، وتوجهت السيارة التي تقل الفريق نحو شارع العباس (ع) أحد الشوارع الرئيسية في مدينة كربلاء. وقرر الجميع أن يتم الحديث والتصوير في أحد المطاعم الشعبية القريبة من تقاطع العباس (ع) وتم نصب الكاميرات في المطعم أمام أنظار الزبائن في المطعم الذين دفعهم الفضول بالتساؤل حول ماهية اللقاء ودوافعه ومن هي القناة والشبكة التي تغطي هذا اللقاء.

* الدكتور أحمد باهض:
   أهلاً وسهلاً بكم في مدينة العالم الإسلامي الأولى، الضيوف في العراق دائماً محترمون ويقدر جميع أفراد الشعب العراقي ضيوفهم أياً كان مستواهم، فقراء أم أغنياء، لذلك انتم مدعوّون هذه الدعوة على طعام الغداء على نفقتي.

* المحاور الأمريكي:
   شكراً جزيلاً، نحن نعرفكم جيداً أنتم شعب عريق ذو حضارة، نحترمكم كثيراً، ولكن نحن عمليون كما يقولون دعوة الغداء هذه على نفقة الشبكة لذلك لا نريدكم أن تدفعوا ثمنها.

*المحاور الأمريكي:
كم عمرك دكتور، وما هي هواياتك، واتجاهك؟

*الدكتور أحمد باهض:
   أنا من مواليد 1963، هوايتي القراءة والبحث العلمي والرياضة، أما اتجاهاتي وميولي تكاد تكون معتدلة إلى حد ما، أؤمن بأن الدين هو العقيدة الأولى بالنسبة لأفكاري وسلوكي وهذا لا يتناقض مع مهنتي وأخلاقي بل سيضفي عليها مسحة أكثر احتراماً، وأرجو أن لا يعطيك انطباعاً بأني متطرفاً أو أدعم الآراء المتطرفة، فالرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش كان رجلاً متدنياً وسلوكه السياسي أثبت ذلك.

* المحاور الأمريكي
هل تنتمي إلى حزب أو تيار أو كتلة سياسية؟

*الدكتور احمد باهض:
  كلا أنا مستقل في تفكيري وسلوكي السياسي، ولا أنتمي إلى أي حزب أو كتلة أو تيار، ولكن هذا لا يعني إنني لا أؤمن بعقيدة معينة.

* المحاور الأمريكي:
ما هي هذه العقيدة؟

*الدكتور احمد باهض:
  عقيدتي التي تريد أن تعرف هي عقيدة الناس البسطاء والفقراء الذين يؤمنون دائماً بأن الوطن هو ملاذهم الأول والأخير والآمن، وإن التمسك بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف هي غاية لا تسموها غاية أخرى، ونحن نتمسك بهذا الشيء وتعتز به مثلما يعتز المسيحيون الكاثوليك أو البروتستانت أو اليهود بعقائدهم.

* المحاور الأمريكي:
   كيف تنظر إلى نتائج الانتخابات التي جرت مؤخراً (انتخابات مجالس المحافظات العراقية)؟

*الدكتور احمد باهض:
  أنا أنظر إليها بأنها أعطت مؤشراً على تغيير في الفكر السياسي للناخب العراقي باتجاه الأحزاب الوطنية والليبرالية والعلمانية.

* المحاور الأمريكي:
  ولكن قائمة رئيس الوزراء العراقي فازت في معظم المحافظات العراقية وهو ينتمي إلى حزب ديني.

*د. أحمد باهض:
   الذي فاز في الانتخابات هو السيد المالكي بخطابه الوطني وحركته وديناميكيته السياسية التي أدى إلى تحقيق الاستقرار النسبي وليس السيد المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية مع احترامي وتقديري لهذا الحزب العريق الذي أعطى الكثير من الشهداء في طريق الحرية.

* المحاور الأميركي:
  ولكن لماذا لم ينتخب العراقيون الأحزاب الدينية؟

*د. أحمد باهض:
   العراقيون بطبيعتهم شعب متدين يحب الدين ويحترم العقيدة الدينية، لكنه بنفس الوقت يختلف عن شعوب المنطقة بكونه شعب منفتح على الثقافات الأخرى وهذا التفاعل دفعه باتجاه حبّه لإقامة الدولة المدنية القائمة على أساس القانون واعتقد إن تسمية السيد المالكي لقائمته بدولة القانون هي تسمية ذكية أعطت دفعاً كبيراً لها في الانتخابات، ولذلك يمكن القول إن العراقيون ابتعدوا عن التيارات الدينية لأنهم يعتقدون إن تلك الأحزاب والتيارات تعمل على تفكيكهم وتجزئتهم وهم المولعون بالدولة القوية عبر التاريخ. كما إن الأحزاب الدينية حسب تصور الشعب العراقي لم تأتِ لهم إلاّ بالدماء بسبب الاختلاف العقائدي.

