المعالجات الاقتصادية والاجتماعية لأزمة النازحين على محافظة كربلاء المقدسة

يعيش العراق ومنذ اشهر اوضاعا سياسية وامنية غير مستقرة ، القت بظلالها على مجمل اطياف الشعب العراقي وكان من نتائج تلك الاوضاع الامنية نزوح الالاف العوائل من مناطق النزاع المسلح من المحافظات الشمالية والغربية باتجاه مناطق أكثر أمنا وخاصة في محافظات الوسط والجنوب ومنها محافظة كربلاء المقدسة ، اذ تشير الاحصاءات الى نزوح اكثر من 50 ألف نازح ، وعلى ضوء ذلك قرر مجلس محافظة كربلاء المقدسة التوقف عن استقبال النازحين من المحافظات الأخرى بسبب كثرة الوافدين إليها ، وان هذا العدد سبب إرباكا كبيرا في الخدمات العامة مع عدم إمكانية المحافظة على توفير ما يحتاجون له من سكن وغذاء وخدمات أخرى. ان المسؤولية الانسانية والدينية والوطنية تحتم على جميع مناطق العراق الامنة استقبال النازحين والمهجرين من مناطق سكناهم ، الا ان الاعداد الكبيرة وبوقت واحد ولمنطقة واحدة ادى الى الارباك في عملية استقبال النازحين من جهة وتنظيمهم وتوفير الخدمات اللازمة لإيوائهم من جهة أخرى . ولو تطرقنا الى الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للنازحين على محافظة كربلاء كأحد المحافظات التي استقبلت النازحين ، فأننا نلاحظ ان اغلبية النازحين اضطروا لمغادرة مناطقهم بغض النظر عن الدين او المذهب وبدون اموال او مدخرات لهم بعد حرق منازلهم او سلب اموالهم من قبل العصابات الارهابية الظلامية ، وعليه شكلت السلطات المحلية في كربلاء لجاناً لتقييم أوضاع النازحين، بعد أنتم إيواءهم في الحسينيات ودور العبادة والمواكب التي شيدت في سنوات ماضية لتقديم الخدمات لزوار المناسبات الدينية. وعلى الرغم من الواجب الوطني والأخلاقي باستقبال النازحين ، إلا ان هناك العديد من الاجراءات التي يجب ان تتبع من قبل الحكومات الحلية والمنظمات الشعبية والجماهيرية للنازحين سواء في محافظة كربلاء المقدسة أو في غيرها من المحافظات لتحقيق الهدف لتلافي أي آثار سلبية لعملية الاستقبال ومن أهم هذه الإجراءات ما يلي : 1- على الحكومة المحلية إجراء عملية جرد وإحصاء النازحين في سجلات خاصة بالتعاون مع جهات دولية كما يتطلب التنسيق مع الجهات ألأمنية تحسبا لأي خرق أمني. 2- ان تكون هناك حملة وطنية من قبل الجميع لإغاثة النازحين وان هذه تتطلب وقفة وطنية لإغاثتهم ورعايتهم والاهتمام بهم من قبل كل العراقيين، حكومة وشعبا ومؤسسات مجتمع مدني وبكل العناوين الوطنية الاخرى، بغض النظر عن دينهم ومذهبهم ، ولتكن هذه الحملة فرصة اثبات لكل العراقيين من اجل تكريس مبدأ التكافل الاجتماعي ، ففي الحديث الشريف عن رسول الله محمد (ص) (ارحم من في الارض يرحمك من في السماء) ، وأن حملة إغاثة النازحين فرصة لبث واعادة الروح الوطنية والتآلف بين أطياف المجتمع العراقي، ولإظهار التلاحم والتعايش السلمي بينهم امام المجتمع الدولي. 3- ان يتم استقطاع حصة من الموازنة لعام 2014 من كل محافظة نزح منها عوائل وتسلم للمحافظة التي تم ايوائهم لتلبية الخدمات لهم وان لا تكون مدة النزوح طويلة ، وهذا يتطلب بذل الجهد الأمني والعسكري الكبير من قبل الحكومة لإعادتهم لمناطقهم . 4- جمع كل النازحين في محافظة كربلاء المقدسة بمناطق محددة وخارج حدود المحافظة وتجهيز تلك المنطقة بالخدمات المناسبة لان الكثير منهم استقر في المدارس او الحسينيات او دور الدولة مما يتطلب اخلائهم والسكن في مناطق مخصصة للنازحين خارج مركز المحافظة لسهولة احصاءهم ومعرفة اعدادهم وسهوله تقديم الخدمات اضافة لمتابعة الاجراءات الامنية ومنعا لدخول ارهابيين متسللين معهم .
التعليقات