الرجوع للعدد الرابع
حفظ هذا المقال فقط
الحكومة الجديدة... انتصار الشعب والعمل المطلوب
د.أحمد باهض تقي
مدير مركز الفرات
لم يكن أصعب من الانتظار شئ، هكذا تعلمنا منذ أن كنا صغارا ننتظر من آباءنا الطيبين أن يحملوا لنا الهدايا والحلوى في كل يوم، كانت ظروف الحياة الصعبة تمنعهم من ذلك، وكنا ننتظر متى يأتي العيد علنا نلبس أثوابا جديدة ونأكل تلك الحلوى التي طال انتظارها، وفي العراق مثلما قال شاعرنا الكبير السياب: ما مر عام إلا وفي العراق جوع... نعم ما مر عام إلا وفي العراق جوع ودمار وفقر ويأس وإحباط... منذ الطفولة وعيوننا تحدق بصورة واحدة، منذ الطفولة وحلوانا نراها في الأحلام، وحتى أحلامنا كانت مفزعة، لُعبنا على قلتها كانت دبابات وبنادق ورسوماتنا كانت كذلك، ألعابنا البريئة كانت حروب وطاق طيق.

     كان الأمل لدينا بسمة صغيرة سرعان ما تنطفئ بهمسة أو لمزه أو وشاية من الكتَاب، هكذا كنا صورة وبندقية و(أس) لا يسمعوك، وكنا ننتظر الفرج عسى كذبة نيسانية تزفه إلينا، نحن الذين نعيش في مدن الموت والبؤس والشقاء والجوع، حتى الأسماء عادت لنا عارا ... من أين أنت؟ من...... وماذا تعمل؟ اعمل...... وكيف تعيش؟ على الله ....وأنت الذي تتوسد كنوز الأرض، ويأتي زفيرك مصحوباً بألف آه وآه، وتقول بكل دواخلك المقتولة بسوط الجلاد، سيأتي اليوم الذي به أكون، وسيكون صوتي عند الله هو الأقوى والأجدى والأسمى، وسنين عجاف طالت، وأيام سوداء مرت وأنت تكابد بين الألم والألم، والحسرة والحسرة، أين المفر وأين السبيل؟، وجاء الأمل معمداً بالجراح والدماء، مسلوبا من فرحة اللقاء، ولكن... هدير الشعب كان هو الأقوى وهو الأهم، سنين ثلاث وقوى الردة تحاول وتحاول وتتامل وتتمنى أن يعود الالم.. ولكن هيهات فان صوت الشعب هو الأقوى، ملايين تزحف على القنابل طلبا للحرية (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق)، فكان الأمل، وعلا صوت الشعب: نريد حكومة وطنية تحترم الكبير والصغير، وتسعى إلى العدالة، وتحترم الله سبحانه وتجله وتطلق في سماء الوطن أغنية السلام، ليطمئن الناس وتعود العصافير المهاجرة إلى أعشاشها، وتلتقي الأحبة، لننظر إلى السماء كي نقول لا نريد شيئا يا الهي سوى هذا الوطن، ونريد من الحكومة:

1.  أن تضمن حرية التفكير واللسان والعقل.
2.  أن تضمن لقمة عيش لكل جائع انتظر عله في احد الأيام يستذكر.
3.  أن يخرج الإنسان من داره في الصباح مطمئنا كي يعود في المساء.
4.  أن تكون دولته خادما له لا يخدم احد.
5.  أن ترفع السيوف بوجه كل طاغية صغير أو كبير يحاول إذلال الناس.
6.  أن تنظف الشوارع وتبني المدارس.
7.  أن تسمع أنين الثكالى وان تشارك الناس أفراحهم.
8.  أن تؤسس للفقراء منبر يلهبون به ظهور الفاسدين واللصوص.
9.  نريد من الحكومة أن تمسح على رؤوس الناس، لا أن يمسح الناس أحذية رجالاتها.
10.   نريد أن ننام واعين الحكومة ساهرة لا تنام.
11.   نريد أن يعرفنا العالم بالإبداع لا بالحروب والعدوان.

ترى هل إننا في كل هذا نحلم أم إننا نتمنى؟، أم أن الغد سيأتي لنا بالأمل، وبالأمل وحده نعيش وننظر ونصبر، عسى هناك من يقرع أبوابنا ليقول : عاش الشعب، عاش الوطن، وليسقط الطغاة.