*المحاور الأمريكي:
  هل أنت سعيد بنتائج الانتخابات لمجالس المحافظات العراقية؟.

*د. أحمد باهض:
  أنا سعيد بنتائج انتخابات مجالس المحافظات العراقية لأنها أعطت مؤشراً على تحول في رأي الناخب العراقي باتجاه بناء الدولة المدنية القائمة على أساس المعيار الوطني وسوف تكون سعادتي أكبر عندما أرى الناس الخبراء والمختصين قد أخذوا مكانتهم الحقيقية في مجلس النواب القادم، ليس لأنني منحاز لهم بل لأن هذا هو السبيل لبناء الوطن وأعماره.

* المحاور الأمريكي:
  هل ترى إن العراق قد تجاوز المحنة وعبر سنوات الدمار؟

*د. أحمد باهض:
  بالضبط، إنه تجاوز المحنة والدمار وهو في طور النقاهة ومن ثم الانطلاق، أنا لا أرى العراق إلاّ شعباً موحداً ووطناً مزدهراً واقتصاداً عامراً.

* المحاور الأمريكي:
كيف ترى مستقبل العراق؟

*د. أحمد باهض:
  أراه بعيون الفقراء - وطن بلا أعداء - وطن بلا انفجارات، وطن مثل العراق يجب على جميع أفراده أن يقفوا انحناءً لهذه العنقاء التي تخرج من تحت الرماد، ولذلك فإن أعداءه لا يريدون له أن يكون كما وهب الله له دوره عبر التاريخ.

* المحاور الأمريكي:
  إذن ماذا يحتاج العراق؟

*د. أحمد باهض:
  يحتاج إلى إدارة سياسية قوية، وشعب متماسك - وعدم تدخل الآخرين - ومساعدة أوربا وأمريكا.

* المحاور الأمريكي:
  كيف تنظرون إلى إيران

*د. أحمد باهض:
  إيران بلد عريق - حضارة كبيرة - وتاريخ مليء بالمشاكل مع العراق، وعلى إيران أن تنظر إلى العراق الجديد بعدسات جديدة وليست بتلك التي كانت تنظر إليه بعهد صدام حسين.

* المحاور الأمريكي:
  ولكن التدخل الإيراني واضح في العراق؟

*د. أحمد باهض:
  نعم لكنه ليس أسوأ من تدخل بعض بلدان الخليج، علماً بأن مبررات إيران في التدخل، هي مبررات سياسية من خلال الصراع مع الولايات المتحدة على أرض العراق. ومبررات تدخل بعض دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى هي مبررات طائفية وثأرية، فضلاً عن مبررات البحث عن زعامة الشرق أوسطية والعربية (إنهم يريدون عراقاً ضعيفاً).

* المحاور الأمريكي:
  كيف تنظرون إلى العرب؟

*د. أحمد باهض:
  أنا عربي ولا أحس بالانتماء إلاّ إلى أحضان العرب، ولكن العرب اليوم هم أسرى تحت أسواط أنظمة سياسية ديكتاتورية مستبدة تخاف كثيراً من نجاح التجربة الديمقراطية في العراق ولذلك تأخروا جداً، إن ذلك سيفتح نوافذ وأبواب على اسيجتهم المغلقة مما يخلخل قواعد أنظمتهم السياسية المستبدة.

* المحاور الأمريكي
  كيف تنظرون إلى الأمن في كربلاء؟

*د. أحمد باهض:
  الأمن جيد ومتحقق ونحن ننظر للأمن بأنه قضية مجتمعية وليست قضية أمنية عسكرية بحته، الأمن هو تنمية وخدمات ووعي اجتماعي.

* المحاور الأمريكي:
أنا أشكركم على إعطائنا الوقت الكبير والكافي، كما إنني أهنأك ومعجب جداً بطريقة تفكيرك، أنتم العراقيون تحتاجون إلى هذه الرؤية.

*الدكتور احمد باهض:
أتمنى أن نكون على علاقة حقيقية قائمة على الاحترام مع الولايات المتحدة ، واعتقد أن ذلك سيتحقق إذا مانظرت إلى قضايا المنطقة برمتها بمنظار العدالة.