الرجوع للعدد الخامس
حفظ هذا المقال فقط
التعرض الى القنوات الإخبارية في العراق
دراسة أعدها مركز الفرات
ثانياً: أكد 27% من العينة إن وقت المساء هو الوقت الملائم للمشاهدة بينما أشار 71% إلى مشاهدة القناة حسب الظروف، وهذا الأمر يدلل على إن مشاهدة القناة هي مشاهدة غير منتظمة.
( نتائج الدراسة الميدانية لتعرض منطقة وسط وجنوب العراق لبرامج قناة الإخبارية الفضائية)
  
   يعيش العالم العربي اليوم تحولاً في مجال وسائل الإعلام والقنوات الفضائية أحد عناصرها الأساسية، إذ بدأت ظاهرة القنوات الفضائية تتسع تأثيراتها بإتساع المجالين الزماني والمكاني للبث الفضائي الى جانب السياسة العامة التي تتبعها هذه القنوات في تناولها للأحداث والمتغيرات الإنسانية.
وقناة الإخبارية من القنوات التي يمكن من أن توصف بانها جديدة والتي تلتزم نوعاً ما بخط فكري وسياسي محدد، أو فلسفة إعلامية تحدد معالمها البيئة التي تنطلق منها هذه القناة ومرجعيتها في المملكة العربية السعودية.
ويمكن مشاهدة برامج القناة في أغلب البلدان العربية ومنها العراق ولأجل الوقوف على مستوى وطبيعة المشاهدة للقناة قام مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية باجراء دراسة استطلاعية لقياس مستوى وطبيعة التعرض لهذه القناة في العراق وتحديداً من منطقة وسط وجنوب العراق حيث شملت عينة الدراسة خمسة محافظات هي بغداد وكربلاء المقدسة وبابل والنجف الأشرف والديوانية.
ولاعتبارات التجانس السكاني والثقافي في هذه المدن والذي يمكن أن يكون نموذجاً لمثالياتها في وسط وجنوب العراق فقد اقتصرت الدراسة عليها ولعينة عشوائية بلغت 250 شخص.ولقد توصلت الدراسة الاستطلاعية إلى النتائج الآتية:

أولاً: يوضع الجدول الآتي إن نسبة المشاهدة عالية نوعاً ما باعتبار إن 63% أكدوا إنهم يشاهدونها أحياناً، وأجاب 29% من العينة إنهم لا يشاهدون القناة وهذه نسبة مقبولة إذا أخذنا بنظر الاعتبار تعدد القنوات الفضائية الذي أدى إلى بروز ظاهرة ما يسمى بتجزئة الجمهور.
ثالثاً: حازت التقارير الإخبارية على أفضلية المشاهدة بنسبة 48% تلتها البرامج الحوارية بنسبة 36% والتحقيقات بنسبة 8% وربما يشير ذلك إلى طبيعة التوجهات العامة وخاصة في المجتمع العراقي الذي يمر حالياً في ظروف استثنائية تجعله مهتماً بمتابعة آخر التطورات السياسية والاقتصادية على الصُعد كافة المحلي والإقليمي والدولي.
رابعاً: تشير النتائج الواردة في الجدول الآتي إن المشاهدة ذات طبيعة اجتماعية حيث إن 60% من العينة أكدت إن عوائلهم تشاهد القناة وهذا يعطي تأثيراً أكبر لبرامج القناة باعتبار مشاهدتها جماعية وليست فردية.
خامساً: في سؤال مفتوح حول البرامج التي يعتقد المبحوثون إن القناة تفتقر إليها، وردت تشكيلة من البرامج التي يعتقدون إن القناة يجب أن تليها، وتنوعت هذه البرامج مابين برامج ثقافية وعلمية وترفيهية، ويشير هذا التنوع إلى تنوع العينة واحتواءها على فئات عمرية مختلفة كل فئة لها رغبتها وبرامجها المفضلة.
سادساً: هناك اعتقاد بلغت نسبته 67% من العينة المبحوثة يشير إلى إن القناة نجحت إلى حد ما بتغطية الأحداث السياسية في العراق، بينما أشار 23% من العينة بأن القناة لم تنجح بذلك، هذا الأمر ربما يفسر بأن القناة ليست بالمستوى الإخباري الذي يحقق تغطية مناسبة للأحداث في العراق والجدول الآتي يوضح ذلك:

سابعاً: هناك شك من العينة بأن القناة تقدم رؤية متحيزة للأحداث في خطابها الإعلامي تجاه العراق، حيث بلغت نسبة 29% من المبحوثين، بينما كان 26% يعتقدون بعدم تحيز القناة، ولم يعط 46% من العينة في رأيهم في هذا الموضوع، ربما يمكن تفسير ذلك بالشك الذي يراود العراقيين بشكل عام عندما يراد منهم تحديد موقفهم من وسائل الإعلام لاسيما الخارجية التي تغطي الحدث العراقي.
ثامناً: بشكل عام فأن هناك اعتقاد بأن البرامج التي تقدمها القناة مقبولة الى حد ما بنسبة 88%، وهذا مؤشر على مستوى قبول عالٍ للقناة في لأوساط الرأي العام العراقي، وكما  مبين في الجدول الآتي:
تشير هذه النتائج إلى مجموعة من الحقائق التي يمكن إن يستفيد منها القائمون على القناة الاخبارية في وضعهم للخطط البرامجية المستقبلية، ويبقى هذا الموضوع في حاجة الى المزيد من البحث والدراسة وسيأخذ مركز الفرات مهمة القيام بها في المستقبل إن شاء الله.